Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الكذب للإصلاح بين الناس

 

مع الحديث الشريف

الكذب للإصلاح بين الناس

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيرا» (صحيح البخاري 2546).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يتكلم عن الذي يصلح بين الناس فيقول كذبًا، ويصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله وكذبه بالخير، ما يعني أن فاعله فاعل خير، وينفي عنه الكذب وأن يكون كذابًا عند الله، وذلك لأنه يصلح بين الناس باختلاقه ما لم يحدث.

 

هنا يجب أن ننتبه إلى أمرين اثنين؛ الأول أن الكذب في العموم حرام، ولا يُحلّ منه إلا ما أحله الشرع واستثناه، وهنا استثناء بنص شرعي، والثاني أن النميمة بين الناس، ونقل كلام هذا بسوء لذاك حرام، وفيه إفساد بين الناس، لكن إن كان النقل نقل كلام طيب وبما فيه خير، فهو حلال، وليس من النميمة المحرمة في الإسلام.

 

لذلك وجب الحذر أشد الحذر من الكذب والنميمة، فالكذب يلتصق بالإنسان ويجعله يُكتب عند الله كذّابًا إن استمر في هذا الفعل القبيح، والنميمة لا تدخل صاحبها الجنة. أما إذا كان الكذب فيما ذكره الحديث متوجهًا إلى الله سبحانه وتعالى ساعيًا إلى مرضاته، فسينال فاعله الأجر العظيم إن شاء الله ورضا منه عز وجل.

 

الله نسأل أن يعيذنا من المعاصي ويعيذنا من الكذابين الذين يسعون في الأرض فسادًا، ويتقبلنا صادقين مخلصين لوجهه الكريم، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح