Take a fresh look at your lifestyle.

بين الحقيقة والسراب – ما تضمره وسائل الإعلام

السلام عليكم في كل مكان ..
لقد طال الحديث حول ما تضمره وسائل الإعلام اليوم من المكر ، وقد قلنا سابقاً أنها تروج للرذيلة وللأفكار الغربية الحاقدة وأنها تعمل على تمييع الشخصية ، أما ما يحدث اليوم من حولنا هو أن الحكومات والقوى الاستعمارية ، استخدمت الإعلام وسيلةً لضرب غيرها أو محاولةً لتوجيه ضربة ..
وإننا نعلم ما للإعلام من تأثيرٍ في النفوس ، وها هي القوى المتضاربة تستخدم أسلوباً رخيصاً ألا وهو أسلوب الفضائح ، وقد انتشرت الإشاعات والدعايات الكاذبة منذ القدم ، لكنها اليوم وصلت حداً تجاوزت فيه الحياء وتخلت عن أي قيم بحجة المصداقية الإعلامية ونقل الحدث كما هو للمتلقي ، مبررين أنهم يريدون للمتلقي أن يكون في قلب الحدث ، لكنهم أصلاً يريدونه أن يساهم بنفسه في قلب الأحداث وعلى طريقتهم …
وليس عنا ببعيد ما يحدث للسلطة من كشفٍ للحقائق ، تلك التي نشرها فهمي شبانة بحق بعض أفراد السلطة ، وبمجرد أن تفوه بما عنده وجدنا من حضر له تهماً وأعلن عليه الحرب وهذا ما يسمى بالتراشق الإعلاميّ ، وتكمن المشكلة في أن هذا التراشق قد يكون فيه من الكذب والتلفيق بل والإذلال بحيث يصبح كلا الفريقين يريد الانتصار لرأيه وما عنده من معلومات ..
ومن الذي يكون ضحية كل ذلك ؟؟ إنه المتلقي يا حسرةً عليه ..
حيث أنه قد يصدق هذا الطرف أو يصدق الآخر لو أنه لاحظ ما قد يرضي غروره من حب الاطِّلاع على سرائر بعض الأمور خاصةً إن كانت تابعةً للحكومة التي تبقى أوراقها مغلقة حتى تبيد وتموت فيأتي ما يسمى بشاهد على العصر فيسرد ويقول ما عنده على أنه مسلمات ، ويبقى المتلقي هنا حائراً في مدى المصداقية لأنه لم يعايش ذلك العصر ولا يجد حرارةً تستجذبه عند سماع المعلومة ..
أما هذا الأسلوب من التراشق الإعلامي والذم والقدح فإنه يكون عادةً لحكوماتٍ موجودةٍ الآن ، لكن كما يقال انتهت فعاليتها وحتى يتم التخلص منها تكشف أوراقها وتنبش فضائحها ، وهنا يكون المتلقي متلهفاً للسماع والمشاهدة ، مضيفاً من عنده معلوماتٍ قد تكون دقيقة أو ليست كذلك ، فيصبح الأمر ضخماً للغاية مما يجعل الجماهير تطالب بعزل هذا أو إدانة ذاك ..
وهذا ما قلنا عنه آنفاً من استخدام المتلقي في قلب الأحداث والأمور من حوله ، لكنه لا يقلبها بناءً على أفكارٍ عنده بل بناءً على ما غُذِّيَ به من معلومات ، فيصبح تماماً كالحاسوب إن أدخلت له معلوماتٍ صحيحة جاءتنا النتئج دقيقة ، أما إن تمت تعبئته بمعلوماتٍ مغلوطةٍ فإنه لا يأتي لنا بالنتيجة المرغوبة ..
ومن أمثلة هذه الفضائح التي تنشر بسرعة البرق عبر الفضائيات خدمةً للاستعمار ، ما نشر عن الأميرة السعودية خلود العنزي وما نشرته جريدة اليوم السابع عنها وعن زواجها العرفيّ من رجل الأعمال المصري يحيى الكومي .
وكذلك ما نشر عن السلطة الفلسطينية إبان تقرير جولدستون في حرب إسرائيل على غزة ، حيث نقلت وكالة شهاب ما مفاده بأن السلطة اعترضت في البداية ورفضت بإصرار إلى أن جاء العقيد إيلي أفرهام وعرض على جهاز الحاسوب المحمول ملف فيديو يعرض لقاءً وحواراً دار بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الحرب الصهيوني يهود براك بحضور تسيبي لفيني”.
أما عن القناة العاشرة الإسرائيلية والتي تتميز بكثرة تحقيقاتها حول فضائح الحكومات ، كتقريرها عن الحملة الأمنية الخيانية في الخليل وكذلك الأنفاق في رفح ، حتى ما نشرته عن تعذيب الإسرائيليين لشبابٍ من فلسطين ، وهنا يسأل المتلقي ما السبب ولماذا ؟؟ فهل هي المصداقية الإعلامية فعلاً ؟؟!!
الجواب يكمن في أن نشر هذه القناة لمثل هذه الفضائح يتناسب زمنياً مع خدمةٍ أو مصلحةٍ لكيان يهود ، فالضوابط والأصول الوحيدة التي يعرفها الإعلام وكيان مثل كيان يهود هي المصلحة ثم المصلحة ثم المصلحة فقط ، فإن كان في مصلحتهم تقبيح أياً كان سيفعلون ذلك.

فالإعلام أداة في أيدي المؤسسات الحكومية يوجهونه حسب مصالحهم ولا يضرهم من يتأذى أو من تضيع حقوقه.
لست هنا بصدد الدفاع عن أي طرف فكل الأطراف هنا شريكةٌ في الجريمة ، لكن من المؤلم أن يتراشق الصغار ويتبادلون التهم وأسيادهم من الاستعمار يقفون مستهزئين بهم إذ يعاونونهم في كشف أنفسهم ، بدل أن يتعب الغرب في بحثه عن مثل هذه الأمور ..
إن ما ينشره الإعلام لا بد من التدقيق والتمحيص في حقائقه وأسبابه ، فلا يمكن أن يُسمحَ لأحدٍ بالظهور إعلامياً وبقوة إلا إذا كان يخدم هدفاً استعمارياً ..
أستودعكم لله .. وسلام الله عليكم

خنساء