مع الحديث الشريف
باب ما جاء لا يحل لمسلم أن يروع مسلما
مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله معنا في لقاء جديد وفقرة ( مع الحديث الشريف )
حدثنا بندار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا عبد الله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا أو جادا فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه”. قال أبو عيسى وفي الباب عن ابن عمر وسليمان بن صرد وجعدة وأبي هريرة وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ذئب والسائب بن يزيد له صحبة قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وهو غلام وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع سنين ووالده يزيد بن السائب له أحاديث هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم والسائب بن يزيد هو ابن أخت نمر
الشرح
(باب ما جاء لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) بتشديد الواو من الترويع، قال في القاموس: راع أفزع كروع لازم ومتعد.
قوله: (لا يأخذ) بصيغة النهي، وقيل بالنفي (عصا أخيه) يعني مثلا، وفي رواية أبي داود: لا يأخذن أحدكم متاع أخيه (لاعبا جادا) حالان من فاعل يأخذ وإن ذهب إلى أنهما مترادفتان تناقضتا وإن ذهب إلى التداخل صح، ذكره الطيبي رحمه الله، قال القاري: يعني ويكون حالا من الأول، لكن الظاهر أن الحال الثانية مقدرة حتى لا يلزم التناقض سواء كانتا مترادفتين أو متداخلتين، إلا أن يحمل الأول على ظاهر الأمر والثاني على باطنه، أي لاعبا ظاهرا، جادا باطنا، أي يأخذ على سبيل الملاعبة، وقصده في ذلك إمساكه لنفسه لئلا يلزم اللعب والجد في زمن واحد، ولذا قال المظهر: معناه أن يأخذ على وجه الدل وسبيل المزاح ثم يحبسها عنه ولا يرده فيصير ذلك جدا، وفي شرح السنة عن أبي عبيد: هو أن يأخذ متاعه لا يريد سرقته، إنما يريد إدخال الغيظ عليه، فهو لاعب في السرقة جاد في إدخال الغيظ والروع والأذى عليه انتهى، وينصر الأول قوله: (فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه) قال التوربشتي رحمه الله: وإنما ضرب المثل بالعصا لأنه من الأشياء التافهة التي لا يكون لها كبير خطر عند صاحبها ليعلم أن ما كان فوقه فهو بهذا المعنى أحق وأجدر .
- · مستمعينا … الحديث عن عدم ترويع المسلم للمسلم ولو كان مازحا ولو كان بعصا فما بالكم إن رُوِّعنا بصواريخ حكامنا وقصف جيوشهم كما يحدث في بلاد الربيع العربي؟
- العجب ليس في الحديث فهو خطاب لمسلمين الأصل أنهم كالجسد الواحد وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه، الأصل أننا في دولة تحكمنا بالإسلام وتحفظ لنا الأمان فالدولة قدوة لرعاياها ففي رعايتها لهم تُذكرهم برعاية بعضهم بعضا وفي تأمينهم تذكرهم بعدم ترويع بعضهم، وأهمية أن يكون المسلم آمنا مطمئنا كيف لا والأصل أننا كالبنيان المرصوص … لكن ما نعيشه هذه الأيام من تآمر الحكومات وجيوشها على الشعوب يجعلنا نستغرب ونظن أن ما يَمُر في هذا الحديث وكأنه خيال، لا يروَّع مسلم مِن مسلم؟! وكيف بنا ومن يروعنا حكوماتنا والجيوش التي يجب أن تكون سبب أمننا وأماننا.