Take a fresh look at your lifestyle.

الجولة الإخبارية 2019/01/19م

 

 

 

الجولة الإخبارية

2019/01/19م

 

 

العناوين:

  • · ترامب يهدد وأردوغان يخضع
  • · تركيا تواصل خداع الفصائل
  • · بريطانيا وقعت في مأزق

 

التفاصيل:

 

ترامب يهدد وأردوغان يخضع

 

قال ترامب يوم 2019/1/14 على حسابه في تويتر: “إن الولايات المتحدة ستدمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد، أقيموا منطقة آمنة بعرض 20 ميلا. وبالمثل لا نريد أن يقوم الأكراد باستفزاز تركيا” وقال: “إن روسيا وإيران وسوريا كانت أكثر المستفيدين من سياسة الولايات المتحدة طويلة المدى لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. نحن استفدنا من ذلك أيضا، لكن الوقت حان الآن لإعادة قواتنا إلى الوطن.. لقد بدأ الانسحاب الذي طال انتظاره من سوريا. فيما تتواصل بقوة الضربات ضد ما تبقى من تنظيم (داعش)، ومن اتجاهات عدة. سنضرب التنظيم مجددا من قاعدة مجاورة في حال عودته”. وهذا يدل على أن أمريكا عملت على حماية النظام السوري وهي التي سمحت لروسيا وإيران بالتدخل لحمايته ولم تعترض على تدخلهما، ومن ثم دعمتهما بتدخلها في سوريا بعدما دخلتا في مأزق.

 

وقد ردت تركيا على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين على تهديدات ترامب بذلة وخضوع بقوله: “إن على ترامب احترام الشراكة بين واشنطن وأنقرة”. وقال مخاطبا ترامب “الإرهابيون لا يمكن أن يكونوا شركاءك وحلفاءك. تركيا تتوقع أن تحترم الولايات المتحدة شراكتنا الاستراتيجية ولا تريد أن تؤثر عليها دعاية إرهابية”. علما أن أمريكا هي أم الإرهاب، وعملاؤها وشركاؤها هم أدواتها الإرهابية.

 

وقال وزير خارجية تركيا جاويش أوغلو “إن أنقرة لا تعارض فكرة المنطقة الآمنة على طول الحدود” ولكنه اعترض على أسلوب ترامب بمخاطبته تركيا عبر تويتر مهينا لها، فيريد أن يكون ذلك خلف الكواليس مهما أهانهم ووجه إليهم أوامر، ولهذا قال جاويش أوغلو: “الشركاء الاستراتيجيون والحلفاء يجب ألا يتواصلوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

 

وفي اليوم التالي يوم 2019/1/15 أعلن الرئيس التركي أردوغان موافقته على اقتراح سيده ترامب بإقامة مناطق آمنة وقد صرف النظر عن تهديداته بتدمير تركيا اقتصاديا مما يدل على خوفه من ذلك. فقال أردوغان: “إذا دعمنا التحالف الدولي (بقيادة أمريكا) ماديا سوف نقوم بإقامة هذه المنطقة” وقال: “إذا وضعت أمريكا هذه المنطقة تحت رقابتها وخاصة المجال الجوي وسائر الأمور فإننا نستطيع أن نتحمل الأمور الأمنية جميعها في هذا الموضوع.. حتى إنه يمكن توسيعها أكثر من 20 ميلا”.

 

وكل ذلك يدل على مدى انبطاح أردوغان وطاقمه الحكومي أمام أمريكا والخضوع لها والخوف من عقوباتها. ففقدوا العزة التي هي من صفات المؤمنين. وهو يعمل لحساب أمريكا؛ إذ تريد حماية الحركات الكردية الانفصالية كما فعلت في شمال العراق حيث أوجدت حظرا جويا لحماية تلك الحركات من ضربات صدام في التسعينات بعد دخولها الكويت عام 1991 بذريعة تحريرها منه، إذ جعلت لها منطقة آمنة بالحظر الجوي ما وراء خط 36 شمالا لتهيئة الأوضاع لإقامة كيان سياسي لهم بشكل معين. فتحقق ذلك بعد غزوها واحتلالها للعراق عام 2003 وقد وافقت تركيا أردوغان على ذلك.

 

والآن تريد أمريكا حماية عملائها في الحركات الكردية الانفصالية الذين باعوا دينهم وشرفهم ليقاتلوا في سبيل أمريكا آملين منها أن تحقق لهم شكلا من الحكم، ويوافق أردوغان على طلبات سيدته أمريكا، مستعدا لأن يكون تحت إمرتها بقوله إنه يوافق على ذلك إذا وضعت أمريكا المنطقة تحت رقابتها، وهو بذلك يعمل على تركيز نفوذ أمريكا في سوريا وفي المنطقة، مقابل أن تدعمه في الحكم وخوفا من عقوباتها، حيث سلّم القس برونسون بعدما رفض تسليمه لأمريكا فخضع عندما فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا.

 

فأردوغان وأمثاله يبتغون العزة عند الذين كفروا متناسين أن العزة لله جميعا وأن الله سوف يذلهم ويستبدل بهم قوما آخرين ولا يكونون أمثالهم.

 

وقد صدق وصف حزب التحرير لهم في جواب صدر باسم أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة يوم 2018/8/23 قائلا: “وحيث إنَّ أردوغان يدور في فلك أمريكا فليس من المتوقع أن تطول الأزمة…، وكأنَّ هذا ليس بعيداً… فعندها كما بدأ ترامب الأزمة فهو سينهيها بشيء من حفظ ماء الوجه لأردوغان أو دون شيء… ومن ثم يُطلَق سراح القسيس وتُلغى الرسوم أو تُخفَّف…، ومن ثم يتحسن سعر الليرة حتى وإن لم يعد كما كان قبل الأزمة، ويعود ترامب وأردوغان يتداولان الحديث الودي كأنَّ شيئاً لم يكن!! وهكذا دواليك… فإذا اقتضت مصالح أسيادهم إهانتهم فعلوا، بل إذا اقتضت إزالتهم كان، وقد حدث مثل ذلك في أشياعهم من قبل، أفلا يذَّكرون؟ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾”.

 

—————

 

تركيا تواصل خداع الفصائل

 

ذكرت وكالة الأناضول يوم 2019/1/13 أن قوات مكافحة الإرهاب بتركيا قامت في أضنة وإسطنبول وأنقرة بتوقيف 13 شخصا يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم هيئة تحرير الشام. ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن السلطات أطلقت حملة أمنية للقبض على 16 شخصا للاشتباه بانتمائهم إلى التنظيم في أضنة وأنقرة وإسطنبول. وتأتي هذه الحملة على إثر الاشتباكات التي تدور بين هيئة تحرير الشام وبين الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا في القطاع الغربي من ريف حلب شمال سوريا. وأبرزت وسائل الإعلام التركية أنباء العملية واصفة هيئة تحرير الشام بالإرهابية، وقد أطلقت على الهيئة تنظيم (هتش) للتقبيح على غرار تنظيم (داعش).

 

وقد جاءت هذه الحملات الأمنية والإعلامية بعد اجتماع أمني على الحدود السورية التركية من جهة محافظة إدلب حضره وزير الدفاع خلوصي أكار وقادة القوات المسلحة ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان.

 

علما أن تركيا أعلنت يوم 2018/8/31 رسميا تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة (إرهابية)، وقد انخدعت الهيئة بتركيا أردوغان وخضعت لقراراتها كثيرا ولقرارات وقف التصعيد وانسحبت من مناطق بناء على ذلك، ودافعت عن أردوغان ولم تتصد لاتفاق سوتشي الخياني الذي عقده أردوغان. والآن جاء الدور لتصفيتها بعدما قامت تركيا وأمريكا بتصفية بعض المجموعات التي أطلقت عليها اسم (الإرهابية). وقد تعهدت تركيا في اتفاق سوتشي المشؤوم بتصفية ما يسمى الجماعات (الإرهابية والمتشددة)، فافتعلت الاقتتال الداخلي فعندما لم تنتصر الجبهة الوطنية للتحرير التابعة لتركيا وانهزم تنظيم نور الدين زنكي التابع لها بدأت تركيا بتنظيم حملة ضد الهيئة.

 

وفي تناقض واضح يعلن رئيس هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بتأييد شن تركيا حملة داخل سوريا، فقد نشرت له مقابلة من قبل فرانس برس يوم 2019/1/15 على تطبيق تلغرام مع قناة أمجاد التابعة للهيئة فقال: “نرى حزب العمال الكردستاني عدوا لهذه الثورة ويستولي على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السنة”، وقال “نرى ضرورة إزالة حزب العمال الكردستاني، لذلك نحن مع توجه أن تحرر هذه المنطقة من حزب العمال الكردستاني، ولا يمكن أن نكون نحن من يعيق مثل هكذا عمل ضد عدو من أعداء الثورة”. وقد حذر حزب التحرير مرارا هذه الفصائل ومنذ بداية الثورة من ألاعيب أردوغان الخادعة فقال في جواب سؤال صدر باسم أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة يوم 2018/7/29 “إنه لم يبق من الأماكن إلا إدلب، وقد يكون في جعبة أردوغان دروع أخرى وأغصان تُضيع إدلب وما حولها وهو ساكن لا يبدي حراكاً… فنقول للفصائل ونتوجه إليهم أن لا ينخدعوا بتحركات أردوغان ولا يخلوا إدلب للنظام… ولا ينسوا ما أصابهم في حلب، وليتذكروا حديث رسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».”

 

—————-

 

بريطانيا وقعت في مأزق

 

منيت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بهزيمة مدوية في تصويت جرى يوم 2019/1/15 في مجلس العموم حول اتفاقية الحكومة للخروج من الاتحاد الأوروبي وقعتها ماي مع الاتحاد يوم 2018/11/25. فقد صوت 432 نائبا بالرفض مقابل موافقة 202 نائبا. وهذا ينذر بسقوط الحكومة بجانب الغموض في كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتفاق أو بدون اتفاق أو البقاء فيه أو استفتاء جديد! إذ بقي عشرة أسابيع للخروج يوم 2019/3/31.

 

والآن أصبحت بريطانيا في حيرة من أمرها فلا تستطيع أن تبتز أوروبا ولا تستطيع أن تحصل على ما تريد من أمريكا فقد خدعها رئيسها ترامب عندما قال سيعطي امتيازات اقتصادية ويقيم سوقا حرة مع بريطانيا إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي، فعندما انخدعت بريطانيا بذلك وافقت الحكومة والبرلمان والملكة على النتائج. ولكن أمريكا لم تف بوعودها، فدخلت بريطانيا في مأزق وأرادت أن تبقي على رابطة مع الاتحاد الأوروبي فوقعت حكومتها تلك الاتفاقية مع الاتحاد، ولكن البرلمان البريطاني أسقطها. وهناك احتمال أن تخرج بريطانيا من دون اتفاق فسوف يسبب لها ذلك أضرارا كبيرة.

 

وكل ذلك يظهر مدى تخبط بريطانيا عندما أجرت الاستفتاء يوم 2016/6/23 على الخروج، وكان يأمل رئيس وزراء بريطانيا السابق كاميرون بنتائج غير حاسمة على الاستفتاء حتى تبقى بريطانيا تضغط على الاتحاد الأوروبي لتبتزه فتحصل على المزيد من التنازلات من الاتحاد لتعود عليها بالمزيد من الفوائد. علما أنه، أي كاميرون، وعد الشعب البريطاني بإجراء الاستفتاء عام 2013 إذا فاز في انتخابات عام 2015 ليعزز مكانته السياسية ومستقبله السياسي، ولكن كانت النتائج صادمة له، فقدم استقالته وقضى على مستقبله السياسي وترك بلاده تتخبط ولا تعرف كيف تعالج الموضوع ليعود عليها بمزيد من الضرر.

 

وقد صدقت رؤية حزب التحرير المستنيرة وتحليلاته للأحداث إذ أصدر جواب سؤال على لسان أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة يوم 2016/7/5 فقال: “ما يدل على أن ما كان يخطط له حزب المحافظين بشقيه المؤيد للخروج والمؤيد للبقاء هو ليس الخروج أو البقاء بقدر ما هو إيجاد حالة ضغط على الاتحاد للتفاوض على مزيد من التنازلات بأن تكون نتيجة الاستفتاء غير حاسمة كأن تكون متساوية فتكون بين أخذ ورد لتكون مجالاً للإعادة أو تتخذ هذه النتائج مجالاً للتفاوض من جديد مع الاتحاد… وعليه فإن نتائج هذا الاستفتاء قد أوجدت ضغوطاً تهدد بتفكيك بريطانيا، وكذلك الخسائر الاقتصادية المرجحة، كل ذلك يؤكد أن رياح الاستفتاء قد جاءت ضد ما تشتهيه بريطانيا، وأنها – أي بريطانيا – قد وقعت بنفسها في فخ مكائدها، وأصبحت ضحيةً لثقتها بدهائها، فقد أظهرت الأيام منذ التصويت مشاهد من الارتباك السياسي غير المسبوق في التاريخ السياسي الحديث لبريطانيا إلى جانب حالة اضطراب شديدة طالت الحكومة والمعارضة”، وختم جواب السؤال بقوله: “وهكذا يمكن القول بأن استفتاء “Brexit” قد جاء بنتائج عكس ما خططت له بريطانيا، وأوجد أجواء من الضبابية، والانفتاح على كافة الاحتمالات، وقد تلتف بريطانيا على الاستفتاء، فتلعق ديمقراطيتها، ولكنه في الوقت نفسه يحتوي قدراً غير بسيط من الخطورة، بما يمكنه أن يتطور ليصير معول هدم لبريطانيا قبل أوروبا، وصدق الله العزيز الحكيم ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾.”

 

 

2019_01_19_Akhbar_OK.pdf