الذي يبدو كواحد منا، يعمل على تدميرنا
(مترجم)
الخبر:
في الذكرى الرابعة والثمانين لحصول المرأة على حقها في الاقتراع في تركيا، قامت وزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية زهرة زمرد سلجوق بزيارة الضريح مع النساء والريفيات والبيروقراطيات والأكاديميين وممثلات المنظمات غير الحكومية.
حيث كتبت الوزيرة سلجوق ما يلي في دفتر الملاحظات: “عزيزي الغازي مصطفى كمال (أتاتورك)، نحتفل بالذكرى الرابعة والثمانين لحق المرأة في التصويت بفخر كبير، وهو نقطة تحول فيما يتعلق بمشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية”. (وكالة الأناضول)
التعليق:
بالنظر إلى مقولة “سوف تخسر الحرب عندما تشبه العدو، وليس عندما تموت”، نشهد للأسف هذه الحقائق كل يوم بطرق مختلفة. إن الأطفال المسلمين الذين نشأوا تحت هيمنة الثقافة الرأسمالية غير مدركين لقيمهم ومقاييسهم، وعقولهم تتلوث بالثقافة السائدة التي أوجدتها الرأسمالية وتصبح سلوكياتهم خاطئة. عندما بدأ أفراد الأمس بالظهور في السياسة الديمقراطية وهم الذين حصلوا على التعليم في ظل حصار الثقافة الرأسمالية، نرى أنهم يضعون الفتات الأخير المتبقي من معتقداتهم وقيمهم جانباً. وعلى وجه الخصوص إذا تم وضع هؤلاء الأشخاص في بعض المناصب، يمكنهم تقديم كل أنواع التنازلات من أجل حماية ما يملكونه، بحيث لا يوجد فرق بين امرأة ورجل فيما يتعلق بأولئك الذين يظهرون هذه السلوكيات. لكن حقيقة أن النساء بشكل خاص جزء من هذا التخريب يجعل هذا الطريق الشرير يتسع ويصبح أكثر جرأة. ولا يمكن تفسير الزيارة التي قامت بها الوزيرة زهرة زمرد سلجوق ومن يرافقها إلى الضريح، والجهود التي يبذلونها لتحويل هذه الزيارة إلى فخر واعتزاز، هذا الموقف يحول السياسيين المحافظين الذين يحاولون سرقة دور من الكماليين إلى كماليين محافظين إلى حد كبير.
إن البحث عن الصحة في زيارة الضريح من أجل أن يظهر الأمر حديثاً وحضارياً هو بالنسبة لسياسة (المحافظين السياسيين)، فهم يعتبرون الأطر المريضة هي وصمة عار على الأقل. خاصة أن النساء اللواتي يرتدين الخمار الذي يعتبر رمزا للإسلام كن يشكلن نسبة كبيرة، مما يزيد الوضع قلقا وتوتراً. ما نوع المساهمة التي قام بها هؤلاء الذين ألغوا الخلافة وأقاموا الجمهورية بدلاً من ذلك، وسلبوا رفاهية المسلمين وقوتهم، حتى تشعروا بالدَّين لهم وتشكروهم؟
ما هو نوع الامتنان الذي تشعرون به تجاه رائد العقلية الذي يحاول أن يجعلنا نُعجب عدونا الغرب، الذي أعلن الحرب الشاملة ضد أبجدية المجتمع هذا، بما في ذلك الملابس والمعتقدات والتقاليد وغيرها، فقد أوجدت الانحلال الثقافي، وحاولت أن تنفر من معتقدات المسلم وقيمه وحولته ضد ماضيه المجيد والمشرِّف، فهلا تظهرون هذا الإهمال في وجه المسلمين؟ علاوة على ذلك زعيم العقلية الذي سلّم المرأة والقيم وحتى الدين كما تعلمون.
على ما يبدو أصبح أكثر الكماليين من أعضاء حزب الشعب الجمهوري، فهم يظهرون الحماية والتقدير والاحترام لمبادئه وإصلاحاته، وأصبحت سياسة وعرف معسكر حزب العدالة والتنمية والرئيس على وجه الخصوص. مفاهيم مثل العلمانية والجمهورية والديمقراطية التي لم يذكرها المسلمون في الماضي، أصبحت طبيعية بلسان السلطة السياسية. الحكومة التي لم تكن راضية عن هذا، عكست بوصلة المسلمين الذين يدعمونهم بمدحهم بخصوص مصطفى كمال ومبادئه. حيث إن زيارات وأوسمة كانت تذكر في الأعياد فقط من قبل، إلا أنها تقدمت خطوة أخرى الآن وذكرت في تواريخ الثورات. وعلى ماذا سينتهي هذا الطريق لا يمكن توقع ذلك.
أولئك الذين لا يستطيعون تشكيل العالم ويخافون من قراءة العالم للثقافة الإسلامية، حاولوا تغطية عجزهم بما يسمى الثقافة الغربية الحديثة. وإلا كيف يمكن تفسير الإشارة إلى الحقوق والعدالة والحداثة بالاختباء وراء الأرقام والعقليات التي أعلنت الحرب على معتقداتهم وقيمهم وتقاليدهم؟
لقد عانت هذه الأمة من القادة والأحزاب التي تبدو واحدة منهم ولكنها تعمل مع أعدائها، كما كان الحال دائما. يجب على المسلمين أن يتذكروا الحدود التي يضعها ربهم، ويجب ألا ينتهكوا تلك الحدود أو يسمحوا بتجاوزها احتراماً لأي زعيم أو حزب ديمقراطي. يجب ألا تجعلنا مصالح شخص ما واهتماماته فيما يتعلق بالانتخابات مؤيدين لهذه المعصية. كما يتم توسيع مسارات أردوغان الشريرة بشكل أسرع وبقوة من أتباعه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ في الإِسْلام سُنةً حَسنةً فَلَهُ أَجْرُهَا، وأَجْرُ منْ عَملَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ ينْقُصَ مِنْ أُجُورهِمْ شَيءٌ، ومَنْ سَنَّ في الإِسْلامِ سُنَّةً سيَّئةً كَانَ عَليه وِزْرها وَوِزرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بعْده مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزارهمْ شَيْءٌ». (مسلم والنسائي)
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد سابا