Take a fresh look at your lifestyle.

الأردن بين الصراع الإنجلو أمريكي

 

الأردن بين الصراع الإنجلو أمريكي

 

 

 

الخبر:

 

غادر الملك عبد الله الثاني، يرافقه ابنه الأمير حسين ولي العهد، يوم الأحد، متوجها إلى مكة المكرمة، للمشاركة في اجتماع دعا إليه الملك سلمان، يضم الأردن والسعودية والكويت والإمارات، لمناقشة سبل دعم الأردن للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.

 

التعليق:

 

إن ما يشهده الأردن من صراع أنجلو أمريكي يجعله كالكرة بين أقدامهم وابن البلد يترنح في هذا الصراع يعيش حالة من القهر والفقر والعوز والبطالة ويرى ثرواته تنهب وتقسم بين الدول الكبرى يشاركهم الحيتان والديناصورات…

 

وقد سبق أن ضربت أمريكا عزلة على الأردن لأنه رفض صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس فتوقف الدعم الخليجي وأغلقت الحدود السورية والعراقية في وجهة واشتد البنك الدولي في مطالبه حتى وصل تسديد الدين إلى ما يقارب 90 بالمائة من الناتج المحلي، واستقبل كيان يهود مؤتمرا يدعو إلى طرد العائلة المالكة وجعل الأردن وطنا بديلا وأن يحكمه مضر زهران، ثم تعرض أخيرا إلى محاولة انقلابية من داخل العائلة، وصار يستجدي عملاء أمريكا تركيا وإيران وازدادت الزيارات الأمريكية للأردن…

 

فما كان من الملك إلا ان أرسل رسائل تحذيرية للسعودية والخليج ويهود أن الفوضى وعدم الاستقرار إذا ضربا الأردن ستؤثران عليكم أيضا، فأوعز إلى الشعب القيام بالمظاهرات والاعتصامات السلمية المنضبطة، وهذه الرسائل التحذيرية ليست للخارج فقط بل هي للداخل أيضا في محاولة للتخلص من الحرس القديم الذين سبق أن سماهم بالديناصورات…

 

وقد أثمرت الاعتصامات التي شهدها الأردن وسارعت الدول بتقديم المساعدات المالية للأردن، إذ دعا الملك سلمان إلى عقد مؤتمر رباعي يضم الإمارات والكويت والسعودية والأردن لمساعدة الأردن اقتصاديا، والتي عبر عنها السفير السعودي في الأردن بأنها ستوجد فرص عمل دائمة للأردنيين، كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن نيته في إقراض الأردن مائة مليون يورو لخروجه من أزمته…

 

لكن في وسط هذا الظلام يلوح بالأفق نور يؤكد أن الشعوب إذا أرادت أن ترفع الظلم عنها قدرت على ذلك، وأنها إذا أرادت أن تخلع نظاما وتأتي بغيره استطاعت شرط أن يكون لها برنامج سياسي مبدئي تخرج من أجله.

 

فهل نشهد يوما في الأردن خروج الناس غاضبة لدينها وعقيدتها وتطالب بتغيير النظام تغييرا جذريا شاملا لتخرج خروجا حقيقيا من أزمتها التي فرضتها التبعية للغرب الكافر عليهم؟ فالأردن ليس فقيرا وليس محدود الموارد، وإن فقره مصطنع وإن استفادة الناس من الثروات يحتاج إلى قرار سيادي مستقل… نسأل الله أن يكون ذلك قريبا وأن يحفظ بلادنا ويخلصها من العملاء والخونة ويخرجها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الرأسمالية والعلمانية إلى عدل الإسلام ومن ضيق البنك الدولي والأمم المتحدة والدول الاستعمارية إلى سعة الدنيا والآخرة…

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أميمة حمدان – ولاية الأردن

2018_06_13_TLK_1_OK.pdf