Take a fresh look at your lifestyle.

سياسات ترامب ترفع معدلات الفقر في أمريكا وتزيد الأغنياء غنى!

 

سياسات ترامب ترفع معدلات الفقر في أمريكا وتزيد الأغنياء غنى!

 

 

 

الخبر:

 

وصف مسؤول أممي الفقر في أمريكا بأنه واسع النطاق، وأكد أنه يستفحل في عهد الرئيس دونالد ترامب، مرجحا أن سياسات الإدارة الحالية في واشنطن تستهدف إلغاء شبكة الأمان التي تحمي ملايين الفقراء في حين تكافئ الأغنياء. فقد ذكر فيليب ألستون – مقرر الأمم المتحدة بشأن الفقر المدقع وحقوق الإنسان – في تقرير سيقدمه لمجلس حقوق الإنسان في جنيف هذا الشهر أن 41 مليون شخص يشكلون 12.7% من سكان أمريكا يعيشون في فقر. ووفق التقرير، فإن 18.5 مليون أمريكي يعيشون في فقر مدقع، ويشكل الأطفال واحدا من كل ثلاثة فقراء. وأضاف أن أمريكا لديها أعلى معدل لفقر الشباب بين الدول الصناعية. (الجزيرة بتصرف).

 

التعليق:

 

يوماً بعد يوم يظهر الوجه الحقيقي للنظام الرأسمالي وللدول التي تعتنقه وتتخفى خلف ستار الدول المدنية الديمقراطية، فهذه الدول تعلي من القيمة المادية وتجعلها فوق كل القيم والمبادئ، وتجعل من الربح المادي وتحقيق المصالح أولوية لها، حتى إنها تخوض الحروب وتقتل الأبرياء وتهدم بيوتهم وتهجرهم منها وتستعمر أراضيهم في سبيل الحصول على ثروات بلادهم وتحقيق مصالحها كما حصل في العراق، وكما هو حاصل في كثير من بلاد المسلمين التي تشتعل فيها الصراعات بين الدول الاستعمارية كاليمن وسوريا وليبيا وغيرها، ولا ترى هذه الدول الاستعمارية غضاضة في جعل الملايين في العالم يعانون من الفقر والجوع والمرض حتى لو كان هؤلاء من أبناء شعوبهم.

 

فشعوب ورعايا هذه الدول طالهم الظلم والبؤس والشقاء كما طال باقي الشعوب نتيجة تطبيق هذا النظام العفن، فاكتووا بناره قبل غيرهم فرأينا الأزمات الاقتصادية التي ضربت الدول الغربية وانسحبت إلى باقي دول العالم نتيجة سياسات العولمة وتبعية الأنظمة في العالم الإسلامي كأزمة الرهن العقاري، ورأينا خروج مظاهرات واحتجاجات على هذه السياسات الاقتصادية كحركة “احتلوا وول ستريت”، كما رأينا التقارير التي تتحدث عن الفقر والعوز في دول تعتبر عظمى ومتقدمة صناعياً كأمريكا التي تحدث التقرير أعلاه عن نسب الفقر المرتفعة فيها وعن جعل الحقوق الأساسية كالتأمين والرعاية الصحية امتيازا يُكتسب بدلا من أن تكون أحد حقوق التابعية، حتى إن ما أعلن من إصلاحات كالإصلاح الضريبي الذي قام به ترامب العام الماضي منح كبار الأغنياء والشركات الكبرى مكافآت مالية غير متوقعة مما زاد من التفاوت بين الأغنياء والفقراء. فإذا كانت هذه الأرقام والمعدلات العالية للفقر في أمريكا صاحبة النفوذ والقوة والتقدم الصناعي والاقتصادي، فكيف هي الحال في باقي الدول الغربية؟! وإذا كانت سياسات ترامب قد جرّت الشقاء والضنك على شعبه فهل ننتظر من مشاريعه وصفقاته خيراً للمسلمين؟!

 

إن مثل هذه التقارير تؤكد أن هذه الدول هي دول جباية لا دول رعاية، وتثبت أيضاً خطأ سياساتهم ومعالجاتهم الاقتصادية التي تزيد الغني غنى وتزيد من بؤس وشقاء الفقير، بل إنها تزيد في أعداد الفقراء وتجعل حفنة من أصحاب رؤوس الأموال يتحكمون في الثروات ويمتلكونها. على عكس النظام الاقتصادي في الإسلام الذي يضمن توزيعاً عادلاً للثروات، ويمنع تحكم فئة قليلة بها بينما يعاني الباقي من الفقر والعوز، كما أنه يضمن توفير الحاجات الأساسية لكل فرد، فالدولة في الإسلام دولة رعاية وليست دولة جباية، وتطبيق هذا النظام من خلال دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هو وحده الكفيل بتحقيق السعادة والهناء للبشرية جمعاء وليس للمسلمين فقط.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة

2018_06_05_TLK_3_OK.pdf