Take a fresh look at your lifestyle.

لقاءات المبعوث الأممي الجديد… مشاورات سلام أم مناورات لتهيئة العملاء؟!

 

لقاءات المبعوث الأممي الجديد… مشاورات سلام أم مناورات لتهيئة العملاء؟!

 

 

الخبر:

 

نشرت صحيفة “الأيام” اليمنية في عددها 6201 الصادر يوم الأربعاء الموافق 11 نيسان/أبريل 2018م خبراً بعنوان “جريفيثس يلتقي أحمد علي ويبحث معه وضع “المؤتمر” في المعادلة السياسية”.

 

التعليق:

 

في ظل تصارع الدول الكبرى – أمريكا وبريطانيا – على النفوذ في اليمن من خلال أدواتهم المحلية والإقليمية، وإشراف مبعوثيهم الأمميين – الممثلين للإرادة الأمريكية في الغالب – والذين يعقب أحدهم الآخر في تسلسل دراماتيكي يوحي بأن لكل منهم دوراً مرسوماً حسب المرحلة، ابتداءً من جمال بن عمر صاحب السجل الحافل بهندسة الصراعات وخصوصاً في المناطق التي تشهد سقوطاً للدولة ومؤسساتها، ودوره المشبوه في كل من العراق وأفغانستان شاهد عليه، أدى بن عمر ما عليه من تمكين للحوثيين ثم خلفه ولد الشيخ صاحب التوجه الإنساني والإغاثي والذي له خبرة في التعامل مع الفيروسات كفيروس (إيبولا) في كل من غينيا وليبيريا وسيراليون، أما بالنسبة لليمن فقد ظهر وتضخم في عهده فيروس الكوليرا في الفترة التي شهدت فيها اليمن تصعيداً للاهتمام بالشأن الإنساني مقابل مماطلة ملحوظة في الشأن العسكري والسياسي، ثم خلفه أخيراً مارتن غريفيث – البريطاني – صاحب الخبرة الواسعة في حل النزاعات والتفاوض والشؤون الإنسانية حسب تقرير الـBBC المنشور في موقعها بتاريخ 16 شباط/فبراير 2018م، ويأتي تعيين غريفيث في الوقت الذي ظهرت فيه مؤشرات التوجه نحو الحل السياسي من قبل الأطراف الراعية للصراع في اليمن وعلى رأسها أمريكا عبر أداتها الإقليمية السعودية على لسان خارجية كليهما وولي العهد السعودي، ويبدو أن هذا يبرر كون الرجل بريطانياً بالرغم من كون بريطانيا هي الخصم اللدود لأمريكا في اليمن، فهو لم يأتِ إلا في الوقت الذي توجهت فيه أمريكا نحو الحل السياسي وبما أن الحل السياسي يقتضي تقاسم الحصص بين الدول المتصارعة فقد وافقت أمريكا على مبعوث بريطاني يضمن لها تهيئة أدوات بريطانيا العاجزة عن مواجهة أمريكا خوفاً من أن تخسر الجمل بما حمل.

 

وبالنظر في الزيارات المخادعة للمبعوث الأممي المبنية على عقيدة الحل الوسط، والتي تعامل أطراف الصراع التي تسببت بقتل آلاف من أهل اليمن كجزء من الحل بينما هم الجزء الأهم من المشكلة والذي ينبغي التخلص منه، ولكن بدلاً من ذلك فإنهم يحصلون على الاعتراف والتمثيل السياسي للأزمة ليحصل كل طرف منهم على نصيبه من الكعكة، هذه الزيارات وبالذات تلك التي كانت للأدوات البريطانية كالمجلس الانتقالي الجنوبي ومؤخراً أحمد علي صالح، يبدو أن بريطانيا تنوي سحب البساط من تحت شرعية هادي وتوزيع الأدوار بإشراف إماراتي بين أحمد علي والمجلس الانتقالي الذي حصل على الاعتراف الضمني كطرف سياسي شريك في السلطة من خلال زيارة المبعوث الأممي له، وفي الوقت نفسه تضمن أمريكا زوال صفة التمرد عن عملائها الحوثيين في حال ألغيت شرعية هادي وتضمن لهم مقعدهم في السلطة الجديدة كشركاء لأحمد علي، ويعتبر هذا مكسباً سياسياً كبيراً لأمريكا التي لطالما سعت جاهدة للحصول على موطئ قدم في اليمن.

 

هذا هو حال اليمن في ظل هيمنة الدول الاستعمارية وتبعية الحكام العملاء لهم وغياب سلطان الإسلام، فإلى متى يا أهل اليمن تُترَك البلاد والعباد رهناً لمؤامرات الأعداء؟! أما آن لكم أن تنفضّوا عن تلك الأطراف الخائنة بل وتقفوا في وجههم وتعملوا مع المخلصين في حزب التحرير لاستعادة دولتكم التي بها عزتكم ورفعتكم، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟!!

 

قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. رمزي ناصر

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

 

 

2018_04_14_TLK_1_OK.pdf