احتجاجات الجزائر
(مترجم)
الخبر:
كان عشرات الآلاف من الجزائريين يحتجون في العاصمة ومدن جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع، ردا على خطة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتمديد حكمه الذي دام 20 عاماً بالسعي لولاية خامسة.
كان المحتجون يطالبون بوتفليقة، 81 عاما، بإسقاط نيته في إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 18 نيسان/أبريل. عانى بوتفليقة من سكتة دماغية في عام 2013، ولم يُشاهد علناً إلا بضع مرات منذ ذلك الحين ولم يلقِ أي خطابات معروفة منذ سنوات.
على الرغم من التدفق النادر للمعارضة العامة، قال مدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال إن الرئيس سيقدم أوراقا رسمية لإعادة الانتخاب في 3 آذار/مارس قبل 15 يوماً من التصويت.
وكشفت لقطات مسربة لمحادثة بين سلال ورجل الأعمال الجزائري علي حداد أيضا، حيث قال سلال إنه سيكون مستعدا لإطلاق النار على المتظاهرين إذا لزم الأمر، على الرغم من أن منظمي الاحتجاج يؤكدون على طبيعتهم السلمية للمظاهرات. (ميدل إيست مونيتور 2019/02/27).
التعليق:
تظهر احتجاجات الجزائر الأخيرة أن الأمة قد سئمت من الاستبداد السياسي والاقتصادي المفروض عليها منذ عقود.
لقد عانى جيل الشباب على وجه الخصوص، بشكل كبير، من نظام بوتفليقة؛ حيث فرص العمل شحيحة مع وجود الآلاف من الشباب المؤهلين غير القادرين على العثور على عمل، ولكن يواجهون ارتفاع تكاليف المعيشة. في هذه الأثناء، واصلت النخبة الفاسدة الاستفادة من ممتلكاتها الخارجية وبيع نفط البلد إلى الحكومات الأجنبية.
لطالما دعا شعب الجزائر إلى أن يكون الإسلام جزءاً من نظام حكمه. في عام 1991 تم تأمين الجولة الأولى من الانتخابات من الحزب الإسلامي، الجبهة الإسلامية للإنقاذ. ورداً على ذلك، استولى الجيش بسرعة على السلطة وحظر الحزب في عام 1992 وسرعان ما انزلق البلد إلى حرب أهلية وحشية أدت إلى مقتل أكثر من 200 ألف جزائري بحلول عام 1999.
ترك عدم الاستقرار اللاحق أثراً مدوياً على المجتمع في الجزائر، الذي ذكره الكثيرون على أنه السبب في عدم وقوع الجزائر ضحية للانتفاضات التي حدثت في تونس عام 2010 وفي دول أخرى في العالم العربي.
لكن المظاهرات السلمية الأخيرة هي علامة على أن الناس لديهم ما يكفي من الصمت والقمع. ولكن هناك جيل جديد آخذ في الظهور وبإرادة الله سيطلبون تطبيق الشريعة الإسلامية، ويزيلون أغلال النظام القديم ويعيشون حياة من الفرص والتقدم، والتي ستتحقق من خلال تطبيق الإسلام بشكل كامل.
إننا في عصر الاضطرابات، وقد أصبح انعدام الأمن وسفك الدماء شيئا أساسيا، ومع تقدمنا كأمة إلى الوحدة السياسية في ظل الحكم الإسلامي، قد تواجه البلاد الإسلامية المزيد من المقاطعة والاعتداء. في ضوء هذا يجب علينا أن نضمن أن النفس الإسلامية حازمة في رفضها للعلمانية والديمقراطية الليبرالية. يجب أن تكون قيمة الشريعة كأفضل نظام واضحة من الأساس الفكري والإسلامي في عقول المسلمين، ويجب على كل مسلم أن يخاف من أن يسيطر الوهن (حب الحياة والخوف من الموت) في قلبه.
يجب أن يرفع الإخوة والأخوات في جميع أنحاء العالم أصواتهم دعما لأمتنا في الجزائر، وأن نشجع رجالنا ونساءنا، كبار السن والشباب على استخدام علمهم ومعارفهم الإسلامية ومهاراتهم وفهمهم الإسلامي المبدئي لدعم الدعوة إلى الخلافة على منهاج النبوة، والتفكير أبعد من تأمين مصالحنا المحلية.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن