Take a fresh look at your lifestyle.

الإجهاض مصيبة عجز عن حلّها النّظام الرّأسماليّ

 

الإجهاض مصيبة عجز عن حلّها النّظام الرّأسماليّ

 

 

 

الخبر:

 

نشرت صحيفة بريتبارت البريطانيّة تقريرا نشره موقع “worldometers” مفاده أنّ الإجهاض أدّى إلى قتل 41 مليون طفل سنة 2018 مقارنة بـ8.2 مليون طفل ماتوا بسبب السّرطان و5 مليون بسبب التّدخين و1.7 مليون بسبب فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز.

 

التعليق:

 

إحصائيّات مؤلمة ولكنّها حقيقة نعيشها لم تشفع لها اتّفاقيّة حقوق الطّفل التي تتلخّص مبادؤها في حقّ الطّفل في البقاء والتطوّر والنموّ إلى أقصى حدٍّ، والحماية من التأثيرات المضرّة وسوء المعاملة والاستغلال، والحقوق الأسرية الكاملة، لنتبيّن أنّ كلّ هذه الاتّفاقيّات والصّكوك والمنظّمات الدّوليّة التي توهم النّاس بأنّها الرّاعي الأوّل لحقوق الإنسان والطّفل هي عنوان كاذب بمضمون خادع يستهوي أصحاب النّفوس الضعيفة ليخدم مصالح أصحاب رؤوس الأموال الجشعين. والأغرب أنّ أقصى ما وصلت إليه المثل العلمانية الغربية الفاشلة هو تخصيص صناديق تعرف بـ”baby hatch” للتّخلّص من الأطفال غير المرغوب بهم بطريقة آمنة دون خوف من التتبّع القضائي بعد انتشار ظاهرة إلقاء الأطفال حديثي الولادة في حاويات القمامة في أوروبا وأمريكا.

 

لقد ضمن الإسلام للطّفل حقوقه دون حاجة إلى من يتفضّل علينا بمبادئ تنظيريّة وشعارات مستغلّة، من الأنظمة الرأسمالية، لا تطبّق إلا عندما تقتضي المصلحة ذلك، فحفظت الشريعة الإسلاميّة النّسل بتحريم الزّنا والإجهاض لغير سبب أو خوفا من الفقر، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾. كما حثّ الإسلام على الزّواج وحسن اختيار الزّوجين لضمان حياة كريمة للطّفل الذي سينشأ في كنفهما، إضافة إلى حقّ الطّفل في الرّضاعة والنّفقة… إلخ.

 

فيا أيّها المسلمون! ابحثوا عن حلول مشاكلكم في هذه المنظومة التّشريعيّة الرّبانيّة ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، ولا تنجرفوا وراء أوهام قوانين وضعيّة مراوغة لم تجلب لكم سوى الدّمار والتّفكك الأسريّ، وما عليكم سوى السّعي إلى العمل لهدم هذا النّظام البائس الذي يحكمكم اليوم وتقيموا النظام الربّاني الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلاّ وعالجها. قال تعالى: ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش

2019_01_08_TLK_1_OK.pdf