Take a fresh look at your lifestyle.

تعاطف ضئيل من الغرب مع موت فلسطين

 

تعاطف ضئيل من الغرب مع موت فلسطين


(مترجم)

الخبر:

في اليوم التالي لقيام جيش كيان يهود بقتل أكثر من 60 مدنيًا بريئًا وجرح الآلاف في موقع الاحتجاجات الفلسطينية بجوار الحدود الفاصلة مع غزة، نشر الأمريكي المحافظ المحترم بشكل عام في صحيفة تحمل اسم “ذي هيل” مقالة رأي مدهشة: كان الكاتب يشتكي من “الإعلام” القائم على تغطية العنوان الذي نشرته “واشنطن بوست” بأن “الإسرائيليين يقتلون عشرات الفلسطينيين في غزة ممن يحتجون على انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس”، ووصفت صحيفة صغيرة “نيويورك ديلي نيوز” التي نشرت العنوان الرئيسي: “القبور الصغيرة التي يحفرها الآباء” في إشارة إلى دور إيفانكا ترامب في افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.

التعليق:

إن ادعاء بنيامين آرون شابيرو بأن وسائل الإعلام “متوحشة” هو في حد ذاته ادعاء متوحش لأنه يستند إلى تقريرين إعلاميين فقط، والشيء الوحيد الذي يدور حول الأحداث التي وقعت بالأمس هو طقوس القتل التي ارتكبها جيش يهود ضد المتظاهرين من أهل غزة. كانت وسائل الإعلام الغربية والتي هي بعيدة كل البعد عن كونها معادية لليهود؛ هي السبب الرئيسي في الإبلاغ عن حصيلة القتلى وبيانات كيان يهود والبيت الأبيض التي تلقي اللوم حول مقتل الفلسطينيين على حركة حماس التي تحكم قطاع غزة. كانت الرواية اليهودية والأمريكية مهيمنة إلى حد كبير في صباح اليوم الذي أعقب المجزرة، وكان التعاطف الوحيد الذي أبدته مراسلة قناة أخبار سي إن إن هانا فوغان جونز هو: “نأمل ألا تكون تلك الاحتجاجات قاتلة وعنيفة مثلما حدث بالأمس”، وهو بيان محشو بشكل كبير حيث لم يتم الإبلاغ عن أي قتلى أو إصابات يهود، ولم يكن هناك عنف في المظاهرات. وقد مورس العنف ضدهم.

أشاد البيت الأبيض بكيان يهود وفتح سفارته في القدس في الذكرى السبعين بالضبط لنكبة التهجير الجماعي للفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم، وأدان الفلسطينيين بسبب احتجاجهم على حدود تخنق حياتهم في “غيتو” حيث ينتشر الفقر وسوء التغذية والمرض. لم تكن وسائل الإعلام بكل تأكيد “حليفاً معادياً ليهود”، وحرمت أمريكا الرجال والنساء والأطفال المسلمين البالغ عددهم 40000 من إنسانيتهم؛ وهم الذين خرجوا للتظاهر من أجل حقوقهم في حلقة الموت التي تلوح في الأفق يومياً فوقهم.

لا حاجة لمزيد من الاستيقاظ لأولئك الذين يأملون أن يأتي التعاطف الغربي لإنقاذ المسلمين في فلسطين أو أي مكان آخر. أصبحت الإجابات في أيدينا. يضخ زعماؤنا مليارات الدولارات إلى الغرب لشراء الأسلحة التي تهدف فقط إلى قتل مسلمين آخرين. بينما يضحك ترامب بشكل علني بنفس طريقة ضحك أولئك الذين جاؤوا قبل ذلك. إن الغطرسة المتزايدة ضد المسلمين هي من جبان كان يخشى في يوم من الأيام وحشًا نائمًا، ولكن مع استمرار سباته المتواصل أصبح الطفل أكثر جرأة، وأصبح أقرب إلى لمسه والركض، ثم أن يرفسه ثم يصفعه، وأخيرا القفز والضحك على جثته. إن من يؤمنون بفكرة أنهم لن يرتفعوا مرة أخرى، هؤلاء هم الذين لا يرغبون في الخير، ولكن ماذا سيحدث لهم عندما يستيقظون من سباتهم؟

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين

 

 

2018_05_18_TLK_2_OK.pdf