خبر وتعليق دَين أمريكا الهائل
دَين امريكا الهائل اضعف قوتها عالميا وأصبح عاملا من عوامل سقوطها عالميا
نشرت وكالات الانباء تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وهي تدافع عن ميزانية وزارتها لعام 2011 والبالغة 52,8 مليار دولار حيث قالت:” ان الدين الخارجي الهائل لامريكا اضعف قوة الولايات المتحدة الامريكية حول العالم” وحملت مسؤولية ذلك على رئيس البنك المركزي الامريكي السابق في عهد بوش الابن وهو ألان غريسبان والذي كان “يبرر زيادة الانفاق وخفض الضرائب ويقول اننا لم نكن بحاجة فعلا لسداد الديون. فهذا شيئ فظيع في رأيي”. وقد ذكرت ان العجز وصل في السنة المالية المنتهية في أيلول سبتمبر الماضي 1,4 ترليون دولار. واضافت قائلة:” علينا ان نعالج هذا العجز ودين الولايات المتحدة كمسألة تتعلق بالامن القومي وليس فقط كمسألة تتعلق بالاقتصاد”. ومن المعلوم ان ديون امريكا قد تجاوزت 12 ترليون دولار.
من هذه التصريحات تظهر لنا حقائق وهي كالتالي:
1.ان سياسة الغطرسة التي اتبعتها امريكا في عهد بوش الابن جعلها تستهتر بالعالم كله بما في ذلك الاستهتار بالديون المستحقة عليها للدول الاخرى. فتقول كلينتون ان رئيس البنك المركزي الامريكي السابق كان يقول بانه لا حاجة لسداد الديون فعلا. وذلك بسبب انه لا تستطيع اية دولة مطالبة امريكا بسداد ديونها. فهذا الكلام تغطية على العجز الامريكي بتحميل المسؤولية على الادارة السابقة وخاصة على احد مسؤوليها. ولكن كلامها لا يعني ان امريكا ستعمل على سداد ديونها بل هو تبديل في الاساليب التي تتبعها الادارة الجديدة بالاعتراف باخطاء الادارة السابقة في عدة نواحي لخداع العالم، فتعترف بحقيقة العجز وما ترتب عليه بدون ان تعلن ان امريكا ستعمل على تسديد ديونها او انها قادرة على سداد تلك الديون.لان امريكا عاجزة فعلا عن سداد ديونها الهائلة. فلو كانت هناك دول كبرى جريئة لقامت واعلنت الحجر والوصاية على امريكا ولأسقطتها عن مركز الدولة الاولى. فكما فعلت امريكا مع المكسيك عام 1996عندما عجزت المكسيك عن سداد ديونها ووصل العجز في الميزانية الى ذروته فاعلنت امريكا الوصاية عليها فصارت الاموال المكسكية تتحول الى البنوك الامريكية وامريكا هي التي تنفق على المكسيك وتقتطع من اموالها لسداد ديونها.
2.تعلن كلينتون ان الديون اضعفت موقف امريكا عالميا. فمسألة الديون مست بالامن الامريكي. فرغم الاستهتار الامريكي بدول العالم الاخرى وباموالهم ولكن عندما ظهرت الازمة المالية عام 2008 ظهر العجز الامريكي اقتصاديا مما جعل الدول الكبرى في العالم تدرك ان امريكا اصبحت ضعيفة ويمكن تحديها مما جعل الدول الاوربية الكبرى تتحرك في محاولة منها لزحزحة امريكا عن مركز الدولة الاولى في العالم. حتى روسيا تحدت امريكا في جورجيا، والصين بدأت ترفع رأسها متأملة بان تصبح دولة كبرى عالميا.
3. من ذلك يتبين ان الدول الكبرى الاخرى قادرة على اسقاط امريكا إذا قررت الرجوع الى نظام الذهب والفضة. فان الدولار سيسقط وبالتالي تسقط امريكا. لانها تطبع دولارات بلا مقابل وتستدين بحيث تبيع سندات الخزينة لدول العالم الاخرى، ورغم ذلك لا تستطيع ان تسد ديونها الخارجية. فكيف لو كان نظام الذهب والفضة معمولا به فعلا لما استطاعت ان تقوم بما قامت به ولما استطاعت ان تمول جيوشها في الخارج وميزانية الحرب اعلى ميزانية عندها حيث قررتها لعام 2011 بمقدار 715 مليار دولار.
4.ومن ذلك يتبين ان امل العالم في التخلص من السيطرة الامريكية يكمن في اقامة دولة الخلافة التي ستلتزم بنظام الذهب والفضة وتجعله نظاما ماليا عالميا. وعندئذ لن تستطيع امريكا ان تستهتر بالعالم بعملتها الورقية التي لا قيمة لها ولا تستطيع ان تنفق بلا حساب ولا تستطيع ان تتهرب من سداد ديونها بل لا تستطيع ان تستدين لخوفها من انها ستعجز عن السداد.
27/2/2010 حاتم