Take a fresh look at your lifestyle.

الخلافة منقذةٌ للعالم… خيال أم حقيقة؟!!

 

الخلافة منقذةٌ للعالم… خيال أم حقيقة؟!!

 

الخلافة خيال عند الضعفاء والبسطاء والجهلاء، لذلك لا يعملون لإقامتها ولا يساندون العاملين على إقامتها ولا يشجعون الأصوات التي تطالب بها.

 

والخلافة حقيقة عند الأقوياء والمفكرين والساسة، ولذلك هم يحاربون فكرتها ويتصدون لدعاتها ويعملون جاهدين على منع إقامتها.

 

فالضعيف هو الشخص العاجز عن التغيير ولا يفكر فيه، ويتصور أن أي حركة في اتجاه التغيير هي حركة عبثية وضرب من ضروب الخيال، وبالتالي هو ضعيف وليس له أي ثقل في المجتمع الذي يعيش فيه وراض بالأوضاع المزرية وجمارها المحرقة وغير آبه بها، وذاك لخلو دماغه وفراغه من أي مشروع فكري وسياسي.

 

وأما البسيط فهو الشخص الذي لا يتجاوز به التفكير حد التفكير بكيفية الحصول على رغيف العيش، وعقليته بسيطة وسطحية فلا يفقه الواقع الذي يعيش فيه ولا يدري ما يدور حوله في العالم ولا يعلم شيئا عن حقيقة الأنظمة المطبقة عليه، وهو شخص سلبي وفاقد للإحساس والشعور بالمسؤولية ولا تحركه المصائب والكوارث السياسية التي تتساقط على رأسه كتساقط الصخور البركانية الملتهبة، وبالإضافة إلى ذلك كله فإنه شخص لا يدرك معنى هويته الإسلامية وانتمائه لخير أمة أخرجت للناس ولا يقيم وزنا للرسالة المكلف بأدائها لإنقاذ البشرية من ظلم معسكر الشر وجبروته وجرمه ومن جشع النظام الرأسمالي.

 

وأما الجاهل فهو الشخص الذي لا يملك المعرفة وعلمه ناقص ومحدود، وبالتالي هو العاجز عن التحليل والتقدير والنقد والنقض وعرض الآراء والأفكار التي ترتقي بالإنسان، لأن جعبته خاوية ولا يملك ما يقدمه لمجتمعه. وليس له القدرة على مصارعة الأفكار التي غزت أمته ولا يستطيع التصدي لها، بل قد يساهم في نشرها والدعوة إليها عن جهل وعمى فينادي بالدولة القطرية والدولة القومية والدولة المدنية ويدافع عن الديمقراطية والاشتراكية ويقول بوسطية الإسلام وإلغاء المصطلحات الإسلامية مثل مصطلح أهل الذمة والجزية ودار الكفر ودار الإسلام وغيرها.

 

فهؤلاء يرون أن الدعوة إلى الخلافة هي دعوة عبثية وخيالية وأوهام ساذجة وحلم لن يتحقق على أرض الواقع!

 

والأقوياء هم الذين يحكمون العالم حاليا وهم القائمون على تنفيذ مشاريعهم الشيطانية، وهم المستبدون اليوم بالبشرية ويمارسون على الشعوب المستضعفة أشكالا مختلفة من صور الاستعمار العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي. ويمنعون هذه الشعوب من التحرر من قيودهم ويقاومون أي محاولة للتخلص من نفوذهم بقوة الحديد والنار ويحولون الثورات السلمية الساعية للتغيير إلى ثورات دموية تأتي على الأخضر واليابس ولا تخلف وراءها إلا الدمار بقصد تنفير الشعوب الراكدة من التفكير في الثورة على الأنظمة الجائرة والعميلة.

 

وأما المفكرون فهم الذين يدركون قوة الفكر وفاعليته في الناس ويميزون بين الفكر المبدئي الذي يحدث التغيير الجذري في المجتمعات والفكر غير المبدئي الذي يعمل على ترقيع ثوب الأنظمة البالية، ويعلمون كذلك أن قناعات الناس لا تتغير ولا تتحول عما كانت عليه إلا بعد حصول القناعة فيهم بصلاحية الفكر الجديد. ولذلك يرون في البديل المناقض لفكرهم المؤشر الخطير على زوال أيديولوجيتهم من واقع الحياة وتحول الناس إلى الأيديولوجية الجديدة التي تحمل في طياتها المعالجات الشاملة لمشاكل حياتهم.

 

وأما الساسة الموجودون حاليا الذين يقودون العالم اليوم فجلهم من الانتهازيين ومن مصاصي دماء الشعوب ولا يفكرون إلا بحسب مقياس المنفعة ولا تهمهم الإنسانية، ومصالحهم الأنانية مقدمة على مصالح الناس. ولذلك يخشون من التغيير وانتزاع السلطة من أيديهم وتحرر الناس من عبوديتهم، لذا هم يدركون خطورة قيام الخلافة لأنها ستقضي على مطامعهم وابتزازهم للشعوب الخاضعة لسيطرتهم وتنهي تسلطهم على العالم، فصار هذا المشروع الذي يتصاعد يوما بعد يوم هو الهاجس المخيف والشبح المرعب فلم يتوانوا في محاربة كل من يعمل لهذا المشروع أينما كان في العالم، سواء في الدول ذات الأنظمة الديكتاتورية كبلادنا العربية والإسلامية أو الدول ذات الأنظمة الديمقراطية التي تتشدق بحرية الفكر والتعبير وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير. فأقبية سجونهم تروي لنا التهم التي بسببها تم اعتقالهم وسجنهم، وملفات الدول التي تطاردهم تروي لنا الذنب الذي بسببه تقوم بمطاردتهم وملاحقتهم في كل مكان. فالتهمة العالقة بحملة الدعوة والذنب الذي يحاسبون عليه تلخصه تقاريرهم الجائرة في جملة واحدة فجّة وقبيحة ألا وهي: انقلابهم على الأوضاع القائمة في بلادهم ومحاولتهم للتغيير الجذري، والفكر الراديكالي المتطرف الذي يحملونه إلى الناس. ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ وأن يقولوا لا سيادة في الحياة إلا سيادة الشرع ولا سلطان إلا سلطان الأمة وهم يعملون بالليل والنهار من أجل إنقاذ البشرية وتخليص العالم من مخالب السباع المتوحشة وأذرع الإخطبوط الملتفة حول الأعناق الضعيفة والأجساد النحيفة.

 

فهؤلاء الذين يحاربون فكرة الخلافة يعلمون أن الدعوة إليها هي دعوة جادة وأن مشروعها مشروع حقيقي وليس خيالياً، وأن فجر الخلافة قارَب على البزوغ، وأن إقامتها على أرض الواقع ستتحقق ولو بعد حين والمسألة عندهم ليست إلا مسألة وقت لا أكثر.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خالد العمراوي

 

 

#تنوير_الأذهان بصريح #الكلام ومداد #الأقلام

#في_طريقنا نحو #الوعي ندك #أصنام_الجهل

#لوامع_فكرية و #شذرات_إسلامية

#ثم_تكون_خلافة على #منهاج_النبوة

2018_11_12_Art_Khilafah_saves_the_world_reality_or_fiction_AR_OK.pdf