ألم يشبع حقدك يا سيسي من دماء المصريين؟!
بدم بارد وفي صباح يوم الأربعاء 20 شباط/فبراير 2019 أعدم السيسي في خلال ثلاث ساعات ونصف تسعة مصريين في ريعان شبابهم بتهمة قتل النائب العام هشام بركات بعد محاكمة باطلة بنيت على اعترافات انتزعت تحت التعذيب بالكهرباء، بل إن ابنة هشام بركات مروة قالت عبر حسابها على فيس بوك: (…الولاد دول مش هما اللي قتلو بابا، وهايموتوا ظلم. الحقوهم واقبضوا على القتلة الحقيقيين) العربي الجديد. ألم تشبع بعد يا سيسي من دماء المصريين؟! ألم يروِ حقدك أنت وزبانيتك الدماء التي سفكتها في مجزرتي رابعة العدوية والنهضة اللتين لم يشهد مثلهما بلد في العصر الحديث؟! ألم تشبع من دماء الجنود الذين تزج بهم في حرب وهمية بسيناء ظاهرها محاربة (الإرهاب) وحقيقتها تأمين كيان يهود؟! متى تشبع من دماء المصريين؟! متى تشبع؟! أم أن غرورك أعماك وانغماسك في عمالتك لأعداء الأمة جرأك على دماء المصريين وأعراضهم وأموالهم؛ فريقا تقتل وتسجن فريقا، ومن بقي منهم حيا حرا يطاردهم شبح الفقر والجوع والخوف؟!
لقد سبقك طغاة أشد منك قوة وأكثر جمعا سفكوا دماء لم تسفك معشارها، فأين هم الآن؟ هل ترى منهم أحدا أو تسمع لهم ركزا؟! ستقف أنت وكل من ظلمتهم أمام الله وستحلف لله كما تحلف في الدنيا كذبا وتحسب أنك على شيء ولست على شيء، فاكذب كما شئت واقتل من شئت فلكل أجل كتاب، ولن تموت نفس أردتَ قتلها قبل أن تستوفي رزقها وأجلها وما قدر لها، وسيتبرأ منك ترامب وشيخ الأزهر أمام الله وسيلعن بعضكم بعضا.
لقد بلغت من الفجور مبلغاً إذ تستخف بعقول الشعب وتستهزئ بهم فتضع لهم دستورا تجعله وثنا من دون الله تقسم على عبادته وتأمرهم بعبادته وتقتل من أبى السجود له، ثم تبدل فيه وكأنه وثن صنعته من عجوة تأكل بعضه أو كله بيد وتقتل باليد الأخرى من أبى السجود لإلهك الذي صنعته بيديك، وتقسم أنك إن تريد إلا إصلاحا! فأي استخفاف هذا، أم أن هذه الدماء وهذا الاستخفاف بالعقول مقدمات تفتعلها أنت وأجهزتك الأمنية لتمرير سياسات تملى عليك من أمريكا؟ ففي كانون الثاني/يناير 2014 وقبل الاستفتاء على دستورك الذي تعدله اليوم، وبعدها في العام نفسه وقبل انتخابات الرئاسة ثم انتخابات مجلس الشعب في تشرين الأول/أكتوبر 2015، واليوم وقبل الاستفتاء على تعديل دستورك استفتاءات وانتخابات كلها سبقت بتفجيرات وسفك دماء وقتل ثم تتبعها صيحات من إعلامك تناديك بالعمل للقضاء على (الإرهاب). هل هي صدفة أم مكر مكرتموه في البلاد لترهبوا أهلها وتنشروا فيها الرعب وتوجدوا فيها حالة من البلبلة والاضطراب تمكنكم من تمرير تلك السياسات الفاشلة التي تحكمون من خلالها السيطرة على البلاد والعباد وتقدموهم على طبق من فضة لأعدائهم؟ وما حملكم على هذا إلا ضعف شوكتكم وقلة حيلتكم وتخبط سياساتكم وأن الأمة لفظتكم عن بكرة أبيها.
إن الأمة اليوم ليست هي الأمة التي حكمها أسلافك من عملاء أمريكا؛ لقد دب الوعي في الأمة على عمالتكم وعلى خططكم وخطط أسيادكم في البيت الأبيض للوقوف في طريق عودة الإسلام للحياة، ولكن هيهات هيهات لما تريدون، فستكون الغلبة لدين الله وللأمة وستعود لها خلافتها تملأ الأرض عدلا ونورا وأمنا، فيأمن في ظلها البشر كلهم والطير في السماء بإذن الله وإن غدا لناظره لقريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حامد عبد الله
2019_02_21_Art_Did_not_your_hatred_fill_your_anger_with_the_blood_of_the_Egyptians_AR_OK.pdf