حرب وتهويل بها بعد الأنفاق: حقيقة أم نفاق؟!
الخبر:
ضج الإعلام منذ فترة بالكلام الكثير حول الأنفاق التي قال كيان يهود إنها على حدود لبنان مما أدى إلى حالة ذعر ومخاوف عند البعض من نشوب حرب.
التعليق:
أول الكلام يجب أن يكون واضحا لدى الجميع أننا في حزب التحرير مع كل ما من شأنه أن يقوي الأمة الإسلامية على كل عدو لها وبخاصة عدوها المغتصب للأرض المباركة (فلسطين) وهو كيان يهود المجرم الغاصب ومن يسانده. ولذلك لا نؤيد ولا نوافق على كل من يقف موقف الدفاع أمام دول العالم ليثبت أنه لا يستهدف كيان يهود ويتنصل من فعلته التي قام بها خوفا من ردة الفعل الدولية بل وحتى من ردة فعل العدو كيان يهود.
وحتى لا نبقى بالكلام العام نبدأ بالتوضيح والكلام الصريح بعون الله…
لفهم الأمور التي تحصل هذه الأيام بين كيان لبنان وكيان يهود وتهويل بالحرب وطلب بترسيم نهائي للحدود وتطمين أمريكا لرئيس الجمهورية في لبنان أن كيان يهود لن يقدم على حرب وتصريح مروان شربل أن أمريكا هي التي تمنع كيان العدو من القيام بالحرب في الوقت الحاضر وليس أي أمر آخر. وكتب اليوم جهاد الزين في جريدة النهار مقالا عنوانه “لا حرب في لبنان في ظل التفاهم الإيراني (الإسرائيلي) في سوريا”.
فما الحقيقة يا ترى؟
الحقيقة أن المايسترو الذي يدير شؤون البلاد حاليا بكل تفاصيله المهمة هو العدو الأكبر أمريكا التي لا تسمح لأي دولة بالتدخل في بلادنا ومنها لبنان دون إذن منها وهذا ينطبق على الدول الكبيرة والصغيرة وعلى المنظمات أيضا لأنها تعتبرها منطقة نفوذ لها وحدها دون منازع. ولذلك فإن ما قالته أمريكا لعون هو نصف الحقيقة لأنها هي التي تمنع كيان العدو من القيام بالحرب في الوقت الحاضر، وقد يكون عون على علم بذلك ولكنه قد يجد بعض الحرج في التصريح به كما فعل الوزير مروان شربل على التلفزيون منذ أيام قليلة وبكل جرأة.
ولذلك لا نجد أن لبنان سيتعرض إلى حرب في القادم من الأيام رغم كل ما يكتب الإعلام حول ذلك لأن أمريكا لا تريد الحرب في الوقت الحاضر وهي التي تلجم كيان العدو وإيران وحزبها من محاولة الوقوع فيها لتعارضها مع مصالحها ومع ما تخطط له وتنفذه للأسف في منطقتنا الإسلامية ومنها لبنان وسوريا.
لن أدخل هنا في تفسير ما أدى إلى فضح كيان يهود لأمر الأنفاق في الوقت الحاضر لأن الذي يهمنا أكثر هو أن تعي أمتنا الإسلامية عدوها الحقيقي وهو الغرب وعلى رأسه أمريكا التي تحمي كيان يهود من جهة وتمنع الأمة من الوحدة الحقيقية في دولة واحدة جامعة (هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) ليقينها أنها الوحيدة التي ستقضي على مصالحها عندنا ومنها كيان يهود المغتصب.
وعندما نجد أمريكا تعد للحرب في المنطقة، وهذا مستبعد في الوقت الحاضر بين كيان العدو ودول المنطقة، فعندها يجب التفكير عما إذا كانت أمريكا تريد فرض حل حسب مخططاتها للمنطقة كلها بما فيها فلسطين وتفرض حتى على كيان يهود لأنه كان ولا يزال الممانع العنيد والوحيد للحل الأمريكي للدولة الفلسطينية المسخ بدل أن يأتي الرفض ممن يفترض بهم أن يكونوا حكاما للمسلمين للأسف الشديد.
ولكن نقول لأمتنا الإسلامية إن المخلصين الواعين من أبنائها في حزب التحرير ومعهم الكثير من أبنائها لن يتركوا أمتهم كما هي اليوم ويعملون ليل نهار لتغيير هذا الواقع الفاسد المؤلم، والأمة أصبحت على أهبة الاستعداد وتتحرق شوقا لإعلان الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي وحدها ستحرر البلاد المغتصبة ليس الأرض المباركة (فلسطين) فحسب بل كل البلاد الإسلامية المغتصبة في كل بقاع الأرض، وعندها وعندها فقط يفرح المؤمنون بنصر الله… اللهم آمين
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان