Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – استخراج ما في باطن الأرض

 

مع الحديث الشريف

استخراج ما في باطن الأرض

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

رَوى النسائي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عن اللُّقَطة فقال: “ما كان في طريق مأتيّ أو في قرية عامرة فعرّفها سنة فإن جاء صاحبها وإلاّ فَلَكَ، وما لم يكن في طريق مأتي ولا في قرية عامرة ففيه وفي الركاز الخُمس”

 

جاء في كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام للشيخ الجليل العالم تقي الدين النبهاني رحمه الله في فصل أسباب التملك، باب استخراج ما في باطن الأرض قوله: [من أنواع العمل استخراج ما في باطن الأرض مما ليس من ضرورات الجماعة وهو الرِكاز، أي مما ليس حقاً لعامة المسلمين كما في التعبير الفقهي، فإن مُستَخرِجه يملك أربعة أخماسه ويُخرِج الخُمس منه، أما إن كان من ضروريات الجماعة أي كان حقاً لعامة المسلمين فإنه يدخل في الملكية العامة. وضابطه أنّ ما كان مركوزاً في الأرض بفعل إنسان أو كان محدود المقدار لا يبلغ أن يكون للجماعة فيه حاجة فهو رِكاز، وما كان أصلياً وللجماعة فيه حاجة لم يكن ركازاً وكان ملكاً عاما، وأما ما كان أصلياً ولم يكن للجماعة فيه حاجة كالمحاجر التي تُستخرَج منها حجارة البناء وغيره فلا يكون ركازاً ولا ملكاً عاماً بل هو داخل في الملكية الفردية. وملكية الرِكاز وإخراج الخُمس منه ثابتة بالحديث الشريف الذي ذكرناه، ويلحق بأنواع استخراج ما في باطن الأرض استخراج ما في الهواء كأن يُستخرَج منه الأكسجين والأزوت، وكذلك استخراج كل شيء أباحه الشرع مما خلقه الله وأطلق الانتفاع به] انتهى.

كم نحن اليوم بأمس الحاجة لتطبيق شرع الله الذي يخلي بيننا وبين الانتفاع بخيرات الله في الأرض ونسخر ما وهبنا الله من نعم لتحسين معيشتنا والإنفاق في سبيل الله، ولا نقتات على موائد اللئام من حكام جشعين ومستعمرين طامعين أورثونا المهالك والمجاعات والدمار، وجعلوا أرضنا وعرضنا متاعا ومملوكا للغريب يستغله لحسابه ويسخرنا لخدمته في استخراج الخيرات من باطن الأرض، سواء منها ما كان ملكية عامة كالبترول والملح أو خاصة كالمحاجر والمجوهرات المكنوزة.

 

إلى هذا الخير الذي سيعم العالم ندعوكم للعمل معنا في حزب التحرير لتطبيق هذه الأحكام الشرعية التي تسعدنا وتسعد البشرية.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.