Take a fresh look at your lifestyle.

حراش الجزائر تفضح عن مكنون القلب

 

حراش الجزائر تفضح عن مكنون القلب

 

 

الخبر:

 

من قلب الجزائر (مقاطعة حراش – العاصمة) تعلو أصوات المتظاهرين مطالبة بإقامة دولة الإسلام، فأين الإعلام من المطلب الحقيقي والوحيد لأمة الإسلام؟ (https://youtu.be/v8XO3SxSGYw)

 

التعليق:

 

سنوات مرّت على اندلاع الثورات ضد الأنظمة القمعية في عدد من الدول العربية، ولا يزال السلم والاستقرار بعيدي المنال. أدى تفكك الأنظمة السياسية في هذه الدول إلى دخولها في عمليات انتقالية صعبة برز فيها العنف دائماً كأحد الاحتمالات الخطرة. ولكن الغرب استغل ما آلت إليه الثورات في مراحلها الحالية لتخويف الأمة الإسلامية بأن مصيرها الدمار وأن هذه الثورات لا تجلب إلا الدمار والرعب لأهلها!!

 

وها هي الجزائر الآن تعلو أصوات أهلها يريدون الانعتاق من هذه الأنظمة التي ما جلبت إلا الذل والهوان…

 

تهتف الجماهير بأعلى صوتها “الشعب يريد دولة إسلامية”، تريد نظاما إسلاميا يحميها من خبث وفساد هذه الأنظمة العميلة. الشعب تحركه عقيدة راسخة رسوخ الجبال مهما حاول الغرب التعتيم على رغبته إلا أن الحناجر تفضح مكنون العقل والرغبة بالعودة إلى الحياة التي يرتضيها الله لنا لا غير.

 

ها هم أهل الجزائر أيها الإعلام الغربي والعربي يكذبونكم ويثبتون للعالم أجمع أن أضواء كاميراتكم العالية على أخباركم الملفقة هي لإسقاط صوت الأمة الإسلامية وإفشال مشروعها.

 

ويثبتون للعالم كله بعد أن شاهدوا قمع وهدم الثورات على رؤوس أصحابها بأنهم لا يخافون في الله لومة لائم.

 

إن حراك الشارع الجزائري أبهر العالم بتنظيمه وتلاحم أفراده ضد الظلم والاستعباد وسلميته حتى الحصول على ما يؤمن له عيشا رغيدا عادلا، وهو يعلم أنه يملك نظاما إسلاميا راقيا يؤمن له الحياة الكريمة التي ترضي الله وعباده.

 

لقد ابتليت الشعوب الإسلامية وكتمت أصواتهم التي كانت وما زالت وقود ثوراتهم، لكن لا يمكننا إغفال حقيقة أن هناك أصواتاً مخلصة تبذل قصارى جهدها لإيصال صوتها ومبدئها وتدافع عن إسلامها وهويتها، مقاومةً كل الإغراءات، متحملة شظف الحياة ووحشة الغربة…

 

التاريخ يعيد ويكرر نفسه وتبقى الحقيقة الخالدة واليقينية والثابتة أن الأمة الإسلامية باقية ومبدأ الإسلام هو القائم بإذن الله، والأنظمة الفاسدة ستنهار وتتفكك، وتبقى الأمة هي الحكم والطرف الأقوى في المعادلة مهما حاولت كل أو معظم الأطراف تحييده…

 

فيا أهلنا في الجزائر:

 

نهيب بكم أن تستفيدوا ممن سبقكم وأن تثبتوا على ثوابت دينكم وقواعده المتينة ولا تسمحوا لأحد بشق صفوفكم وركوب ثورتكم، فأنتم ذوو خبرة لما حدث معكم سابقا وكيف أن الغرب الماكر سرق رغبة الشعب بعد فوزه بصناديق الاقتراع.

 

 إن الثائر الحقيقي لا يعرف ولا يتقن فنون المساومة على المبادئ والحقوق ولا يستسيغ منطقية الحلول الوسط، ويعلم علم اليقين أن الحل الوسط دائماً ما يكون الرابح فيه هو من يمتلك قوة المال والسلاح بشتى أنواعه ومستنداً على حليف يمده بأسباب ووسائل الاستمرارية في النضال والوصول لنهاية الطريق الذي يريده صاحب التمويل.

 

أما النظام الإسلامي فهو الوحيد الذي يعيد للمسلمين كرامتهم وعزهم ويحمي كل العالم من القهر والظلم…

 

هذه الصعوبات التي تتعرض لها الأمة الإسلامية دليلٌ على أنّه يحمل ملامح النهضة الحضارية، التي سيكون مآلها نصر هذه الشعوب المستضعَفة، وتمكين قوى الخير والحق لأنْ تتولّى زمام الأمور. كما أنّه دليلٌ على أن المسيرة طويلة والصعوبات التي ستلاقيها الشعوب لن تنتهي عند انقلاب هنا، أو مجزرة هناك؛ بل هناك مشاكل وأمراض أكبر وأعمق لم تظهر على السطح بعد. وها هي الجزائر أضفت على الربيع العربي صفاءً وقوةً ومتانةً، والاستجابة لها سوف تنقل هذه الشعوب المستضعَفة إلى مرحلة تفوّق حضاريّ وقيادة بشرية بانت ملامحها، بحمد الله.

 

إن النظام العالمي الرأسمالي يحتضر، والنظام العالمي الجديد يتشكل هذه الأيام، ولن يكون النظام الجديد بمواصفات بريطانية ولا غيرها من القوى المتصارعة، وسيأتي من رحم قانون العواقب غير المحسوبة. وبإذن الله منتصرون.

 

قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

 

 

2019_03_15_TLK_2_OK.pdf