مع الحديث الشريف
كلمة الحقّ مرّة ولكنّ النطق بها واجب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي، وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَنْ لاَ تَأْخُذَنِي فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ». رواه أحمد برقم 159.
أيّها المستمعون الكرام:
إن كلمة الحق تكون سهلة ويسيرة إذا قيلت أمام أناس يحبون سماعها، فيتفاعلون معها ويقبلون عليها، وتكون أحيانا مرة وصعبة إذا قيلت أمام أناس لا يحبون سماعها، ويرفضونها ويحاربونها ويحاربون قائلها، وقد يتعرض قائلها للإهانة أو القتل، لذلك كان من بنود البيعة التي بايع الأنصار رضي الله عنهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عليها، أن يقولوا الحق ولا يخشوا فيه لومة لائم.
أيها المسلمون:
وتظهر مرارة هذه الكلمة أكثر فأكثر عندما تقال أمام حاكم ظالم جائر، الكل له خاضع، الكل يرفع من شأنه ويسبح بحمده، فيقول لهم: “ما أريكم إلا ما أرى”، فيطأطئ القوم رؤوسهم ويقولون: لقد هديتنا سبيل الرشاد، فمن ذا الذي يقف أمام هذا الحاكم ليقول له: أنت كاذب، أنت ظالم وفاسق؟ من ذا الذي يقف أمام حكام الأمة اليوم ليسمعهم في أنفسهم ما يستحقون؟ من ذا الذي يقف اليوم أمام كاذب تركيا ليظهر كذبه للناس، ويقول له: عليك من الله ما تستحق يا كاذب؟ من ذا الذي يتحمل مرارة هذه الكلمة؟ لا شك أن من يقوم بذلك له أجر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم