Take a fresh look at your lifestyle.

  يا إخوان القمم ! القدس لا يحرِّرها صفُّ الحروف مدحاً للأقصى من طرف اللسان بل يحرِّرها صفُّ الجيوش قتالاً لدولة يهود في الميدان !

    اختتم الحكام العرب قمتهم الثانية والعشرين مساء هذا اليوم 28/3/2010  بعد أن استمرت يومين في سيرت بليبيا، وقد سبقها اجتماعٌ تحضيري لوزراء الخارجية يومي 26،25/3/2010 أعدّوا فيهما جدولَ أعمال مؤتمر القمة، وقد كانت القرارات طافحةً بالفقرات القديمة الجديدة… عملية السلام، والصراع العربي الإسرائيلي، والمبادرة العربية، ورفض ضم اليهود الحرمَ الإبراهيمي ومسجدَ بلال، وكذلك رفض سياسة الاستيطان وما يترتب عليها من مفاوضات مباشرة وغير مباشرة… والوضع في العراق والجزر الإماراتية، ودعم السلام، والتنمية في السودان والصومال وجزر القمر، وإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وغير ذلك… ثم كان قرار إضافة مؤتمر استثنائي جديد يتبادل فيه أصحاب القمة التحيات! وكلها قرارات فضفاضةٌ لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي إلى الجوع أقرب، تخلو من المعنى ولكن تفرقع! حتى إن البيان الختامي للقمة قد أُلقي على عجل كأن أصحابه يستحيون منه!

 

 غير أن هناك أمرين لافتين للنظر خلال إجراءات عقد مؤتمر القمة منذ المؤتمر التحضيري حتى صدور البيان الختامي:

 

 الأول هو ما ظهر على عملاء الإنجليز من محاولاتٍ محمومة للتأثير في قرارات الجامعة العربية والإمساك بها، حيث تقدمت اليمن باقتراح إنشاء اتحاد عربي بدلاً من الجامعة العربية، وكان واضحاً أنه متفقٌ عليه مع رئيس القمة، حاكم ليبيا، حيث قامت مجموعةٌ ليبية فوراً تهتف للقرار وكأنها معه على موعد!، ثم قال القذافي إن القرار مُوافَقٌ عليه، هذا من جهة. ومن جهةٍ أخرى فإن القذافي وهو رئيس الدورة الحالية للقمة قد طلب لنفسه امتيازاتٍ كرئيس للقمة بأن تكون له صلاحيةُ محاسبة أمين عام الجامعة، والدعوة إلى عقد قمة استثنائية. ومن جهة ثالثة ما عرضته قطر من تشكيل لجنة تواصل مع رئيس القمة. وكل هذا يدلُّ على أن الإنجليز عن طريق عملائهم يريدون النَّفاذ إلى الجامعة، أو إيجاد مؤسسة بديلة، وذلك لأن الجامعةَ صنيعةَ الإنجليز في 22-3-1945، قد أصبحت اليد الطولى فيها لأمريكا في السنوات الأخيرة، وكذلك التأثيرُ الفعلي في القرارات الصادرة…: فمقرُّها في القاهرة، ورئيس النظام المصري، رجلُ أمريكا، هو حارسُها، وأمين الجامعة قيِّمها…، ومع ما في محاولات الإنجليز وعملائهم من (حِنكة) إلا أنه من غير المتوقع أن ينجحوا في هذا الأمر، وإنما المرجح أن هذه المحاولات لا تعدو كونها (بالونات) اختبار لمعرفة كيف تسير الأمور، ومن ثَمَّ تقرير الخطوات اللاحقة!

 

 أما الثاني فموضوع القدس، فإن القرارات قد أَشبعت موضوعَ القدس بما لذّ للمؤتمرين وطاب من الكلام… فقد أعلنوا بزهوٍ و”انتصار” أنهم أعدّوا خطة لإنقاذ القدس وركّزوها على ثلاثةِ محاور: سياسية وقانونية ومالية… فدَعوا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات والآليات اللازمة لحل الصراع العربي “الإسرائيلي”… وقررّوا التوجه إلى محكمة العدل الدولية لمواجهة الجرائم “الإسرائيلية” في المدينة المقدسة، وقرروا كذلك دعم القدس بمبلغ نصف مليار دولار لمواجهة خطط الاستيطان “الإسرائيلي”، ثم كان القرارُ بتعيين مفوّض عام للقدس في إطار الجامعة العربية!…وأخيراً وليس آخراً ذلك التنافس المحموم في حُب القدس ومدح الأقصى، فخلال مؤتمر وزراء الخارجية التحضيري الذي سبق القمة، سجّل المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية نقطةً على زملائه بإعلانه أن مصر “اقترحت” تسمية القمة قمة القدس، فرد عليه مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية بأن بلاده هي التي “طلبت” من وزراء الخارجية العرب تسمية القمة بقمة القدس… وهكذا يتساوى العرب بالنقاط، سواءٌ أكانوا سمَّوا أنفسهم معتدلين أم ممانعين! بل إن أردوغان الذي رسمت له أمريكا دوراً كلامياً ساخناً في المنطقة قال في حُب القدس ومدحها ما لم يقله العرب! ولولا أن رئيس أركان جيش يهود “اشكنازي” كان بالأمس في تركيا يحضر مؤتمراً عسكرياً أمنياً بدعوة من أردوغان لظن الناس أن أردوغان بكلامه الساخن يريد إعلان الحرب على دولة يهود!!

 

 أيها الناس إن هؤلاء الحكام لهم عقول لا يعقلون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور! فهل القدس تُحرَّر بمفوضٍ عام لا يملك من أمره شيئا؟ أو بدعمٍ مالي لا يصل إلى القدس إلا تحت حراب يهود؟ أو بنداءٍ إلى مجلس الأمن الذي أنشأ دولة يهود في فلسطين؟ أو بتوجهٍ إلى المحكمة الدولية التي لا تُقرُّ حقاً ولا تدفع باطلاً؟! أو بكلامٍ ساخنٍ في حُب القدس وعشقها، وصاحب الكلام يفتح سفارةً لدولة يهود في بلده، ويستضيف قاتل القدس؟!

 

 أيها الناس لقد كان منكم من يقول إن الحكامَ، وإن تخلَّوا عن فلسطين المحتلة، فهم لن يتخلَّوا عن القدس والأقصى، إن لم يكن بدافع التقوى فبدافع الحياء… ولكن ها هي القدس تُنقص من أطرافها، بل من قلبها، من صخرتها ومن مسجدها، وقد عبثت يهودُ بأسفله وأعلاه، وفرَّغوا الأرض من تحته، وانتهكوا حُرماته من فوقه، وملأوا الأرض بالمستوطنات من أمامه ومن خلفه، بل إن دولة يهود قد أهدت قمتهم عشية انعقادها عدواناً على غزة، وإعلاناً (ساخناً) حول استمرار سياسة بناء المستوطنات في القدس دونما تغيير، والحكام ينظرون ويسمعون، ويلتقون ويتصافحون، ويَطعمون ويضحكون، وهم سامدون!

 أيها المسلمون إن القدسَ يُحررها قائدٌ مخلصٌ لربه سبحانه، صادقٌ مع رسوله صلى الله عليه وسلم، يقود جيش المسلمين، ويجمع القادرين جنوداً فيه… يحررها قائدٌ قويٌ تقي يُعيد سيرةَ الفاروق فاتحها سنة (15) للهجرة، وصاحب الوثيقة العمرية التي سطّر فيها أن لا يسكن القدس يهود،

 

 وسيرةَ صلاح الدين محرِّرها من رجس الصليبيين سنة (583) للهجرة، وصاحب قاضيها محي الدين الذي افتتح أول خطبة جمعة بعد تحريرها بالآية الكريمة {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 

 وسيرةَ عبد الحميد الثاني الذي حافظ عليها، ومنع “هرتزل” وزبانيته من التسلل إليها رغم ما عرضوه من أموال طائلة إلى خزينة الدولة حيث كان جوابه سنة (1901م): (إن فلسطين ليست ملك يميني، بل هي ملك شعبي الذي رواها بدمه فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإن عمل المبضع في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين قد بُترت من دولتي، وهذا أمر لا يكون).

 

 هكذا تُحرر القدس من عصابات يهود بجيوش المسلمين تأتيهم من حيث لم يحتسبوا، فتضربهم ضرباتٍ تُنسيهم وساوس الشيطان… بجحافل الجند التي تسارع إلى إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة… بقوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}… وبقول العزيز الجبار: {وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ}هكذا أيها المسلمون!

 

 أيتها الجيوش في بلاد المسلمين إنه لا حجة لمحتج، ولا عذر لمعتذر، فلا تقولوا إن الحكام يمنعونكم، فأنتم بيدكم القوة، بل أنتم حماتهم، وفي أيديكم رقابهم، فإن أطعتموهم وقعتم في الإثم والعدوان، ولن تَرِدُوا على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لم تعينوهم على ظلمهم، ولم تصدقوهم بكذبهم، يكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه منكم، وتكونوا منه، وترِدُوا على حوضه صلى الله عليه وسلم، ولنعم أجر العاملين. أخرج الترمذي عن كعب بن عجرة ‏قال: قال لي رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة ‏من أمراء يكونون من بعدي فمن ‏غَشِيَ ‏أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ومن ‏‏غَشِيَ ‏‏أبوابهم أو لم ‏يَغْشَ ‏فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض»

 

 أيتها الجيوش في بلاد المسلمين

 

إن حزب التحرير يستنصركم لإقامة الخلافة فانصروه، ويستنفركم لقتال يهود فأجيبوه، فإن قتال يهود والنصر عليهم مسطورٌ في كتاب الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}، ومسطورٌ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ» أخرجه مسلم عن ابن عمر.

 

 أفليس منكم رجلٌ رشيد يجيب منطلقاً بجنده، يدوس بقدمه كُلَّ حاكمٍ يقف في وجهه، ويقيم حكم الإسلام في الأرض، الخلافة الراشدة، ويحرر الأقصى، ويقرأ في أول خطبةِ جمعةٍ بعد تحريره من دنس يهود كما قرأ القاضي محي الدين {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ومن ثَمَّ يذكره الله سبحانه في ملأٍ من عنده، وتغبِطه ملائكة السماء، وصالحو الأرض، فيكون عزيزاً في الدنيا، عزيزاً في الآخرة، وذلك الفوز العظيم؟

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}