مع الحديث الشريف
ويل للقادة وللحكام ممّا يقتطعون
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِوٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الْكَبَائِرُ… فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ قُلْتُ: وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: «الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ». أخرجه البخاري برقم 1380.
أيّها المستمعون الكرام:
إن الحلف بالله كذبا يمين غموس، وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم يوم القيامة أو في الإثم في الدنيا والعياذ بالله، فإذا حلف الإنسان يمينا كاذبة ليقتطع بها من مال أخيه المسلم بغير حق، وقع في غضب الله وسخطه، فهذه اليمين من أكبر الكبائر فهي اقتطاع للحق من خلال اليمين الكاذب. وأما بالنسبة لما يترتب عليها من كفارة فالجمهور على أنها لا كفارة فيها لأنها من الكبائر، وهي أعظم إثماً من أن تكفرها كفارة يمين، وقالوا: إنها يمين مكر وخديعة وكذب وغير منعقدة، فلا كفارة فيها، وإنما الواجب فيها التوبة لله تعالى، ورد ما اقتطع بها من حق للغير.
أيها المسلمون:
إن الأصل أن لا يحلف المسلم أو أن لا يكثر من الحلف حتى وإن كان صادقا، ويجب أن يجلّ الله ويعظمه فلا يحلف به إلا لأمر عظيم، فكيف بمن يحلف بالله سبحانه قاطعا في يمينه لأمر بسيط وهو كاذب؟! نعم لقد رأينا هذا اليمين في أبناء هذه الأمة، رأيناه في قادة حركات إسلامية تعمل للتغيير فبدّلت وغيّرت، رأيناه في حكام هذه الأمة وهم يضلون عن سبيل الله، يحلفون أيمانهم لا ليقتطعوا أموال الناس بالباطل فحسب؛ بل ليقتطعوا بها أفكار الناس وتأييدهم لهم بالباطل، انظروا إلى حاكم تركيا إن شئتم، كم كان كاذبا في موقفه من الثورة السورية؟ كم كان منافقا وخائنا ومخادعا؟ وانظروا إلى فلسطين، كم بدّل قادتها وغيّروا وتلاعبوا بالألفاظ والكلمات بيمين وبغير يمين؟ وقولوا مثل ذلك في باقي حكام الأمة، فويل لهم ممّا يأكلون وويل لهم ممّا يقتطعون.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم