Take a fresh look at your lifestyle.

لماذا تستخدم أمريكا والناتو أفغانستان كأحد أروقتها العسكرية؟!

 

لماذا تستخدم أمريكا والناتو أفغانستان كأحد أروقتها العسكرية؟!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

قالت وزارة الدفاع الأفغانية بأن: “تنظيم الدولة وجماعات إرهابية أخرى تحاول دائمًا توسيع نطاق أنشطتها وتهديد المنطقة والعالم”. وقبل ذلك، كان وزير الدفاع البريطاني، خلال زيارته إلى أفغانستان، قد قال بأن الجماعات (الإرهابية) قد هددت بريطانيا ودولاً أوروبية أخرى من هذا المكان. كما قال الجنرال سكوت ميلر خلال احتفال بمناسبة تغيير القيادة في كابول، “يجب أن يستمر الضغط على (الإرهابيين) لضمان عدم استخدامهم أفغانستان منطلقا لتهديد العالم”. من ناحية أخرى، صرح حمد الله مهيب مستشار الأمن القومي في الحفل ذاته، مخاطبا الجنرال ميلر، “نقف جنبا إلى جنب معكم في الكفاح من أجل حرية التعبير وضد الظلم. نحن معا، سنستأصل التمرد و(الإرهاب) في أفغانستان والمنطقة كلها”. (راديو أزادي)

 

 

التعليق:

 

من الغريب أن هذه الدمى وأسيادها قاموا باختلاق تبريرات مختلفة لاستمرار الحرب في أفغانستان، في الوقت الذي يرفعون فيه شعارات السلام والتفاوض مع طالبان، لخداع الرأي العام، وقد أرجأوا المجالس البرلمانية والمجالس المحلية ومجالس الولايات وحتى الانتخابات الرئاسية.

 

مرت حوالي سنة منذ إعلان استراتيجية ترامب المتعلقة بأفغانستان، لكن مسلمي أفغانستان لم يشهدوا أي شيء غير القصف والغارات الأمريكية من دون طيار والإرهاب المستهدف المقصود. ونتيجة لهذه الاستراتيجية، بلغت الإصابات في صفوف المدنيين ذروتها في شهر آب/أغسطس، حيث سقط في هذا الشهر وحده 800 شخص ما بين قتيل وجريح. هذا الرقم يدل على زيادة كبيرة مقارنة بشهر تموز/يوليو ولا يمكن مقارنتها بالسنوات السابقة، وبخاصة عام 2017. فخلال العام الماضي، تم إسقاط أكثر من 5000 قنبلة، بما في ذلك أم القنابل، من قوات الاحتلال على رؤوس المسلمين في أفغانستان. هذا الإرهاب والخوف يعني بأن أمريكا وحلف شمال الأطلسي في صراع مع مسلمي المنطقة، بالإضافة إلى قوى استعمارية أخرى تشاركهما، ونعني بذلك الصين وروسيا. وقد ناقش البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي في الآونة الأخيرة موضوع تسليم الحرب الأفغانية لشركات الأمن الخاصة مثل شركة بلاك ووتر، فهؤلاء المرتزقة ومن ورائهم الشركات الخاصة يستطيعون التحرر من القيود التي تواجهها أمريكا فيما يتعلق بأعمالها الإرهابية في هذه الحرب…

 

على الرغم من أن الساسة الأمريكيين والمسؤولين العسكريين وحلف الناتو يتكلمون عن “الجماعات الإرهابية” ويقدمونها كمبررات وأعذار لحربهم هذه، إلا أنهم يكشفون أحيانًا عن أهدافهم الشريرة. وقد صرح الجنرال جون نيكلسون، قائد الجيش الأمريكي السابق وبعثة الدعم الحازم في أفغانستان مؤخرا، خلال مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا: نعرف بأن روسيا تحاول تقويض الإنجازات العسكرية وسنوات التقدم العسكري في أفغانستان”. وأضاف: “لم يعد مخفياً بعد الآن أن روسيا تبحث عن فرصة لخلق فجوة بين أمريكا وشركاء آسيا الوسطى، بما في ذلك أفغانستان”. وفي وقتٍ سابق، اتهمت أمريكا مراراً وتكراراً المسؤولين الروس بتوفير الأسلحة لطالبان، وهو ادعاء رفضته روسيا على الدوام؛ ورغم ذلك، لم تنكر روسيا أبدا علاقاتها السياسية مع طالبان.

 

وهكذا، فإن “الجماعات المتشددة” هي المبرر والعذر الذي يقدمونه، فيما في الحقيقة تقف أمريكا وحلف شمال الأطلسي جنباً إلى جنب لمنع ظهور دولة حقيقية للمسلمين في المنطقة، مع محاصرة الصين وروسيا، ونهب موارد أفغانستان وبلدان آسيا الوسطى الأخرى. ولمواصلة وجودهم العسكري والسياسي في المنطقة، فإنهم يسعون إلى النهوض بجماعات المعارضة المسلحة وتقديم مساعدات لهذه الجماعات التي تشكل تهديدًا لهم. وقد وصف سكوت ميلر، قائد بعثة الدعم الحازم في أفغانستان مؤخراً مقتل جندي أمريكي واحد وإصابة آخر بأنها “مأساة”، مصرحا بأن هؤلاء الجنود جاءوا إلى أفغانستان لحماية بلادهم. هذا القول المأثور عن “حماية بلادهم” هو المبرر الكاذب الذي يقدمونه والذي يريدون من خلاله تضليل الشعوب الأمريكية والغربية. في حين إن هؤلاء الجنود ما جاءوا إلى أفغانستان إلا لمواصلة احتلال واستعمار بلدان آسيا الوسطى.

 

كل هذا يحدث في وقت كان من المقرر أن تستضيف فيه روسيا اجتماعًا يوم 4 من أيلول/سبتمبر بين أفغانستان وطالبان وأمريكا وعدد من الدول الأخرى. لكن تم تأجيل الاجتماع بعد رفض الرئيس أشرف غاني الدعوة لحضوره.

 

بعد 18 سنة من الاحتلال الوحشي لأفغانستان، يبدو أن أمريكا، كما تقول، لا تزال في بداية الحرب. ذلك لأن عملية الانتخابات الديمقراطية تحولت تمامًا إلى عار وخزي. أكثر من نصف أراضي أفغانستان تحت سيطرة طالبان. عملية السلام ليست إلا اسما براقا ودعاية. لقد سئم القادة الأفغان ذوو النفوذ كليا من طريقة إدارة أشرف غاني للأمور ومن السياسات الأمريكية للإصلاحات الحكومية. ويظهرون غضبهم واستياءهم كل يوم ويقدمون حلولاً فاشلة مثل مؤتمر بون الثالث، واللويا جيرغا، وتشكيل حكومة مؤقتة إلى أن يتم إجراء محادثات السلام مع طالبان، وتعديل الدستور، وحكومة يمكن أن تتحمل مسؤولية عقد انتخابات عادلة وحرة. في حين إن المخدرات والفساد والبطالة والفقر وانعدام الأمن والاختطاف والفحش في المجتمع تزايدت وتيرتها بشكل كبير.

 

ومع ذلك، قد تقوم أمريكا بإحضار عدد من عناصر طالبان إلى طاولة المفاوضات من خلال عملية السلام، لكن الآخرين سيواصلون محاربة الاحتلال. إن أنشطة تنظيم الدولة في أفغانستان يتم تضخيمها بشكل مقصود من قبل الحكومة والأمريكيين، حتى إنهم يتحدثون الآن عن عودة القاعدة. وهكذا، لا تزال أمريكا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تلعبان اللعبة القذرة نفسها التي بدآها عام 2001. لذلك، لا يمكن تفسير الوضع في أفغانستان بأكثر من كونه مشروع الحرب الأمريكي – الأطلسي، والمخدرات، وتوسيع الممر العسكري الأمريكي إلى منطقة آسيا الوسطى، واحتواء نفوذ الصين وروسيا.

 

وبالتالي، لن يتمكن الناس في أفغانستان أبدا من تحقيق آمالهم في السلام والأمن والازدهار والعدالة والتحرير في ظل الإرهاب والاحتلال المستمرين. لذلك، فإن الواجب على جميع فصائل المعارضة المسلحة والسياسية التابعة للنظام الأمريكي في أفغانستان ممن ينسبون أنفسهم إلى الإسلام والمسلمين، أن يفهموا بأنهم لا يستطيعون التغلب على الاحتلال والاستعمار الغربي بمجرد شن الحرب وتبني سياسات براغماتية. إن الواجب عليهم رفع وعيهم السياسي على أساس الإسلام. كما أن عليهم أن يتحدوا وأن يفكروا بعمق وتدبر لفهم الحلول الإسلامية الأيديولوجية كنقيض للسياسات البراغماتية. أولاً، عليهم التخلي عن الاتفاقيات الاستراتيجية والأمنية مع أمريكا وحلف الناتو، ثم باستخدام موارد الأمة الإسلامية، فإن الواجب عليهم محاربة الاحتلال والاستعمار من أجل طرد العدو وإقامة دولة إسلامية حقيقية تجمع مسلمي المنطقة وتستند إلى المبدأ الإسلامي أي القرآن والسنة ولا شيء غيرهما. هذا سيكون ممكنا فقط إذا نصرنا دين الله، والله سبحانه وتعالى سينصرنا في المقابل إن شاء الله. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

 

2018_09_14_TLK_1_OK.pdf