Take a fresh look at your lifestyle.

الحديث الشريف – باب بدء الوحي- 1

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الحديث الشريف

باب بدء الوحي- 1

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

    جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب بدء الوحي”

 

 حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”.

    كلما تفاقمت الأوضاع وزاد حال المسلمين سوءا خرج علينا ممّن يسمّون علماء ليكشفوا عن قباحة قلوبهم وعقولهم التي يخفونها بعمائمهم ولحاهم الزائفة، وبكلماتهم الممزوجة بالتسامح والمحبة للآخر، وأن الإسلام يقبل التحاور مع كل كافر وكل معارض ولو كان على كوكب آخر إلا مع المسلمين الإرهابيين بحسب تسمية أسيادهم لهم.

 

أيها المسلمون:

 

   هنا نتذكر حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ” فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”. وهنا لفتة لا بد منها وهي أن الحديث ذكر “فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها.. فلم يقف الأمر عند امرأة ينكحها فقط، بل كل أمر مخالف لأمر الله يدخل في جملة “دنيا يصيبها”، لذلك نقول: إن قبول الحوار مع الكفر الذي يقتل المسلمين ليل نهار ورفض الحوار مع المسلمين المقتولين أنفسهم يدخل في معنى دنيا يصيبها، وإن وقوف من يسمون علماء المسلمين إلى جانب أحقر مخلوقات الله من حكام دول الضرار في العالم الإسلامي اليوم، الذين خانوا شعوبهم وأسلموهم لأعدائهم، يدخل في معنى دنيا يصيبها، وهكذا فالقائمة طويلة طويلة ويمكن القول أنها مفتوحة لا نهاية لها.

 

أيها المسلمون:

 

    وبالمقابل هناك أعمال لله ولرسوله، وانظروا إلى بلاغة التعبير هنا حيث اعتبر مخالفة الأوامر أو الالتزام بها هجرة، يترك الإنسان بسببها كل ما يحب، فهناك أعمال من الملتزمين بالدين هجروا من خلالها الدنيا وما فيها من أجل الدين. وهناك أعمال من بعض من يسمون علماء الدين تُظهر لنا أنهم هاجروا من الدين وتركوا جلّ أحكامه من أجل منافع دنيوية.

 

أيها المسلمون:

 

     هذه الأعمال كلها مربوطة بالنية، وكم من أبناء هذه الأمة غيّر نيته فعاش ومات تعيسا ولا معتبِر؟ وكم ممَّن يتكلم باسم الأمة وهو منها براء؟ وبالمقابل كم من أبناء هذه الأمة  قضى عمره في طاعة الله عاملا على تحقيق وعده بالاستخلاف في الأرض؟ هذه هي الهجرة لله وبالله وفي الله. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن نكون من الذين كانت هجرتهم لله لا للدنيا. ومن الذين يعملون لإعزاز دينه في الأرض.

 

     اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

    أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم