مع الحديث الشريف
إحسان التجارة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في سنن أبي داوود في كتاب البيوع، فصل في باب
فِي التِّجَارَةِ يُخَالِطُهَا الْحَلِفُ وَاللَّغْوُ
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: كُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ فَمَرَّ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ فَقَالَ: ”يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ”.
وجاء أيضا، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبُسْطَامِيُّ، وَحَامِدُ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، بِمَعْنَاهُ قَالَ ”يَحْضُرُهُ الْكَذِبُ وَالْحَلِفُ”. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ ”اللَّغْوُ وَالْكَذِبُ”.
وجاء في باب فِي كَرَاهِيَةِ الْيَمِينِ فِي الْبَيْعِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ”الْحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْبَرَكَةِ”. قَالَ ابْنُ السَّرْحِ ”لِلْكَسْبِ”. وَقَالَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَروى الترمذيُّ عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي اللهُ عنهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التَّاجِرُ الصَّدُوْقُ الأمِيْنُ مَعَ النَبِيينَ والصِّدِيِقيْنَ والشُّهَدَاءِ). ورواه ابن ماجه عن ابن عمر ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التاجِرُ الأمِيْنُ الصَّدُوْقُ المُسْلِمُ مَعَ الشُّهَداءِ يَومَ القِيَامَةِ).
وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البَيْعَانِ بِالخَيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فإنْ صَدَقا البَيْعَانِ وَبَيَّنَا بُوْرِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وإنْ كَتَمَا وَكَذَبَا فَعَسَىْ أنْ يَرْبَحَا رِبْحاً وَيُمْحَقَ بَرَكةُ بَيْعِهِمَا).
وفي رواية: (اليَمِيْنُ الفَاجِرَةُ مُنْفِقَةٌ للسِّلعَةِ مُمْحِقَةٌ للكَسْبِ).
رغم ما فرضه النظام من تطبيق للرأسمالية في الاقتصاد وإدارة الأعمال، وإكراه الناس على نظرته في الحياة ومبدئه القائم على النفعية والمكاسب المادية، إلا أنه لا حُجَّة للناس وللتجار على وجه الخصوص في قبول هذا المبدأ في تعاملهم أو الرضى به، وهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى ويعلمون أنه الرزاق. ويتلون آياته ويسمعون أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم.
فما أحوجنا والناس في محنة استغلال واحتكار، تتقصده الحكومات لإفقار الناس وتجويعهم وإذلالهم، ما أحوجنا إلى التاجر الصادق مع الله ومع الناس، يكسب بالحلال وينال الأجر أجرين في الدنيا والآخرة.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.