مظاهرات السودان.. اعتقال عشرات النساء بأم درمان
الخبر:
أطلقت الشرطة السودانية يوم الأحد الغاز المدمع لتفريق عشرات المتظاهرين وهم في طريقهم إلى سجن النساء بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وسط أنباء عن اعتقال العشرات من النساء.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأن عشرات المتظاهرين تجمعوا في منطقتي السوق والشهداء وسط أم درمان، استجابة لدعوة تجمع المهنيين وثلاثة تحالفات معارضة، من أجل تنظيم موكب لمساندة “النساء المعتقلات”.
وأضافوا أن المتظاهرين اقتربوا نحو مئة متر من السجن حيث تحتجز عشرات المعتقلات، لكن الشرطة أطلقت الغاز المدمع بكثافة وفرقت المتظاهرين.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن مئات النساء من فئات عمرية مختلفة وعددا من الشباب تجمعوا عند الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي في قلب مدينة أم درمان على مقربة من سجن النساء، وتوجهوا إلى مقر السجن وهم يرددون هتافات تندد بالوضع الاقتصادي وتطالب بإسقاط النظام.
ولا يوجد تقدير لعدد النساء المعتقلات منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، لكن منظمات وأحزابا تحدثت عن أن عددهن يتجاوز مئة معتقلة من الناشطات وعضوات أحزاب. (الجزيرة)
التعليق:
في نظام يدعي أنه إسلامي ويحكم بشريعة الله تعتقل النساء اللواتي اكتوين بنار الفساد وسياسة التجويع فخرجن يطالبن بحقهن في حياة كريمة تليق بالآدمي. وبدلا من أن يقوم النظام الذي يدعي أنه يطبق شريعة الله بدراسة أحوالهن ورفع الظلم عنهن ومعالجة الفقر والكف عن سياسة النهب والسلب والتجويع يقوم باعتقال العفيفات الطاهرات!
إن من صميم أحكام الشرع الإسلامي أن تسيّر الجيوش لإنقاذ امرأة… لا أن يتم اعتقال النساء من مختلف الأعمار والزج بهن في السجون بعيدا عن أولادهن وأسرهن.
عندما سمع عمر بن الخطاب أطفالا يبكون من الجوع قام بحمل الطحين لهم وطبخه ليسد جوعهم، فهل سمع عمر البشير وزبانيته صراخ الأطفال وهم يبكون فقد أمهاتهم؟! وماذا فعلتم إزاء ذلك؟!
إن هذه التصرفات الرعناء تثبت أن تمسّح النظام السوداني بالإسلام هو تمسح كاذب، ودعوى النظام لتطبيق الشريعة هي دعوى مخادعة وما يخدعون إلا أنفسهم. فمن يطبق الإسلام يحافظ على وحدة البلاد ولا يتخلى عن نصفها للنصارى! ومن يطبق الإسلام يقطع يد الغرب عن بلاده ولا يمد يده للبنك الدولي ليفقر شعبه وينهب خيرات بلده! ومن يطبق الإسلام يقضي على الفساد قضاء مبرما فلا يجعل من نفسه قائد عصابة الفاسدين، ثم يقول للناس اسمع وأطع ولو جلد ظهرك وأخذ مالك! ومن يطبق الإسلام يضع دستورا مستمدا من كتاب الله وسنة رسوله فلا يطبق دستورا وضعه الإنجليز والأمريكان!!
كفاكم خداعا فقد عرفكم الشعب على حقيقتكم.
كلمة أخيره إلى قادة الجيش والأمن: لا تقتلوا إخوانكم المسلمين فهم خرجوا من أجل أنفسهم ومن أجلكم فأنتم تعانون كما يعانون فلا تكونوا سوط النظام الذي يجلد ظهورهم، بل كونوا عونا لهم وأخرجوا أخواتكم وأمهاتكم من السجون والمعتقلات وأرجعوهن إلى بيوتهن معززات مكرمات، واضربوا بيد من حديد على النظام الجائر وسلموا الحكم لمن يطبق الإسلام حقيقة.
أسال الله العظيم أن يحفظ أهل السودان ويكفيهم شر الطغاة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أميمة حمدان – ولاية الأردن