Take a fresh look at your lifestyle.

أيها الأهل في الجزائر: ألا إن حبل الله هو المتين فتمسكوا به واقطعوا حبال الغرب التي تخنقكم

 

أيها الأهل في الجزائر: ألا إن حبل الله هو المتين

فتمسكوا به واقطعوا حبال الغرب التي تخنقكم

 

 

 

الخبر:

 

خلال أسابيع من المظاهرات المتواصلة في الجزائر رفضا لاستمرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورموز نظامه في الحكم، كان الجزائريون يرددون شعارات ضد مجموعة من رجال الأعمال المتنفذين المستفيدين من علاقاتهم القوية مع السلطة.

 

غير أن هذه الشعارات لم تكن تجد طريقها للبث على القنوات التلفزيونية الخاصة، بسبب ملكيتها لهذه الفئة من رجال الأعمال المقربين من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظامه المستفيد من توظيف السلطة والمال والإعلام.

 

صحيفة لوموند الفرنسية وفي عددها الصادر أمس السبت كشفت النقاب عما أسمتها “الأولغارشية” حكم الأقلية حيث تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة تمتلك المال أو النسب أو السلطة العسكرية- المقربة من بوتفليقة. (الجزيرة نت، 2019/03/24م)

 

التعليق:

 

الأولغارشية: حكم الأقلية حيث تكون السلطة السياسية محصورة بيد فئة صغيرة تمتلك المال أو النسب أو السلطة العسكرية. ربما يكون المصطلح غريب الاسم (الأولغارشية) ولكنه واقع مألوف للغاية في البلاد الإسلامية. حيث لا يكاد يوجد بلد إسلامي إلا وفيه هذا الواقع قد تجذر في الحياة والدولة بعد هدم الدولة العثمانية وإنشاء دويلات ونظم سايكس وبيكو.

 

تركز المال والسلطة في يد مجموعة أو عائلة ومن ثم تحكمهم بقطع شريان الحياة عن طريق التحكم بمصادر القوة من جيش وقضاء وإعلام ومال.

 

العجيب في الخبر أنه يقول إن صحيفة لوموند الفرنسية قد كشفت النقاب عن حكم هذه الأقلية للحياة والناس في الجزائر، وكأن الأمر سر خطير وغير مكشوف وكأنه واقع غير محسوس ولا ملموس ولا مكشوف لدى الشعب في الجزائر! ذلك الشعب الجزائري المنكوب بحكامه، الذي حاول كثيرا مقاومة هذه الطبقة المتحكمة بمصيره ومن يدعمونها ويقفون وراءها من الأوروبيين المستعمرين دون النجاح بالانعتاق منها، ودفع في سبيل ذلك الملايين من أبنائه.

 

ثم ما الذي يفرق الجزائر عن باقي الدول المحيطة في العالم العربي؟ أليس الحال نفسه مِنْ تحكُّم قلة مدعومة مباشرة من بريطانيا أو أمريكا أو فرنسا؟

 

النقاب مكشوف والواقع ينطق بوضوح عما يعانيه المسلمون هنا وهناك في كل دولة أو قل دويلة. قلة عميلة مربوطة بحبال مع دول الغرب، يرزحون في حدود سايكس بيكو ليُبقوا المسلمين مقسمين ومشرذمين في دويلات ضعيفة يسهل على الغرب إركاعها واستغلال خيراتها ومقدراتها. وإذا لم تع شعوبنا أن مشكلتنا هي في الأنظمة التي تحكمنا وبتلك الحبال التي إن لم تقطع فإن كل محاولة خلاص ستبوء بالفشل الذريع.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور فرج ممدوح

2019_03_26_TLK_1_OK.pdf