ستقوم الخلافة قريباً بإذن الله ولو كره ذلك أيتام الغرب!
الخبر:
نشرت صحيفة الشرق الأوسط يوم الأحد الموافق 6 أيار 2018م مقالاً للإعلامي “مشعل السديري” بعنوان “بعض حلاوات الخلافة”، يقول فيه: “ذهبت الخلافة بحلوها ومرّها إلى غير رجعة، بعد أن جثمت على صدور الشعوب عدة قرون سوداء، وإذا كان فيها بعض الحلاوة فمرارتها العلقميّة أكثر منها بمراحل”، وبعد أن ذكر ساخراً بعض ما أعجبه من “التقاليد” التي كانت سائدة في عهد الخلافة، قال “هذه بعض الحلاوات، أما عن المرارات التي يشيب لها الولدان فحدث ولا حرج”.
التعليق:
إن خير ما نبدأ به الكلام هو كلام الله تعالى حيث قال عز وجل: ﴿ﻭَﻟَﻴَﺤْﻤِﻠُﻦَّ ﺃَﺛْﻘَﺎﻟَﻬُﻢْ ﻭَﺃَﺛْﻘَﺎﻻً ﻣَﻊَ ﺃَﺛْﻘَﺎﻟِﻬِﻢْ ﻭَﻟَﻴُﺴْﺄَﻟُﻦَّ ﻳَﻮْﻡَ اﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻋَﻤَّﺎ ﻛَﺎﻧُﻮا ﻳَﻔْﺘَﺮُﻭﻥَ﴾ [العنكبوت: 13]
نعم سيُسأل صاحب المقال عن افترائه وكذبه على الله عز وجل وعلى رسوله e، فرجوع الخلافة وقيامها هو وعد الله تعالى للمؤمنين، ووعد الله لا يتخلف، وهو كذلك بشرى رسوله e، والكاتب يعلم أن بشائر الخلافة تلوح اليوم في الأفق أكثر من أي وقتٍ مضى، وكل يوم يمر نقترب منها أكثر فأكثر، ولذلك يقوم هذا الكاتب وأمثاله بتشويهها والافتراء عليها، وبالتالي فإن الكاتب يكذب ويعلم أنه يكذب ويعلم أن قارئ مقاله يعلم أنه يكذب، فأي فريةٍ أمقت من هذه وأدعى للمساءلة والعقوبة؟!
إن ما يغيظ هذا الكاتب وأمثاله فدفعه إلى أن يكتب مقاله المسموم ليس إلا خوفه وخوف أسياده من عودة الخلافة، فكلماته وأسلوبه الساخر حتى في سرد ما وصفه بـ”حلاوات الخلافة”، لتنم عن غيظ وحقد قد أعميا بصره وبصيرته، فتجاهل أن الخلافة بقيت لأكثر من ثلاثة عشر قرناً تسود دول العالم وتقودها بعد أن كسرت شوكة الروم والفرس، وأن بلاد المسلمين لم يعل شأنها ولم تصبح منارة للعلوم والمعارف إلا في عصور الخلافة، وأن المسلمين لم يعرفوا طعم العزة والقوة إلا من خلال الفتوحات والبطولات والملاحم التي صنعتها جيوش الخلافة.
لقد تناسى الكاتب جيوش المعتصم التي دكت أسوار الصليبيين من أجل امرأة استنجدت به، وهو يرى بأم عينه ما وصل إليه حال الأمة اليوم من تمزق وتشرذم وضعف وهوان بعد هدم الخلافة، ويسمع صرخات الثكالى والأيامى وما من مغيث ولا معتصم، فعن أية قرون سوداء يتحدث والأمة منذ أن هدمت الخلافة تهيم في “ظلمات بعضها فوق بعض”، وقد “تداعت عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها”، يتخطفها الكفار المستعمرون وينهبون ثرواتها وينهشون لحمها، يجثم على صدرها رويبضات خانوا الله ورسوله وباعوا دينهم وأمتهم بعرض من الدنيا قليل، فأية مرارات يشيب لها الولدان يقصد الكاتب! وقد أفنى أسياده الطغاة المجرمون الشام واليمن والعراق وقتلوا ملايين الأطفال والرجال والشيوخ والنساء؟!!
وإننا على يقين أنه وعلى الرغم من كل ما تعانيه الأمة من مآسٍ وأحزان، إلا أن فجر العز والتمكين بعودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قد أوشك على البزوغ، وما نباح إعلام الطغاة إلا تربصٌ وهلعٌ مما عاينوه من وعيٍ متزايدٍ عند الأمة على قضيتها المصيرية المتمثلة بإقامة الخلافة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل