Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب الفتنة التي تموج كموج البحر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

باب الفتنة التي تموج كموج البحر

 

 

 

     نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب الفتنة التي تموج كموج البحر”.

 

    حدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفرعن شعبة عن سليمان، سمعت أبا وائل قال: قيل لأسامة ألا تكلم هذا؟ قال قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله“.

    إن من أعظم نعم الله علينا أن خلقنا مسلمين موحدين، وأمرنا باتباع منهجه القويم، فميّز هذه الأمة عن غيرها من الأمم بأن طلب منها أن  تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وجعل هذا فرضا عليها، فاستحقت أن تتميز وأن تكون خير أمة أخرجت للناس. ولكن من يتأمل حال الأمة في هذه الأيام يحزن قلبه وتدمع عينيه من هول ما يرى من عجزها. فالأمة أصبحت مستضعفة تداعت عليها الأمم من كل حدب وصوب. ولكن للحقيقة والإنصاف كان من الممكن أن نتدارك هذا الضعف وهذا الخنوع إذا ما وقفت الأمة ومن أمامها علماؤها موقف الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، موقف الداعي إلى تحكيم كتاب الله على عباد الله في أرض الله. إلا أن هذا لم يحدث إلا ممن رحمه الله وهم قليل لا يظهر صوتهم في الإعلام.

 

أيها المسلمون:

 

     كان خليفة المسلمين فيما مضى من الزمان يحسب للعالِم ألف حساب وحساب، فيتجنب الصلاة في بعض المساجد كي لا يراه العالم فيأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ويحاسبه، وقد علق الإسلام على العالم بالذات هذا الأمر العظيم، فهو حجر الزاوية في دولة الإسلام، فبقوته وجرأته في قول كلمة الحق تكون الدولة قوية عزيزة منيعة، وبضعفه وهوانه وجبنه تذل وتضعف فهو صمام الأمان بالنسبة لها. فماذا تقولون في عالم هذا الزمان الذي لم يكتفِ بالسكوت عن قول الحق والجبن والخنوع والخوف؟! لقد وصلت الجرأة على دين الله من بعضهم أن يأمر بالمعروف ولا يلتزم به، وينهى عن المنكر ويأتيه. بل بتنا نرى منهم من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، فأي جرأة هذه على الله ورسوله r؟! بل وأي وقاحة؟ لذلك استحق عقاب الله بأن يجرجر أمعاءه في النار فيطحن فيها كطحن الحمار.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم