Take a fresh look at your lifestyle.

حكام المسلمين يصمون آذانهم عن مصائب مسلمي تركستان الشرقية (مترجم)

 

حكام المسلمين يصمون آذانهم عن مصائب مسلمي تركستان الشرقية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

كعلامة على التضامن مع المسلمين الإيغور الذين يواجهون الاضطهاد في ظل النظام الشيوعي الصيني، نظم حزب التحرير في ماليزيا، “التضامن مع المسلمين الإيغور الـ111” الذي جرى بعد وقت قصير من صلاة الجمعة في 11 كانون الثاني/يناير 2019. وقد تجمع المتظاهرون في مسجد “تابونغ حجي” قبل أن يتوجهوا إلى السفارة الصينية، وساروا على طول الطريق من المسجد إلى السفارة الصينية مع التكبير المستمر والصلاة على النبي، وكان الهدف من الاجتماع هو توعية المسلمين في البلاد على المعاناة التي يواجهها المسلمون الإيغور في تركستان الشرقية، وكذلك حث الحكومة على اتخاذ موقف حازم من النظام الشيوعي الصيني حول الطغيان ضد المسلمين الإيغور، وأرسل الحزب وفدا للاجتماع مع السفير الصيني في ماليزيا لتقديم رسالة صارمة لإنهاء اضطهاد المسلمين الإيغور واستعادة حقوقهم التي أنكرها النظام الشيوعي الصيني بيد أن السفارة الصينية رفضت استقبال الوفد.

 

التعليق:

 

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من مليون من مسلمي الإيغور يجبرون على الدخول إلى معسكرات الاعتقال في الصين وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، وذكر التقرير أيضا أن هناك محتجزين تعرضوا للتعذيب حتى الموت، وذكرت بعض وسائل الإعلام الدولية أيضا أن السجناء أجبروا على تناول الأطعمة والأشربة المحرمة، وبعد فترة إنكار طويلة، تعترف الحكومة الصينية أخيرا بوجود المخيمات وبررت أنها مخيمات أسست بهدف “إعادة تثقيف” مسلمي الإيغور، وقد عادت القضية المتعلقة بالإيغور إلى الظهور بعد أن سمع رئيس الوزراء الماليزي تون مهاتير محمد محنتهم مؤخرا فقرر تحرير 11 من المسلمين الإيغور المحتجزين في ماليزيا ورفض تلبية مطالب الصين بتسليمهم لها، وقد أنقذ هذا العمل أرواح هؤلاء الإخوة المسلمين، ولكن ماذا عن معاناة مسلمي الإيغور المتبقين الذين يواجهون القمع المنهجي من النظام الصيني في شينجيانغ المستمر لعقود؟

 

يقع إقليم تركستان الشرقية ذاتي الحكم في شمال غرب الصين وتبلغ مساحته 1.6 مليون كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانه 21 مليون نسمة حيث 46% منهم من المسلمين الإيغور، لقد استمر الاضطهاد والتمييز ضد المسلمين في المنطقة لفترة طويلة جدا دون الحصول على التغطية الإعلامية المناسبة، واستنادا إلى تميزه الجغرافي السياسي وارتفاع عدد السكان المسلمين فيه، تشعر الصين بقلق بالغ إزاء الوضع في الإقليم، وتدرك الصين جيدا أن مشاعر المسلمين هناك لا تزال سليمة على الرغم من أن الشيوعية سيطرت على المنطقة لعقود عديدة، والواقع أن المسلمين في المنطقة يتوقون لعودة الحكم الإسلامي، وذلك بالاستناد إلى مختلف المناطق التي كانت في تركستان الشرقية على مر السنين، مما أدى إلى زيادة الضغط على حكام الصين، ولكن الإسلام متجذر في أعماق قلوب مسلمي الإيغور، ومع الواقع الإضافي الذي شهدته السنوات الأخيرة، وهو تنامي الوعي الإسلامي في آسيا الوسطى، أصبحت المنطقة مصدر قلق للدول المحيطة بها. يصف روبرت د. كابلان آسيا الوسطى بقوله “في آسيا الوسطى، في هذا الجزء من العالم، الإسلام هو أكبر جاذبية بسبب دعمه أولئك المضطهدين”، وإلى جانب منع نمو الإسلام في تركستان الشرقية، فإن سياسة الصين الخاصة بتشديد قبضتها على المنطقة تكمن في أنها لها أيضا أهمية كبيرة بالنسبة لها، تركستان الشرقية هي واحدة من المخازن الإقليمية للصين وذات أهمية عسكرية استراتيجية بالإضافة إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية، وأيضا، فإن مبادرة “حزام واحد – طريق واحد” التي اتخذتها الصين مؤخرا تضع  تركستان الشرقية في وسط الجهود.

 

بالنسبة للأمة الإسلامية، فإن قضية المسلمين في تركستان الشرقية تشبه قضية المسلمين في فلسطين وجنوب تايلاند وكشمير وأراكان في ميانمار وجنوب الفلبين، هذه هي المناطق التي استعمرت فيها البلاد الإسلامية مباشرة من الكفار والمعترف بها من الأمم المتحدة! في الإسلام، هذه المناطق هي بلاد إسلامية يجب تحريرها، ولكن للأسف، لم يتحرك اليوم أي من حكام المسلمين لتحريرها على الرغم من كل المناشدات ـ والعملاء يقنعون أنفسهم بالمحادثات الدبلوماسية التي لا تحقق أي حل ناجع، ولا يزال المسلمون في هذه البلاد المستعمرة يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب والقتل، ولم توجد هذه المشكلة إلا بسبب تفكك العالم الإسلامي إلى دويلات كرتونية عن طريق الحدود الوطنية الزائفة، يجب على المسلمين أن يدركوا إمكانات الأمة، فالموارد البشرية والطبيعية للبلاد الإسلامية تتجاوز قدرة أي قوة عظمى موجودة على هذه الأرض اليوم، ولا يمكن تحقيق توحيد هذه الإمكانيات إلا بالوحدة وتوطيد الجانب الروحي والسياسي للإسلام تحت ظل الدولة الإسلامية (دولة الخلافة)، إن وحدة المسلمين في ظل الخلافة ستكون لها كفة كبيرة في ميزان القوى في هذا العالم، وسيكون المسلمون أحرارا من الهيمنة الغربية ولن يجرؤ الكفار أبدا على المساس بالمسلمين الذين يعيشون في بلادهم، وهذه البلاد الإسلامية المستعمرة ستحررها الخلافة، وبالتأكيد فإن الإسلام سينتشر بالدعوة والجهاد، وسيتذوق العالم أخيرا عدالة واستقرار الحكم الإسلامي، أيها المسلمون الأعزاء، إن مشكلة مسلمي تركستان الشرقية هي مشكلتنا جميعا، ومن مسؤوليتنا حلها وذلك بتمكين وإقامة السلطة السياسية التي ستحرر إخوتنا وأخواتنا وتعم نعم الإسلام في جميع أنحاء العالم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور محمد – ماليزيا

2019_03_04_TLK_1_OK.pdf