Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الرويبضة

 

مع الحديث الشريف

الرويبضة

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف”

 

ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».

 

هذا الحديث فيه الإخبار عن أنه سيأتي على الناس زمان سنوات تفسد فيها القيم الرفيعة، وتنقلب المفاهيم الصحيحة بحيث: يُكذّب الصادق، ويُصدّق الكاذب، ويخوّن الأمين، يؤتمن الخائن، وهذا مخالفة لما جاء به ديننا الحنيف.

 

يُصدّق الكاذب، ويُكذّب الصادق: يعني انقلاب الموازين وتغلب المصلحة والهوى على كل شيء.

 

وما جاء في الحديث «سنوات خدّاعات»: سنوات جمع سنة، وخدّاعات بتشديد الدال للمبالغة، وهو المكر والحيلة. وإضافة الخداعات إلى السنوات مجازية، والمراد أهل السنوات، كما نقول: هذا زمان كذب وخيانة وظلم، فيضاف وصف الناس تارة إلى المكان وتارة إلى الزمان؛ لأن مَحال الزمان والمكان محال لأفعال الناس.

 

«وتنطق الرويبضة»: رويبضة: لفظ مصغر، رابضة الرويبض، فهذا تصغير للتحقير، الرويبضة وهو الرجل الفاسق، وفي الحديث هو: الرجل التافه الحقير القاصر العاجز الناقص، يتكلم في أمر الأمة فيأمر العامة. وهذا من فساد أحوال الزمان أن يتدخل في قضايا الأمة الناقصون والقاصرون والجهّال والتافهون، وهي من شأن ذوي الحِجَى، ذوي العقول، ذوي المدارك والآراء السديدة وأهل البصائر.

 

وهذا الحديث يذكرنا بالأحاديث التي جاء فيها ذكر القرون المفضلة وأنه بعد تلك القرون تفسد الأحوال: في التعامل، والشهادات، والأيمان، والصدق والكذب، وتكثر الخيانات، ويرتفع الوضيع الحقير، ويهان أشراف الناس والفضلاء.

 

وهذه الأمور التي ذكرها الحديث وغيرها تحدث في هذا الزمان, ولكن هذه الأمور تبشّر بقدوم حال آخر يختلف عما نحن عليه، وقد وعد الله بالخير لهذه الأمة الكريمة، ولن يدوم هذا الزمان طويلًا، وسوف ينصر الله دينه ويمكّن للمؤمنين، ويصدق وعده الذي وعده.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.