انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني
الخبر:
أمريكا تنسحب من الاتفاق النووي الإيراني…
التعليق:
حين اتفقت مجموعة الدول الخمس زائد واحد (أمريكا، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا) مع إيران سنة 2015 على تقليص النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما أن الاتفاق “يقطع أي طريق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية”. وبموجب الاتفاق خفضت إيران مخزونها من اليورانيوم بنسبة 98 بالمائة لتصل إلى 300 كيلوغرام. وكان لدى إيران من اليورانيوم ما يكفي لصنع عشر قنابل نووية، إلا أن 300 كيلوغرام لا تكفي لبناء قنبلة واحدة. والتزمت إيران بالحفاظ على تخصيب اليورانيوم بنسبة دون 4 بالمائة، أي أقل بكثير من المستوى الأدنى للتخصيب اللازم لصنع سلاح نووي والذي يبلغ 90 في المائة. وتم شحن اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى روسيا. وأُعيد تصميم مفاعل “أراك” بحيث لا يستطيع إنتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صناعة الأسلحة. كما تم إرسال مضخات الوقود التي يمكن استخدامها لتطوير قنبلة نووية إلى خارج البلاد.
كل هذا فعلته إيران بموجب الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أمريكا. أي أن إيران ومقابل تعويمها في المنطقة سياسياً خدمةً لمصالح أمريكا في سوريا، رضيت بالفتات الصغير إلى حين. وهكذا سارت إيران على خطا الشياطين في تخليها عن طموحات برنامجها النووي والذي دفع ثمنه المسلمون في إيران. وكذلك فعلت حين أفرغت خزينتها دون الالتفات إلى البنى التحتية المتهالكة لتمويل حربها ومليشياتها لقتل المسلمين في أرض الشام حمايةً لعميل أمريكا المجرم بشار أسد. وأمريكا من جهة أخرى وبدل مكافأة إيران على تقديم خدماتها لها تقوم بتقليص دورها وتضرب بالاتفاق عرض الحائط. هكذا تعامل أمريكا حكام إيران وعملاءها بشكل عام. فتزيد أو تقلص من أدوارهم دون النظر إلى مصالح بلادهم! ولا تعبأ بهؤلاء الحكام أبداً، فتحرجهم وتغضبهم دون أن يرف لها جفن! أي أن أمريكا توسع وتقلص في أدوار أولئك الأتباع بشكل مستمر وفق مصالحها هي دون أن تعبأ بهم.
وهكذا يظهر حكام إيران بمظهر العميل، مثلهم مثل باقي الحكام كحكام السعودية ومصر… كيف لا وهم يتتبعون خطوات الشياطين في خيانتهم لله ورسوله حين حكموا بنظام جمهوري مخالف للإسلام، وخيانتهم لله ورسوله وللمؤمنين في مساعدتهم أمريكا لغزو العراق وأفغانستان، وخيانتهم لله ورسوله ولأهل إيران حين باعوا تضحيات شعبهم في تحملهم للحصار الدولي المفروض عليهم بسبب البرنامج النووي، وفي آخر المطاف أصبح برنامجاً نووياً يخصب اليورانيوم بنسبة دون 4 بالمائة أي لا يمكن أن ينتج سلاحاً نووياً، وخيانتهم لله ورسوله وللأمة الإسلامية في قتلهم للمسلمين في سوريا دفاعاً عن نظام بعثي علما بأنهم في أدبياتهم يعتبرونه نظاماً كافراً!!
ومع أن أهل إيران يعانون من سياسة نظامهم بدليل الحراك الذي حصل سنة 2009 بما سمي بالـ”الثورة الخضراء” والتي ما زال رجالها في السجن أو الإقامة الجبرية إلى يومنا هذا. وأيضاً الحراك في آخر سنة 2017 في مدن إيرانية عدة، لكن حكام إيران لا يختلفون عن باقي حكام المنطقة فجميعهم لا يأبهون بمعاناة شعوبهم وجل اهتمامهم هو التمسك بالسلطة وخدمة المستعمر. لقد حق عليهم وصفهم بقول الله تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان