Take a fresh look at your lifestyle.

البريكسيت في حالة من الفوضى

 

البريكسيت في حالة من الفوضى

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في صباح يوم 12 كانون الأول/ديسمبر، أرسل ما لا يقل عن 48 من أعضاء البرلمان المحافظين رسائل تدعو إلى حجب الثقة عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. وذكرت التقارير بأن الاقتراع سيكون هذا المساء، وسيتم الإعلان عن نتيجة التصويت هذه الليلة.

 

التعليق:

 

بغض النظر عن الطريقة التي سيتم بها التصويت، فإن بريكسيت سيبقى في حالة من الفوضى. كانت تيريزا ماي تلعب لعبة ماكرة بإصرارها على “دعم إرادة الشعب” لمغادرة الاتحاد الأوروبي، في حين إن التفاوض على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي هو الذي سيؤدي مع ذلك إلى إبطال ادعاءات الحملة الرئيسية من أولئك الذين حشدوا الناس للتصويت بأغلبية ضيقة لصالح بريكسيت. لقد توصلت رئيسة الوزراء إلى اتفاق فشل في إرضاء طرفي نزاع البريكسيت، وتصر على أن هذه هي الصفقة الوحيدة الممكنة. وقد اتهمها البعض بالخيانة، ومن الواضح أن العديد من أعضاء حزب المحافظين يشكون في أنها تحاول تخريب البريكسيت. اكتسب اقتراح إجراء تصويت بسحب الثقة دعماً كافياً للمضي قدماً بعد أن صدمت رئيسة الوزراء ماي العديد من أعضاء حزب المحافظين وذلك عندما قامت بتأجيل التصويت البرلماني الوشيك على اتفاقية بريكسيت والذي كان من المتوقع أن تخسره.

 

تعتبر الاستفتاءات شكلا من أشكال الديمقراطية المباشرة، وهي نادرة في العادة. وقد أبرز استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتداعيات التي أعقبته الصَّدع في المفهوم الديمقراطي على مستوى المفهوم العالمي. من بداية الأمر، تخلت الأحزاب السياسية الرئيسية عن أي موقف مسؤول لقيادة الناس فيما يتعلق بهذه القضية. وقد ترك حزب المحافظين لرئيسة الوزراء حرية اختيار الانضمام لحملات “الترك” أو “البقاء”، في حين إن قيادة حزب العمال تصرفت بطريقة مشابهة جداً لتيريزا ماي. كانت سياسة حزب العمال الرسمية البقاء في الاتحاد الأوروبي، في حين إن العديد من أعضاء حزب العمال كانوا يفضلون بالفعل مغادرة الاتحاد الأوروبي. وكانت النتيجة أن جيريمي كوربن، مع حزب منقسم على ذاته، نظم أضعف حملة ممكنة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، في حين عززت حملة “التَّرك” نفسها بأجندة قوية تلقت فيها دعما كبيرا من المليارديرات الأمريكيين وشركة “كامبريدج أناليتيكا” الشهيرة التي استفادت من حسابات مستخدمي فيسبوك لتلفيق النوع ذاته من الحملات الإخبارية الكاذبة التي كانت أثناء حملة ترامب.

 

منذ التصويت على بريكسيت وتدشين المادة 50، لم يتمكن كلا جانبي الطيف السياسي تقديم صوت موحد مع كل عضو في البرلمان لا يسعى إلى إثارة استياء اتجاهات التصويت في دائرته الانتخابية. والنتيجة كانت أن واحدة من القضايا الرئيسية في التاريخ البريطاني أصبحت موضوع لعبة “مرر السلة” حيث الجميع يصرخون ولكن أحدا لا يرغب في إبقاء السلة بين يديه عندما تتوقف الموسيقى. حسنا، ستتوقف الموسيقى هذه الليلة، ولكن ليس لفترة طويلة، لأن الشعب البريطاني لا يزال ينتظر قيادة حقيقية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله روبين

 

 

2018_12_15_TLK_1_OK.pdf