Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير

  

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير”.

 

   حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه أو قال لجاره ما يحب لنفسه”

    إن هذا نفي لكمال الإيمان الواجب، فالإيمان هنا موجود، ولكنه غير كامل، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لا يريد لنا إيمانا ناقصا، بل من محبته وحرصه علينا في الدنيا والآخرة أراد أن يكون الإيمان فينا كاملا. فهل نحن اليوم نتمثل هذا الإيمان؟ هل نعيشه كما أراده لنا صلى الله عليه وسلم؟

 

   على المستوى الفردي موجود فهناك من يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولكن وبكل أسف هذا قليل. أما على مستوى المجتمع والأمة فالواقع ينطق بخلاف ذلك، فالأمة نخرت فيها الأمراض المجتمعية كالغش والخديعة والحسد والغل والبغض وغيرها… وهذا بفعل مفاهيم الرأسمالية الجشعة القائمة على المصلحة الذاتية النفعية، فأغرقت الناس بهموم مركبة لا نهاية لها، فلطمتها أمواج القومية، وسحقتها تيارات الوطنية وهبت عليها رياح التجزئة فقسمتها إربا وصار التناحر من صفاتها لا يحب ابن الأردن لأخيه ابن فلسطين ما يحب لنفسه، ولا ابن الحجاز يحب لابن اليمن ولا ابن الكويت يحب لابن العراق وكذلك ابن مصر لا يحب لابن السودان ما يحبه لنفسه وهكذا غرقت الأمة بفعل حكامها الذين أصبحوا رمزا للتقسيم في وحل ضياعهم وأصبحت مقطعة الأوصال، فالبغض والتناحر والتقاتل والكراهية صفاتها، فأنّى للمحبة أن تجد مكانا لها في هذه الأجواء المسمومة؟

    بعد أن عادت الأمة إلى رشدها وبدأت تتلمس طريقها أصبحنا نرى والحمد لله تلك الصفات القبيحة تتلاشى شيئا فشيئا من حياتها، وأصبحنا نقرأ في صفحاتها خبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين”، أصبحت تتنافس في المحبة بعد أن كانت تتنافس القومية والإثنية، تتنافس في المحبة للمسجد الأقصى وفي الرغبة للصلاة فيه. عادت لتقول بأعلى صوتها: لا للوطنية ولا للقومية ولا للتجزئة فالمسلمون أمة واحدة من دون الأمم قرآنهم واحد وقبلتهم واحدة وخليفتهم واحد، وحبهم لله الواحد يدفعهم لمحبة بعضهم بعضا. وحبهم لله الواحد يدفعهم للعمل على التخلص من حكامهم رموز التفرقة والتجزئة، وحبهم لله الواحد يدفعهم للعمل مع العاملين لإقامة صرح الإسلام من جديد الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم