النكبة – سبعون عاما من الخيانة
(مترجم)
الخبر:
في الذكرى السنوية السبعين للنكبة، لم يكن من الممكن أن يكون التباين أكثر اختلافا يوم الاثنين 14 أيار/مايو، ما بين القدس وغزة، حتى وإن كانت مجرد 75 كيلومترا تفصل بين الاثنتين، وفي الوقت الذي دشن فيه المسؤولون الأمريكيون ويهود نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقتلت قوات يهود المحتجين الفلسطينيين في غزة، وخارج السفارة الجديدة، حيث قمعت قوات يهود المتظاهرين الفلسطينيين في القدس بوحشية. “أحرقهم”، “أطلق عليهم النار”، “اقتلهم”، هكذا هتف يهود في 14 أيار/مايو 1948، قبل 70 سنة، أوفت بريطانيا بوعدها ليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين. وفي اليوم التالي لقيام يهود بإعلان كيانهم، تم طرد السكان الأصليين.
التعليق:
علق بالذهن مرة أخرى في عام 1948 كيف أن قوة 40 مليوناً من العرب لا يمكن أن تضاهي مجرد 600 ألف من يهود. هذا السؤال لا يزال قائما إلى اليوم حيث إن 8.5 مليون يهودي يحيط بهم أكثر من 400 مليون مسلم. في الواقع إنه في عام 1948 كان النظام المصري، والأردني والعراقي قد تم وضعهم من قبل البريطانيين وكانوا أكثر اهتماما في الحفاظ على عروشهم من قتال يهود. وبما أن بريطانيا تتمسك بحكمها أو تحدده، فإن تلك الأنظمة لن تتعارض مع أسيادها.
لقد أبرز أنور السادات في سيرته الذاتية السبب الذي أدى إلى إنشاء الضباط الأحرار التي من شأنها أن تطيح بالنظام الملكي في مصر في عام 1952. وقد أدى إنشاء كيان يهود وفقدان فلسطين إلى قيام الجيش بالالتفاف حول مجموعة صغيرة من المتمردين الذين أصبحوا يعرفون باسم الضباط الأحرار. وقد أضعفت الحكومة المصرية الهجوم على كيان يهود عندما لم يستخدم رئيس الوزراء ناكراتشي باشا الوحدات العسكرية القائمة، ولكنه أرسل جيشا من المتطوعين لم ينظم إلا قبل بضعة أشهر فقط.
وعلى الرغم من أن عبد الناصر في مصر تولى قيادة تحرير فلسطين، فإن الصعوبات التي واجهها خلال أزمة السويس في عام 1956 وحرب الأيام الستة في عام 1967 أسهمت في تضاؤل الدعم للقضية الفلسطينية. وبحلول منتصف عام 1960 فتح ناصر قناة اتصال مع يهود من خلال المندوبين المعنيين لدى الأمم المتحدة لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية دائمة. ووقع رفيقه أنور السادات معاهدة السلام مع كيان يهود في 1979. وقد أدى ذلك إلى إنهاء الحرب ضد يهود وأفضى إلى ظهور مجموعة غير تابعة للدولة اضطلعت بمهمة تحرير فلسطين.
وكانت الأنظمة العربية قد تخلت عن قضية فلسطين، وكان هذا هو الوقت الذي كان فيه ياسر عرفات، وهو خريج جامعة القاهرة يعمل في الكويت كمهندس، قد أنشأ حركة فتح. ودخلت في البداية في صراع مسلح ولكنها لم تكن قادرة على مواجهة يهود العسكريين الكبار (نسبيا) وسرعان ما انتقلت إلى المفاوضات. إن منظمة التحرير الفلسطينية غير قادرة على فرض أي نوع من التسوية على قضية فلسطين، وإنها من خلال هذه التنازلات تعرضت للخطر وتخلت عن المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية وذلك على أمل الحصول على دويلة فلسطينية. وفي 1993 في رسالة من عرفات إلى إسحاق رابين رئيس وزراء كيان يهود قال عرفات “إن منظمة التحرير الفلسطينية تعترف بحق دولة (إسرائيل) في الوجود والعيش بسلام وأمان”. وقد عززت منظمة التحرير الفلسطينية كيان يهود من خلال الدخول في مفاوضات والمساومة على كل ما وقف عليه. وباعترافها بكيان يهود، قبلت التخلي عن الأرض التي احتلها يهود. في النهاية بدلا من تحرير الشعب الفلسطيني قام ببيعه.
لقد تخلى حكام المنطقة عن أهل فلسطين في الذكرى السنوية السبعين للنكبة على الرغم من امتلاكهم القدرة، فإنهم لا يتحركون لتحرير فلسطين. ولكن في التاريخ المضطرب للعالم الإسلامي، ربما لم يكن هناك صراع قد استحوذ على الشعب أكثر من فلسطين. وعلى الرغم من المؤامرات العديدة للتطبيع مع يهود، لا تزال فلسطين قضية أكثر من 1.6 مليار مسلم، على الرغم من كل أفعال الحكام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عدنان خان