Take a fresh look at your lifestyle.

بعيداً عن الادعاء والنفاق.. نريد دوافعكم الإيمانية على أرض الواقع بتطبيق شرع الله

 

 

بعيداً عن الادعاء والنفاق..

نريد دوافعكم الإيمانية على أرض الواقع بتطبيق شرع الله

 

قال رئيس قطاع التنظيم بحزب المؤتمر الوطني، دكتور أزهري التجاني إن حزبه في حاجة إلى مبادرات وإبداعات جديدة من قبل الكوادر لتنهض بالبلاد، معلناً عزم المؤتمر الوطني على تبني أفكار قائمة على الدين. وأضاف: (الوطني سيظل بخير وأمان ما دام متمسكاً بهذه الدوافع الإيمانية). (سونا 2018/3/2م).

لا تتأتّى النهضة بالبلاد بمجرد مبادرات من كوادر الحزب الحاكم تضاف إلى مجموع المبادرات التي فشلت في تحقيق النهضة، بل لا بد أن يكون هناك تفسير واضح للنهضة، متبنى من قبل الحزب، لينهض بالبلاد، لأن الحزب هو كيان فكري شعوري، انصهر أعضاؤه بمبدأ يحوي أفكاراً نهضوية، ويعملون على تطبيقها عمليا عند استلامهم السلطة، وليس العكس، أي أن يطلب الحزب أفكاراً من أفراده ليتبناها ويقوم بتطبيقها وهو في سدة الحكم منذ ما يقارب الثلاثين سنة!

أفكار النهضة هذه لا بد لها من طريقة واضحة، تبيّن كيفيّة إيجادها في واقع الحياة وكيفيّة تنفيذها، والحفاظ عليها، حتى تسير البلاد في طريق النهضة المرسوم والمدروس بعناية. ومن هنا لم يقتصر الإسلام على الفكرة التي تبيّن القيم والمثل العليا للإنسان، بل تعدّى ذلك إلى تبيان الطريقة التي بها يوجد المبدأ في واقع الحياة، ومن خلالها يُنفَّذ في المجتمع، ويُنشر في سائر العالم، وبها يُصان. هذه الطريقة الشرعية هي الدولة التي تنفذ شرع الله داخلياً، وتحمله رسالة خير للعالم بالدعوة والجهاد، ومن هنا يمكن أن نقول إن الدولة هي الطريقة العملية لإيجاد الإسلام في واقع حياة الناس، وكانت الدولة التي أقامها الرسول e في المدينة هي النموذجَ العملي المحتذى به لتطبيق الإسلام في سائر العصور، من حيث هو معالجات لمشكلات الإنسان وتنظيم غرائزه. فكان مدى اقتفاء هذا النموذج معيارًا لمدى النجاح في تطبيق هذه النظم والمعالجات، فإن كان حزب المؤتمر الوطني هو فعلاً متمسكاً بالدوافع الإيمانية فعليه الاستجابة الفورية لأمر الله سبحانه وتعالى، وترك كل ما سواه، أي أن يتبنوا شرع الله في الدستور وسائر القوانين، وإلا كان حديثهم عن الإسلام عارياً عن الحقيقة.

إن طبيعة الإسلام أول ما تقوم على الإيمان بالله تعالى أنه وحده الخالق المدبّر، أي أن له وحده الخلق والأمر. ومن مستلزمات هذا الإيمان عند المسلم أنه كإنسان لا يستطيع أن يشرّع لنفسه التشريع الصحيح، وعلى هذا الأساس يطيع المسلم ربّه عندما يَحكُم، قال تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ وعندما يُحكَم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾؛ ولهذا لا يجوز أن يخرج أي مسلم أو كيان، عن هذا التلازم بين الإيمان والطاعة، أدنى خروج، خاصة بعدما اكتمل نزول الوحي وأصبح المسلم مسؤولاً عنه كاملاً في الإيمان والالتزام والتطبيق والدعوة له، ولهذا وجب عليكم في حزب المؤتمر الوطني الانصياع لأمر الله فوراً.

والقرآن الكريم قد أمر المسلمين أن يحكموا بالإسلام، كل الإسلام، وحذرهم من ترك بعض أحكام الإسلام ولو كان حكماً واحداً، قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾. والقرآن أمر المسلمين أن يكونوا على ما كان عليه الرسول e في دعوته، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ فأين تمسككم بدوافعكم الإيمانية؟ ولماذا لم تدفعكم إلى هذا الطريق القويم؟!

كما قال رسول الله e: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ». (متفق عليه)، فأين سنيّ حكمكم من هذا الحديث، وحياة الرسول e في تطبيق الإسلام وتبليغه وحمل دعوته كانت مطابقة لما فرضه الله؟! فهو في حياة دعوته مرّ بظروف ضاغطة جداً فلم يخضع لها، بل حكّم المبدأ وحده، وقد عُرضت عليه العروض المغرية فلم يستجب لها. وودّ الكافرون لو يدهن النبي e في دعوته فأبى ذلك كل الإباء، وقال وهو في أشد حاجته للنصرة، لوفد بني عامر بن صعصعة حين عرضوا عليه أن يكون لهم الأمر (الحكم) من بعده أجابهم e: «الأَمْرُ للهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» فلم يتنازل ولم يداهن. ورفض المال والجاه، وحتى الملك بعيداً عن الحكم بالإسلام، وأنتم في حزب المؤتمر الوطني، استلمتم الحكم، لكنكم لم توصلوا الإسلام إلى سدة الحكم!! وعلى هذا وجب على الحزب الحاكم إن كان صادقاً وأراد الرجوع والأوبة إلى الله سبحانه، أن يتبنى أفكار الإسلام، وعليه فض كل شراكة مع ما يسمى بالمجتمع الدولي، وبخاصة رأسه؛ أمريكا، أصل كل مصيبة فالغني والمغني هو الله سبحانه، كما عليكم ترك الدعة والركون إلى الدنيا وزينتها والنظرة الصحيحة على أساس الإسلام لما في أيديكم من مال الله، وتطبيق الإسلام كاملاً في الحكم.

أما الخلفاء الراشدون الذين أمرنا رسول الله e أن نعضّ على سنتهم بالنواجذ، وهم المشهود لهم بالخيرية والمبشرون بالجنة، فإن حياتهم كانت قائمة على تطبيق الشريعة كاملة، والجهاد في سبيله، وفتح البلاد، وإدخال الناس في دين الله، فإذا فتحوا بلداً طبقوا الإسلام كاملاً، فلم يسمحوا بالربا ولا الرشوة ولا الفساد أن يستمر سنة ولا شهراً، بل ولا ساعة من نهار، فالفرض يُنفذ فوراً، والحرام يُمنع فوراً، وتقام الحدود وتطبق الأحكام دونما تدرج أو فترة سماح، فإن كنتم في حزبكم الحاكم سنين تمنّوننا بتطبيق الإسلام، فأين أنتم من هؤلاء الصادقين الصديقين ممن حكموا بالدين ولم يساوموا عليه فرضي الله عنهم ورضوا عنه؟!

نقول كل ما مضى ونحن نعلم أن الذين أصبحوا في واجهات الحكم، ممن يسمون (إسلاميين معتدلين)، ومنهم حزب المؤتمر الوطني، هم يتحدثون عن الإسلام ولا يريدون تطبيق أحكامه، كما فرضها الله سبحانه، لأنهم لو أرادوا لفعلوا وهم في سدة الحكم سنين عددا، بل هم غير قادرين على تطبيق أحكام الإسلام، لأن هؤلاء طوال سنيّ حياتهم الحزبية، لم يهيئوا أنفسهم لتطبيق أحكام الإسلام، فشكْلُ الحكم في الإسلام، وأنظمته؛ من اقتصاد واجتماع وسياسة وتعليم وسياسة خارجية وغيرها، لم تكن في مفكرتهم أبداً، وإن عرفوها فهم لم يتبنوها للعمل بها، لذلك وجدوا ضالتهم في فكرة التدرج، يخدعون بها أنفسهم والناس. إن الواجب على الأمة وقد وعت على هؤلاء أن تُقبِل على الجماعة التي تملك طريقة الفهم الصحيح للإسلام، وتملك الأحكام الشرعية المتعلقة بالحكم، وتملك الخبرة السياسية في العمل، وعندها التتبع السياسي والإلمام بالسياسة الدولية، وفضحها، والأفكار الغربية الكافرة ودحضها، وعندها مشروع دستور أعدّته وبقيت تنقّحه حتى وصلت إلى ما يمكّنها به من إقامة الحكم بما أنزل الله عن طريق دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ألا وهي حزب التحرير؛ الرائد الذي لا يكذب أهله، والأمل المرتجى بإذن الله تعالى.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار – أم أواب

 

2018_03_07_Art_We_want_your_religious_motives_by_implementing_Shari_AR_OK.pdf