في بلاد الحرمين الشريفين: تخبط القرارات دليل عجز – فمن هو المسؤول؟!!
الخبر:
استثناء وظيفة قيادية من «التوطين» لمدة عام (2019/1/13م صحيفة تواصل)
قطار توطين 2019 يتجه إلى المستويات «القيادية والنوعية» (2019/1/14م جريدة عكاظ)
التعليق:
بعيدا عن لغة العنصرية وما يشوبها من مقت وجاهلية، وبعيدا عن القرارات الخرافية التي تتخذها الحكومة والتي يستحيل تطبيقها على أرض الواقع والتي لا تستهدف من وراء استحالة تطبيقها إلا جيب المواطن وذلك بفرض الغرامات والمخالفات الثقيلة، وأيضا بعيدا عما يحدث نتيجة هذه القرارات من كساد في الأسواق وخسائر للتجار وتعطل لأرزاق الناس، بعيدا عن كل ما سبق سوف نعلق على المفارقة الظاهرة في الخبرين السابقين!
إن تعليقنا هنا سوف يتناول الموضوع من ناحية التخبط الحاصل في قرارات الحكومة الداخلية تحديدا، فمع شمس كل صباح يطالعنا المسؤولون بقرارات جديدة، ومع غروب شمس اليوم التالي نمسي على إلغاء تلك القرارات بصيغ التعديل والتحسين، وكذلك الأمر مع كل وزير يأتي وكل وزير يروح، كل ذلك وما يتبعه من ويلات تجري على الناس بجرة قلم من فلان وتراجع عنها من فلان آخر، فيا ترى من هو المسؤول عن هذه التخبطات التي أذاقت الناس ويلات وعذاب وضنك من العيش؟
إن المتابع لقرارات الحكومة الأخيرة في بلاد الحرمين، يلاحظ بكل بساطة مدى التخبط الحاصل فيها بل وحتى مقدار القرارات التي تراجعت عنها الحكومة في جنح الظلام، فذلك التخبط والتراجع ما كان ليكون لو أن تلك القرارات كانت صحيحة وتنسجم مع ما يريده الناس وما يتطلعون إليه، غير أن الطبيعة المبدئية لتلك القرارات كانت في أساسها منافية للعقيدة المغروسة في نفوس المسلمين في بلاد الحرمين، ومخالفة لما ينبثق عن هذه العقيدة من قوانين وتشريعات أوجدها الله عز وجل في هذه الدنيا لعمارة الأرض.
إن اتخاذ أي مبدأ غير مبدأ الإسلام وما ينبثق عنه لتنظيم حياة الناس، لن يقود الناس إلا إلى مزيد من الضنك والمشقة، كما أن الإصرار على تطبيق غير نظام الإسلام، لن يقود الناس إلا إلى طريق الترقيع في القوانين، وسد فتق بعض القوانين برقاع البعض الآخر، وها هي الرأسمالية البالية خير دليل على ذلك، فهو النظام الذي أعجز أصحابه في أرضهم فكيف يكون حاله في بلاد المسلمين؟ فهو نظام أعجزهم عن حل مشاكلهم وإيجاد راحة مادية أو حتى معنوية لهم في هذه الحياة الدنيا فضلا عن ضمان الراحة في الحياة الآخرة. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ﴾ [سورة طه: 124-126].
إن طبيعة تلك القرارات المتخبطة، تتعارض مع طبيعة نفوس الناس في بلاد الحرمين، كما أن من بديهيات المسألة أن القانون إذا عارض ما في نفوس الناس من رغبات وتطلعات، أصبح تطبيقه أصعب وأصعب، حتى يصل إلى مرحلة إما أن يكسر الناس بقوة الإجبار والإكراه على التطبيق، أو أن يكسره الناس بقوة الرفض والتغيير.
إن الناس في بلاد الحرمين جزء من الأمة الإسلامية العظيمة، كما أن أصول الإسلام العظيم مترسخة في أعماق نفوس المؤمنين منهم، وهم حتما سوف يحملون الأمانة التي حملها من قبل أجدادهم الصحابة مع رسولنا الكريم محمد r، فيقوم الدين على أيديهم، وتعود سيرة الأولين فينا كما كانت، فتكون خلافة على منهاج النبوة.
قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [سورة البقرة: 214].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح