الأمم المتحدة: 30 بالمئة من فقراء طاجيكستان لا يأكلون ما يكفي
وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يعاني أكثر من 30 بالمائة من سكان طاجيكستان من سوء التغذية. هذا الرقم المفزع سجل في أواخر عام 2017.
في التقرير المذكور سجل أن أكثر الأطفال دون سن الخامسة يتأخَّرُون في النمو البدني بسبب سوء التغذية من الفيتامينات والسعرات الحرارية، خاصة في القرى الطاجيكية.
مُوحَيَّي يعقوبافا تعيش في قرية ورزاب وزوجها معاق ولهما أربعة أولاد. روت شهادة قاسية فقالت: “طعامنا خبز بيتي وبصل فقط، لا نستطيع أن نشتري ألبسة جديدة للأطفال. هم يمرضون كثيرا. راتب زوجي المعاق 10 دولارات فقط. لقد تأخر أولادي في النمو البدني، مثلا ابنتي الكبرى التي عمرها 10 سنوات تظهر أنها 7 سنوات”.
ساكن قرية جارتوت منطقة رودكي عبد المجيد محمد رجباف أيضا تحدث عن نقص التغذية الذي تعاني منه أسرته بسبب الفقر فقال: “أكلنا اللحم في آخر مرة في مأتم قبل سنة. ليس لدينا الإمكانية الاقتصادية لشرائه. نعمل كل ما علينا القيام به”.
ووفقاً لتقرير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن أكثر من 30 في المائة من سكان طاجيكستان أو 2.5 مليون شخص تعرضوا لنقص الغذاء. هذا الرقم يقابله 6.5٪ في قرغيزستان و6.3٪ في أوزبيكستان. أما بالنسبة للحكومة الطاجيكية فإنّها تدعي أن تلك المعلومات الإحصائية غير صحيحة وهي تنكرها.
رغم امتلاك الثروات الطبيعية فإن جمهورية طاجيكستان تُحسب من الدول المتأخرة وأهلها غارقون في المشاكل الاقتصادية. عندما نشاهد رعايا تلك الدولة يعيشون في الفقر ونقارنهم مع حياة رئيس الدولة إمام علي رحمون وموظفيه نتساءل فعلا: لماذا يعيش أهل طاجيكستان في الفقر ويعانون نقص التغذية؟ في حين إنّ أراضي طاجيكستان غنية بالموارد الطبيعية ومناخها مناسب جدا لزراعة أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات. أما أكثر مناطقه الجبلية فيتم فيها إنتاج العسل الصافي بأنواعه. والمياه العذبة متوفرة؛ فطاجيكستان تحتل المرتبة 16 من بين عشرين دولة في العالم حسب النصيب الأوفر للفرد من المياه.
إنّ حالة أهل طاجيكستان كحالة السمك الذي على شاطئ البحر يتنفس بصعوبة ويكاد أن يموت. فأولاد طاجيكستان يولدون بين الثروة والنعم والفواكه وهم لا يأكلون ما يكفي لأجسادهم!
إنّ السبب الرئيسي هو الرؤساء والحكام الذين يمنعون عن رعيتهم الثروات التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لعباده لكي يتمتعوا بها فيعبدونه بدون كلل ولا مشقة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [سورة البقرة: 172]
فهم لا يهتمون بمشكلة رعيتهم بل يهتمون بأنفسهم. وكذا رئيس الدولة الطاجيكية هو وأسرته يعيشون بين النعم والثروات ولا يهتمون لحال أولاد طاجيكستان أهم جائعون أو شبعانون؟
الخليفة العادل عمر الذي بقيت سيرته في بطون التاريخ والذي كان ينشغل لحال أمته هو أول حاكم فرض إعطاء منحة للمولود الجديد في الإسلام. وعين مقدارها بمائة درهم وبعد الفطام فرض إضافة مائة درهم فغدت للفطيم مائتا درهم كاملة. والأمر ذكر في القصة المشهورة: حين سمع عمر رضي الله عنه بكاء صبي فسأل عن سبب بكائه فعلم أن أمه فطمته لكي تحصل على المنحة التي لا تعطى إلا للفطيم. كم عمره؟ بضعة أشهر. ويحك لا تعجليه.
يقول سيدنا عبد الرحمن بن عوف، كأن سيدنا عمر صُعق، فأمسك رأسه بيديه وأغمض عينيه. وقال ويحك ويحك يا ابن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين. إذ عدَّ نفسه قاتلاً لأن أكثر الأمهات يحملن أطفالهن على الفِطام قبل الأوان من أجل أخذ النفقة. فأمر منادياً ينادي في المدينة “لا تعجلوا على صبيانكم بالفطام، فأنا أفرض من بيت المال لكلِّ مولودِ يولد في الإسلام من دون فطامِ”. وفي الفجر لما صلى مع أصحابه لم يستطع الناس استبانة قراءته من شدة بكائه وكان يقول: “يا بؤساً لعمر كم قتل من أولاد المسلمين”.
بعدما فقدت الأمة الإسلامية أمثال عمر الفاروق الذي كان يجوّع نفسه حتى يشبع رعيته وأولاد رعيته صار الآن الناس يعانون المجاعة والفاقة والأمهات والآباء يفكرون ويسعون ليلا ونهارا في إيجاد كيفية لإطعام أولادهم ولا يجدون مخرجا. ورئيس الدولة ومعاونوه منشغلون بملء جيوبهم. فهم لا يُؤرقهم بكاء الأطفال الجائعين، ولذلك غدونا في ذيل الأمم.
لكي نعود إلى قوتنا وسابق عهدنا علينا إعادة الدولة الإسلامية على منهاج النبوة وحينئذ فقط ستعود لنا ثرواتنا ويقوم خليفتنا العادل يقسمها بين رعيته كما أمر الله فلا يبقى أحد يعاني سوء التغذية بإذن الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية
2018_05_21_Art_UN_30_percent_of_Tajikistan_poor_do_not_eat_enough_AR_OK.pdf