Take a fresh look at your lifestyle.

97 عاما من العزة الضائعة والهيبة المفقودة!

 

97 عاما من العزة الضائعة والهيبة المفقودة!

 

 

 

سبعة وتسعون عاماً من الذل والهوان وتكالب الأمم علينا، سبعة وتسعون عاماً نزعت فيها مهابتنا من صدور أعدائنا مصداقاً لحديثه r: «وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ المَهَابَةَ مِنكُمْ»، سبعة وتسعون عاماً ونحن بلا إمام يُتقى به ويُقاتل من ورائه، فتحفظ به بيضة الدين، ويُحمى المسلمون.

 

97 عاماً انتقلنا فيها من زمان كانت فيه الملوك والقياصرة تخافنا وتحسب لغضبنا ألف حساب فتسارع لإرضائنا، إلى زمان ردات الفعل الخجولة، بل المخزية في أغلب الأحيان في ظل حكم الرويبضات. حيث يروي ابن كثير في البداية والنهاية أنه لما وصلت جيوش المسلمين حدود الصين فاتحة بقيادة القائد قتيبة بن مسلم أرسل إلى ملك الصين وفدا على رأسه هبيرة الكلابي، فقال لهم ملك الصين: انصرفوا إلى صاحبكم فقولوا له ينصرف، فإني عرفت حرصه وقلة أصحابه، وإلا بعثت عليكم من يهلككم ويهلكه. فقال هبيرة: كيف يكون قليل الأصحاب مَن أولُ خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون؟! وكيف يكون حريصا من خلّف الدنيا قادرا عليها وغزاك؟! وأما تخويفك إيانا بالقتل فإن لنا آجالا إذا حضرت فأكرمها القتل، فلسنا نكرهه ولا نخافه. فأجابه ملك الصين: فما الذي يرضي صاحبك؟؟ قال: إنه قد حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم، ويختم ملوككم، ويعطى الجزية. فقال الملك فإنا نخرجه من يمينه، ونبعث ببعض أبنائنا فيختمهم، ونبعث إليه بجزية يرضاها. قال: فدعا بصحاف من ذهب وفيها تراب وبعث بحرير وذهب، وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم، ثم أجازهم، فأحسن جوائزهم، فساروا فقدموا بما بعث به، فقبل قتيبة الجزية، وختم الغلمة وردهم، ووطئ التراب. انتقال من زمان كنا نخاطب فيه السحاب لاتساع رقعة البلاد الداخلة تحت حكم الإسلام، إلى زمان مزقت فيه بلادنا وفصلت بينها الحدود والسدود!!

 

97 عاماً انتقلنا فيها من الفعل وصنع الحدث إلى زمان نستجدي فيه عدونا ونلجأ إلى مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات الدولية لتحل لنا قضايانا وترفع الظلم عنا، لتلعب دور الخصم والحكم في الوقت نفسه!

 

97 عاماً انتقلنا فيها من زمان كان قتل مسلم أو أسره أو انتهاك عرض امرأة مسلمة كفيلاً بتحريك جيش عرمرم أوله في عاصمة خلافة المسلمين وآخره عند ذلك المعتدي، بينما اليوم تسفك دماؤنا لتمرير مخططات أعدائنا ومشاريعهم الاستعمارية في الشام وأفغانستان واليمن والعراق وليبيا وباكستان، ويحرقنا البوذيون الوثنيون أحياء في بورما، ونقطع بالسواطير في أفريقيا الوسطى، وتنتهك أعراضنا في بورما والعراق والشام وغيرها من بلاد المسلمين، وتملأ استغاثاتنا عنان السماء، ولا نجد من يقتص لنا، ويلبي استغاثاتنا.

 

97 عاماً انتقلنا فيها من زمان كانت فيه أي إساءة لنبينا أو قرآننا تستدعي قطع رؤوس وتهديد دول، بينما اليوم يساء إلى نبينا ويحرق قرآننا ويعتدى على مقدساتنا، ويكون رد البعض بمؤتمرات حوار الأديان والقيام بحملات تعريفية حول النبي وأخلاقه!!

 

إن القائمة تطول في سرد مظاهر الذل والهوان بغياب الخلافة، ولو أردنا سردها لما وسعتنا المجلدات، فإلى عزة الدارين، وإلى العمل لاستعادة هيبتنا ومكانتنا بين الأمم ندعوكم أيها المسلمون، إلى العمل معنا لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ندعوكم أيها المسلمون، فهل أنتم ملبون؟!

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة

2018_04_14_Art_97_years_of_lost_pride_and_prestige_AR_OK.pdf