Take a fresh look at your lifestyle.

سلسلة قل كلمتك وامش – مؤتمر القمة

منذ أن انتهى العدوان اليهودي على غزة وأوضاع المنطقة العربية وبالطبع فلسطين منها تسير من سيء إلى أسوأ، وكل الأمور والمعطيات تنبىء بأن أحداثا ً كريهة ستحدث أقلها أن تدور عجلة المفاوضات العبثية، وتشديد الحصار على غزة حتى ولو أن تقوم يهود بعمل عسكري لكسر ما تبقى من إرادة للصمود أمام العدوان والاحتلال اليهودي لفلسطين كل فلسطين.

كل هذا ويهود يعربدون ويصولون ويجولون كما يحلو لهم لأن الساحة قد خلت من ذوي الغيرة والنجدة والرجولة، ولم يبق فيها إلا الخونة الأذلاء صبية أوسلو الذين أخذوا على عاتقهم وعاهدوا أسيادهم من الصليبيين وبني يهود على التنازل عن فلسطين المباركة لقاء مجد زائل. يقوم يهود بافتتاح كنيس الخراب في القدس وبالقرب من المسجد الأقصى المبارك، ويقومون بمتابعة الحفريات الإجرامية تحت ثالث الحرمين وأولى القبلتين حتى يكاد ينهار ويقع على رأس بضعة مئات من المصلين المسلمين الذين يسمح لهم جيش الاحتلال البغيض بالدخول إليه للصلاة.

يقف العرب ممثلين بوزراء خارجيتهم ليعلنوا أنهم قد أعطوا السلام فرصة أربعة أشهر أخرى عسى أن يتحقق ويضعون شرط وقف الاستيطان وزيادة البنيان وكأن الأمر أمر استيطان وبناء وحدات سكنية في المستوطنات فيرد عليهم نتنياهو بالإعلان عن مواصلة الاستيطان، ويصفعهم صفعة قوية معلنا ً أن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة ولن يتنازل عن شبر منها. وحينما يسأل عباس مهندس اتفاقيات أوسلو المذلة له ولمن شاركه في التفاوض ومن وقع عليها ومن شجعه على عقدها، أقول عندما سئل ما البديل إذا فشلت مفاوضات السلام؟ أجاب بكل ذلة وخسة: لا بديل عن السلام إلا السلام.

في مثل هذه الظروف الحالكة انعقد ما يسمى بمؤتمر القمة في ليبيا ولقد ظن أصحاب الرؤوس الفارغة أن الاجتماع قد يخرج منه شيء يفيد القضية أعني قضية فلسطين، وسيضع هؤلاء الحكام حدا ً لغطرسة يهود وصلفهم، ولكن ما كادوا أن يجتمعوا حتى انفرط عقدهم ورجع كل إلى بلده دون أن يعلنوا شيئا يذكر. والناظر فيما صدر عن الرؤساء وأمين الجامعة الميتة يرى أن حضورهم لم يكن له معنى، ولم يقدم أو يؤخر ويا ليتهم لم يتحملوا عناء السفر ووفروا ما صرف على الاجتماع لخير أبناء الشعب العربي في جميع أقطارهم.

لقد عودتنا مؤتمرات القمة ألا يصدر عنها شيء فيه خير لأبناء الشعب العربي وقضاياه بل إن الأمور على عكس, ذلك فإن كل مؤتمرات القمة التي عقدت من أواسط ستينات القرن الماضي وإلى يومنا هذا لم يصدر عنها إلا كل ما هو تفريط وتنازل عن حقوق الشعب العربي ومن ورائه المسلمين في جميع بقاع الأرض.

نعم لقد قررت القمة تخصيص خمسمائة مليون دولار لدعم صمود القدس وأهلها أمام الهجمة اليهودية الشرسة لإفراغ القدس من أهلها المسلمين، ولكن هؤلاء القادة لم يبينوا لنا كيف ستصل هذه الأموال للقدس وأهلها لدعم صمودهم. إن عدم وضع آلية لتنفيذ القرار لا يعني إلا عدم الجدية في ذلك، فقد قرروا بعد العدوان على غزة مليارات الدولارات لإعادة إعمارها ودعم صمودها ومقاومتها، ولكن أين هذه المليارات وبيد من وقعت وبحسابات من المصرفية قد أودعت؟ لا يا حكام العرب! إن القدس ليست بحاجة إلى أموال وإنما بحاجة إلى مجاهدين فاتحين يقضون على دولة يهود.

أما المضحك المبكي في كل هذا المؤتمر هو وقوف أمين عام الجامعة العربية المحنطة ليطالب الرؤساء بدراسة الخيارات البديلة بعد أن وصلت عملية السلام إلى طريق مسدود نتيجة تعنت إسرائيل وصلفها. وإننا لنسأل السيد عمرو موسى: ما هي الخيارات البديلة؟ هل يوجد هناك إلا خيار واحد هو إعلان الجهاد وتحريك الجيوش النائمة التي فقدت هويتها العسكرية التي يجب أن تكون استرجاع الحقوق المسلوبة فصارت حماية عروش أكلها السوس حتى تكاد تقع بالجالسين عليها، أو أنها تنتظر من يسقطها بضربة من مخلص لله ولرسوله ولعامة المسلمين.

إننا لا نريد أن نذهب بعيدا ً في المؤتمر وما صدر عنه قبل وبعد الانعقاد لأن ذلك سيقودنا إلى مواقف مخزية صدرت عن بعض الأعضاء، وكل ما نستطيع قوله هو إن هؤلاء الحكام لا خير يرجى منهم وهم غيرمؤهلين لاسترجاع فلسطين المباركة وتطهير الأقصى المبارك.

وفي الختام نسأل الله – تعالى- أن يهيء لهذه الأمة أمراً رشدا, وأن يهيئ للعاملين على انهاضها بإقامة الخلافة الراشدة التي ترفع راية الجهاد لاسترجاع فلسطين وتطهير الأقصى المبارك، أعوانا ً وأنصارا ً، إنه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أخوكم
أبو محمد الأمين