ما وراء قرار ترامب سحب قواته من سوريا
الخبر:
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقرر سحب القوات الأمريكية من سوريا. (وكالات)
التعليق:
إن النظام السوري هو نظام عميل مخلص لأمريكا سواء في عهد حافظ أسد أو في عهد ابنه بشار عليهما من الله ما يستحقان، فالنظام السوري يحفظ مصالح أمريكا ومصالح كيان يهود، وليس أدل على ذلك من انسحاب حافظ من الجولان وتسليمها ليهود، ثم جعلها منطقة آمنة ليهود نحو أربعين سنة، واشتراكه في حلف أمريكا خلال حرب الخليج الثانية في 1991م، ثم المحادثات والمؤامرات التي تديرها أمريكا في المنطقة ويكون النظام من أدواتها الخاضعات خضوعاً تاماً ومنضبطاً بالسياسة الأمريكية. (من جواب سؤال من إصدارات أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، بتصرف)
لذلك لما اندلعت الثورة في سوريا وخرج الناس مطالبين بإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة الخلافة على منهاج النبوة؛ “… وضعت أمريكا كل ثقلها لإيقاف الثورة والقضاء عليها تحت مسميات الهدن ووقف إطلاق النار ووقف الاقتتال ووقف الأعمال العدائية… وعقدت المؤتمرات في جنيف وفينّا والرياض وأصدرت القرارات في مجلس الأمن… هذا عدا عملها لإجهاض الثورة بالأعمال العسكرية من قبل عميلها بشار وإيران وحزبها في لبنان وروسيا مع قيام أمريكا ذاتياً بالتدخل وجرها للدول معها تحت غطاء التحالف الدولي بذريعة محاربة تنظيم الدولة والإرهاب”. (من جواب سؤال من إصدارات أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة)
ثم ها هي لما حسبت أن مؤامراتها وجرائمها قد آتت أكلها أو كادت، وظنت أن الأمور أصبحت في صالحها، حيث إن النظام قد عاد ليبسط سيطرته من جديد على معظم أراضي سوريا وانكفأت الثورة والثوار إلى حد بعيد في إدلب التي باتت آخر معقل للثوار.
بعد أن رأت أمريكا ذلك وعلى عادة الرأسماليين أرادت أن تبقى منفردة في النفوذ في سوريا دون منازع ولو شكلا، فاتخذت قرار انسحاب قواتها من سوريا، وفي ذلك رسالة لأوروبا وخاصة بريطانيا وفرنسا بأن عليكم أن تشدوا رحالكم وتلموا عزالكم وتغادروا سوريا؛ لأن الحجة التي استجلبناكم من أجلها وهي القضاء على تنظيم الدولة وإزالة خطره قد بطلت، فقد انتصرنا على التنظيم وهزمناه هزيمة نكراء وبالتالي فإن خطره قد زال فارحلوا وخلوا الساحة لنفوذنا.
ويبدو أن الأوروبيين قد فهموا الرسالة فجاءت ردود أفعالهم مخالفة لقرار ترامب، فحسب (فرانس 24) قالت فرنسا إنها ستبقي قواتها في شمال سوريا في الوقت الراهن في ظل عدم القضاء على متشددي تنظيم الدولة واستمرار تشكيلهم خطرا على المصالح الفرنسية. واعتبرت برلين أن القرار الأمريكي بالانسحاب أحادي الجانب من سوريا يمكن أن يضر بالمعركة ضد تنظيم الدولة وأنه يهدد النجاح الذي سُجّل حتى الآن ضد التنظيم. واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم الدولة لم يُهزم بعد في سوريا خلافا لما قاله الرئيس الأمريكي.
أيها الأهل الكرام، أيها الثائرون في الشام! إن أمريكا الصليبية ما انفكت تحاربكم وتتآمر على ثورتكم، ولعلها تريد من حركتها هذه أيضا إيهامكم أن نظام الطاغية بشار عاد قويا ولا يمكن الانتصار عليه وإسقاطه، وأن عليكم الخضوع والركون إليه، فلا تنخدعوا يرحمكم الله فالنظام هو في قمة ضعفه، ولا يحتاج إلا للتحرك الجدي منكم خلف قيادة سياسية مخلصة واعية تطيح به وتحرر البلاد والعباد وتسير بكم نحو بر الأمان الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك