Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق   حلف الناتو يجيش الجيوش ضد المسلمين

     إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يجمع في عضويته الدول الغربية الصليبية على جانبي المحيط الأطلسي الشمالي تحول في العقدين الأخيرين نحو إستراتيجية جديدة تقوم على أساس رصد أي تحرك إسلامي شعبي أو تكتلي أو عسكري أو فكري لتطويقه ومن ثم للقضاء عليه.
فالحلف يُفترض فيه من ناحية واقعية أن ينحل عقده، أو يتلاشى بعد أن انفرط عقد خصمه الإتحاد السوفيتي وتفككت الدول التي كانت تنضوي تحت لواء حلف وارسو المكافئ والمناظر لحلف الناتو.

      فمن زاوية عقائدية ودولية فقد حلف الناتو مبررات وجوده بزوال ما كان يشكل خطرا عليه من ناحية افتراضية وبالتالي فان استمرار وجوده وتغيير إسترتيجيته يعتبر تكوينا لحلف جديد ولتكتل دولي جديد وان حمل نفس الاسم السابق. فخصم حلف الناتو قد تغير وهدفه قد تغير ومهامه قد تغيرت ولم يبق من ماضيه إلا الاسم ومن هنا كان من الإنصاف أن يتغير اسمه أيضاً.

     وقد شرح وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس وجهة نظر الدولة القائدة لدول الحلف وبيّن طبيعة التغير في إستراتيجية الحلف بقوله: ” إن أعظم تطور حصل في حلف الناتو خلال السنوات العشرين الماضية هو تحوله من قوة دفاعية مستقرة ساكنة إلى قوة جاهزة للقيام بمهمات أمنية بعيداً عن حدودها التقليدية عبر المحيط الأطلسي” فهذا الكلام معناه أن الحلف قد خرج عن حدود الدفاع عن منطقته وأصبحت مهماته أمنية هجومية بحته في مناطق أخرى بعيدة عن أراضي دوله.

     ثم يُفسر غيتس سبب هذا التغير فيدعي بأنه حدث: ” نتيجة وجدود بيئة أمنية جديدة يكون فيها انطلاق الأخطار من دول فاشلة أو على طريق الفشل أو ممزقة أكثر من قدومه من دول معتدلة إذ تأتي الأخطار من كيانات ليست دولاً تعمل في الغالب، في دول لسنا في حالة حرب معها، أو داخل حدودنا نحن بالذات “.
فهو يعترف صراحة بأن الحلف لا يحارب الدول لأنها حليفة لأمريكا، ولكنه يحارب الكيانات داخل تلك الدول الحليفة التي وصفها بأنها فاشلة أو ممزقة وزعم أن مصالح دول الحلف مهددة من هذه الكيانات الموجودة بداخل تلك الدول فقال: ” إن مصالحنا الأمنية لم تعد مرتبطة فقط بسلامة أراضي الدول الأعضاء في وقت يشكل فيه عدم الاستقرار في أماكن أخرى خطراً حقيقياً علينا “.

     وعندما ندقق في كلام غيتس هذا، فإنه لا ينطبق إلإ على البلدان الإسلامية التي يوالي حكامها أمريكا والغرب، بينما شعوبها المنتظمة في كيانات وأحزاب ومجموعات تعادي أمريكا وتعمل على التخلص من عملائها.

     هكذا فأمريكا تريد قيادة الحلف بأسلوب جديد، وتريد الاستمرار في شن الحروب العدوانية ضد بلدان العالم الإسلامي، التي تشهد شعوبها صحوات وانتفاضات ضد أنظمة الحكم العميلة فيها. كما تريد أمريكا تجييش جميع الدول الأوروبية معها في حلف الناتو للقيام بهذه المهام العدوانية الجديدة ضد أي تحرك إسلامي.
وأوضح غيتس بأن المشكلة الرئيسية التي يواجهها الحلف تتمثل في عدم انجرار الأوروبيين لأمريكا انجراراً كاملاً في سيرهم مع الحلف للقيام بتحقيق هذه الأهداف فيعترف بأن: ” قطاعاً كبيرة من الناس العاديين والقادة السياسيين في أوروبا أصبحوا كارهين لاستخدام القوة العسكرية وما يترتب عليها من مجازفات وهو ما يسفر على المستوى الأساسي نتيجة نقص التمويل ونقص الإمكانيات عن أن يصبح من الصعب العمل والقتال معاً في مجابهة الأخطار المشتركة “.
فأمريكا إذاً على لسان وزير حربها تريد من الأوروبيين الاستمرار في مساعدتها في عدوانها على المسلمين، وفي شن المزيد من الحروب معها ضد أقطار العالم الإسلامي الواحد تلو الآخر، فاليوم أفغانستان وغداً اليمن وبعد غدٍ الصومال، وهكذا تستمر الحروب الصليبية التي يشنها حلف الناتو ضد المسلمين وضد تطلعاتهم وتحركاتهم الرامية إلى مواجهة أمريكا والغرب وطرد النفوذ الاستعماري بشتى صوره من بلاد المسلمين .

نعم تستمر هذه الحروب بقيادة أمريكا وبمشاركة أوروبا تحت ذريعة محاربة كيانات إرهابية قد تشكل خطراً على دول الحلف ولو كان بعيداً.

أبو حمزة الخطواني

3-3-2010م