Take a fresh look at your lifestyle.

الموقف الدولي من حراك الجزائر واضح لا لبس فيه

 

الموقف الدولي من حراك الجزائر واضح لا لبس فيه

 

 

 

الخبر:

 

 نشرت صحيفة القدس العربي الخميس 2019/03/07م، مقالا تحت عنوان “حراك الجزائر وتناقضات الموقف الدولي”، جاء فيه: “ثمة غموض كبير يكتنف طبيعة الموقف الدولي والإقليمي مما يجري في الجزائر”، “كشفت فرنسا عن متابعتها للتظاهرات الجارية، واعتبرت أن الأمر يرجع للجزائريين في تحديد مستقبلهم”، “أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد دعت إلى احترام حق التظاهر، وحملت نفس الموقف الفرنسي فيما يخص قضية المتابعة والمراقبة للوضع. فيما دعت المفوضية الأوروبية إلى احترام حق التعبير والتجمع في الجزائر”.

 

التعليق:

 

 إنه من المؤسف أنه منذ أن أسقطت دولة الخلافة والأمة الإسلامية غائبة تماما عن الساحة الدولية، ولم تعد هي صانعة القرار في الموقف الدولي ولا تملك حتى إمكانية التأثير فيه، بل أصبح الموقف الدولي تسيطر عليه غرابيب سود، دول استعمارية ما كان ينبغي أن يكون لها وجود لولا غياب دولة الحق دولة الخلافة، فجعلت من دويلات العالم الإسلامي مستعمرات تابعة لها، يتعاملون معها وكأنها جزء من بلادهم، ولذلك تراقب هذه الدول ما يجري في بلاد المسلمين بحذر شديد، فما يجري هناك يؤثر بالقطع على مصالحهم ونفوذهم، وما يدل على خطورة ما يجري في الجزائر الآن على فرنسا على سبيل المثال ما صرح به مسؤول فرنسي الأسبوع الماضي قائلا: إنه إذا اشتعلت الجزائر فيجب الخوف على الجميع، لقد أصبحت هذه الدول الاستعمارية هي التي تلعب على الساحة الدولية وهي التي تتخذ القرارات المصيرية بحق بلاد المسلمين، وأصبحت مواقفها تتشكل بحسب مصالحها في بلاد المسلمين وقدرتها على تنصيب رجالاتها في مراكز صنع القرار، فيسهلوا لها نهب قوت الأمة وسرقة مواردها وثرواتها التي حباها الله سبحانه وتعالى بها من دون الأمم.

 

إن فقدان هذه المستعمرات وما تدره من ثروات طائلة، هو وحده سبب كاف يجعل الغرب المستعمر يقف بشكل صارم، لا مساومة فيه ولا حلول وسط، ضد أي حراك للأمة، ناهيك عن إدراك هذه الدول الاستعمارية وتخوفها من أن ذلك الحراك وتلك الثورات ليست إلا بوادر تشير إلى أن الأمة الإسلامية باتت تعي أن نهضتها ورقيها لن يتحققا إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستوحد بلاد المسلمين وستعود أمة الإسلام أمة واحدة من دون الناس، تحتكم إلى شرع ربها الحنيف، وهذا ما سيقضي على وجود تلك الدول الاستعمارية في بلادنا قضاء مبرما، ولن تعود هذه الدول تؤثر في الموقف الدولي بل ستفقده، وسيترنح وجودها على الساحة الدولية.

 

وعلى هذا الأساس فإن الموقف الدولي من حراك الجزائر وأي حراك في بلاد المسلمين هو موقف واضح لا لبس فيه ولا تناقض، فالغرب الكافر يقف في وجه محاولات الأمة للنهوض ويسعى لإفشال أي حراك فيها، إلا أن صراع تلك الدول حول مصالحها الاستعمارية في بلادنا، يوحي بوجود التناقض، فهم متفقون على محاربة الإسلام والمسلمين والعمل المتواصل للحيلولة دون عودة الإسلام إلى واقع الحياة من خلال دولة الخلافة، إلا إنهم يختلفون في تقاسم بلاد المسلمين وثرواتها ومناطق النفوذ.

 

إن ملة الكفر واحدة، وتآمر دول الكفر على المسلمين اليوم يشبه إلى حد بعيد تآمر قريش ويهود على النبي r وصحبه رضوان الله عليهم يوم الأحزاب، فرد الله كيدهم إلى نحورهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم، واليوم نحن على موعد مع ظهور الحق من جديد، فيزهق باطل الدول الاستعمارية إن الباطل كان زهوقا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل

2019_03_11_TLK_3_OK.pdf