عام جديد تستقبله القيادة الاستراتيجيّة الأمريكيّة بالتّهديد والوعيد!
الخبر:
اعتذرت القيادة الاستراتيجيّة الأمريكيّة التي تشرف على التّرسانة النّوويّة للبلاد عن تغريدة قالت فيها إنّها مستعدّة إذا دعت الضّرورة، لإسقاط شيء “أكبر بكثير” من كرة العام الجديد في نيويورك. (روسيا اليوم)
التّعليق:
“تغريدتنا السّابقة عشيّة العام الجديد لا تعبّر عن قيمنا. نحن نعتذر. نحن ملتزمون بأمن أمريكا والحلفاء”. بهذه الرّسالة الجديدة سارعت القيادة الاستراتيجيّة الأمريكيّة وقدّمت اعتذارها عن تغريدة نشرتها على حسابها على تويتر والتي تحمل في طيّاتها تهديدا ووعيدا لكلّ من يهدّد مصالحها.
التّغريدة تعبّر فعلا عن قيم دولة تسيّر العالم بنظام رأسماليّ لا همّ له سوى مصالحه، لا يهمّه إن داس على القيم وألغى الرّوابط وأعدم الشّيم…. لا يعنيه إن أسقط “شيئا أكبر بكثير من كرة العام الجديد” على الأهل والنّاس أجمعين إن دعت الضّرورة ذلك!
وأين تكمن هذه الضّرورة؟ هل هي في الحفاظ على المصالح وفي السّيطرة على العالم وإحكام الوثاق حول رقاب كلّ الدّول وخاصّة بلاد المسلمين؟! بمثل هذا تفتتح الدّولة العظمى عامها الجديد: بالتّهديد والوعيد وبالتّذكير أنّ على العالم بأسره أن يقدّم الولاء والطّاعة لها ويحافظ عليها ويدافع عنها وعن مصالحها، أو يصنّف من الأعداء ولا تلتزم أمريكا بأمنه بل تحاربه و”تلغيه”.
اعتذار قدّمته القيادة لمن يعمل معها على سلامة أمريكا وأمنها! اعتذار لحلفاء أمريكا! هؤلاء فقط هم المعنيّون بهذا الاعتذار، أمّا من قضوا ويقضون جرّاء ما تقوم به أمريكا من تدخّل في الدّول (أفغانستان، العراق، ليبيا، سوريا…) تنهب ثرواتها وتسلب أراضيها وتقتّل شعوبها وتفقرها وتروعها… هؤلاء غير معنييّن بذلك فليسوا ممّن يريد سلامة أمريكا ولا هم من حلفائها بل هم “أعداء لها”.
كشفت القيادة كما كشف من قبل رئيسها عن وجه أسود كالح لنظام فاشل فاسد يحارب كلّ من يرى فيه خطرا يهدّد بقاءه… كشفت بتغريدتها هذه عن سياسة لا تعرف لها صاحبا بل لا ترى أيّ مانع من التّخلّص من كلّ “من دعت الضّرورة” لإزاحته و”إعدامه”. كشفت عن تخبّطها وعدم قدرتها على ضبط النّفس والإدلاء بالتّصريحات برويّة وبتمعّن ودون تسرّع. وليس هذا بغريب على قيادة يقوم على دولتها رئيس عرف بشطحاته وتصريحاته المتهوّرة…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصّامت