Take a fresh look at your lifestyle.

وراء الأكمة ما وراءها

 

وراء الأكمة ما وراءها

 

 

 

الخبر:

 

وصف خبراء ومختصون مخرجات القمة الثلاثية التي شهدتها القاهرة، بين رئيس نظام الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بأنها لم تأتِ بجديد يخصّ القضايا العربية الساخنة، بما فيها البند الخاص بقضية فلسطين.

 

وأكّد المختصون أن إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقده في ختام القمة للقادة الثلاثة، والاكتفاء ببيان صحفي تم توزيعه على وسائل الإعلام، يؤكد أنهم فشلوا في التوصل لأهم موضوع مطروح على جدول أعمالهم، وهو قضية عودة سوريا للجامعة العربية. (عربي21، 2019/03/24م)

 

التعليق:

 

جرت عادة الإعلام ترقب البيانات الختامية لأي لقاء على مستوى قادة الدول لمعرفة ما تمخض عنه، ولكن الإعلام والإعلاميين ليسوا سياسييّن، يقعون في خطأ المساواة بين اللقاءات بين قادة الدول؛ فهم يصعب عليهم إدراك أن حكام المسلمين ليسوا صنّاع القرار ولا توجد عندهم مشاريع سياسية إقليمية أو دولية يعملون على تحقيقها، بل هم عملاء بيد القوى العظمى في العالم، ودورهم الوحيد هو تنفيذ مشاريع تلك الدول، ولقاءاتهم هي مجرد تقسيم للأدوار بينهم لتنفيذ تلك المشاريع… والخبر الذي بين أيدينا هو مثال على ذلك، هؤلاء الرويبضات الثلاث، اثنان منهم عملاء لأمريكا (العراقي والمصري)، وثالثهما عميل إنجليزي لا يجرؤ على قول لا لسيدة العميلين الآخرين، فحياة النظام في الأردن بأيدي الدول المانحة له بأسباب الحياة، مثل العراق التي تزوده بالنفط الذي لا يستطيع تسديد ثمنه، ومصر السيسي هي قاعدة أمريكية ودولة محورية لتنفيذ مشاريع أمريكا في المنطقة، وخصوصا قضية فلسطين ومشروع أمريكا المتعلق بها الذي يطلق عليه صفقة القرن.

 

إن الأهم من اللقاء الشكلي لهؤلاء الرويبضات الثلاث هو اللقاء الذي سبقه، وهو لقاء وزراء خارجية ورؤساء مخابرات هذه الأنظمة، وهم الذين يسند لهم بالعادة تنفيذ ما يطلب منهم سيد الأنظمة العميلة مثل هذه الدول الثلاث، وهنا يكمن الحدث الحقيقي، وبينما يتحدث الجميع عن صفقة القرن وتوقيت الإعلان عنها في وسائل الإعلام، فإن لقاء كهذا لا يخرج عن هذا السياق، فقد قال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية في إسطنبول ممدوح المنير: “إن صفقة القرن سوف يُعلن عنها في أعقاب الانتخابات الصهيونية في 9 من نيسان/أبريل القادم”، كما صرح بذلك كوشنر كبير مستشاري ترامب وصهره، وبالتالي فتحركات السيسي جميعها تدور داخل هذه المساحة التي تطلبها صفقة القرن، خصوصا وأنه يعمل كوكيل لأمريكا والسعودية والإمارات لتنفيذ الصفقة، وقد أضاف ممدوح: “إن الأردن يُراد له أن يتخلى عن تبعية المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية ويقبل بضم الضفة لها؛ لإنهاء القضية الفلسطينية، وملك الأردن يعلم أن خطوة كهذه قد تتسبب في زعزعة أركان ملكه؛ وبالتالي هو بين شقيّ رحى كما يقولون، ضغوط اقتصادية لا يتحملها اقتصاد الأردن، وضغط شعبي لن يتحمله كذلك في حال موافقته على تمرير الصفقة”.

 

يجب على الأمة قاطبة الوقوف في وجه القادم الذي يُراد منه تصفية قضية الأرض المباركة، ويجب عليهم عدم السماح لهذه القضية بأن تكون ورقة انتخابية لرأس الكفر ترامب للفوز في دورة انتخابية ثانية، ورئيس كيان يهود للفوز في انتخاباتها القادمة، وأن يتم فضح هذه المخططات قبل الإعلان عنها من أجل إحباطها، ويجب على أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين الإطاحة بحكام المسلمين الرويبضات عملاء الغرب الكافر، وتسليم السلطة للمخلصين من هذه الأمة، حزب التحرير، من أجل إقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهي السبيل الوحيد لإفشال جميع مخططات الغرب ضد الأمة الإسلامية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

2019_03_26_TLK_3_OK.pdf