Take a fresh look at your lifestyle.

آنَ أنْ تتحول عواصفنا العاطفية إلى عواصف عاتية من الأعمال السياسية

 

آنَ أنْ تتحول عواصفنا العاطفية إلى عواصف عاتية من الأعمال السياسية

 

 

 

الخبر:

 

جرائم دول الكفر الصليبية على المسلمين…

 

التعليق:

 

إن أشكال وحجم الجرائم المستمرة التي تقوم بها دول الكفر الصليبية أكثر وأكبر من أن تخفى على أحد من المسلمين على وجه الأرض، فقد أزهقوا أرواحنا وهتكوا الأعراض وشوهوا الأجساد، واحتلوا بلادنا وعذبونا في السجون وشردونا، ودمروا الكثير من مدننا وقرانا ومساجدنا ومدارسنا وبيوتنا، ونهبوا أموالنا وخيراتنا، ودعموا حكامنا الطغاة بأسباب البقاء في الحكم للاستمرار في الظلم والطغيان لقهرنا، واستهدفوا الإسلام ولا زالوا يستهدفونه وتطاولوا على الإسلام وعلى رسوله الكريم والقرآن العظيم ولا زالوا يتطاولون… فالجرائم الصليبية كانت وما زالت في أماكن كثيرة قبل مجزرة المسجدين في نيوزيلندا وأثناءها وبعدها، وما نعلمه ويجب أن تعلمه الأمة الإسلامية أن دول الكفر الصليبية مستمرة وتخطو خطوات سريعة في استهدافها الأمة الإسلامية أرضاً وإنسانا وعقيدة وأحكاماً، فهي وإن تصارعت فيما بينها على المصالح فهي على قلب رجل واحد في الحرب على الإسلام والمسلمين حقدا – ضارب الجذور في أعماق التاريخ – وأملا واهماً منهم في إجبار الأمة الإسلامية على الاستسلام والتنازل عن الإسلام الذي يرون فيه – وهو كذلك – بأنه المحفز الأقوى للمسلمين والمحرض الفعلي الخطير لهم على الوقوف في وجه مخططاتهم وإفشالها وعلى التضحية بالمال والنفس والولد لنصرة الإسلام وقضايا الأمة ومقاومة الاستعمار ودحر الكافر المستعمر مهما كانت قوته ومهما بلغ جبروته وطغيانه…

 

والأمر الذي يجب على الأمة أن تعلمه أيضا هو أن حكام بلاد المسلمين بتبعيتهم وعمالتهم للغرب الصليبي وبمحاربتهم لمشروع نهضة الأمة الإسلامية المتمثل باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة، هم الذين زادوا من شهية دول الكفر في استعباد شعوب المسلمين وقهرهم وهم الذين زرعوا عند قوى الغرب الصليبي الأمل في إمكانية انتزاع الاستسلام من الأمة والتنازل عن عقيدتها الإسلامية لصالح عقيدة الكفر العلمانية بعد هدمهم لدولة الخلافة وإيقاف تأثير الإسلام في المواقف الدولية وإخراجه من الساحة الدولية مستفيدين في ذلك من سكوت الأمة الطويل عن إقصاء الإسلام من واقع حياتها كمنهج للحياة وطريقة للعيش وتأخر اتخاذها من قضية إعادة الخلافة كيانها السياسي الشرعي الوحيد قضية مصيرية لها.

 

والأمر الثاني الذي أغراهم وزاد من إصرارهم على استهداف ديننا ومقدساتنا وأرواحنا وبلادنا وثرواتنا هو قبول أفكار الكفر من علماء فاسدين أخذوا على عاتقهم نشر تلك الأفكار وتسويقها والدعوة لها على أنها من الإسلام أو لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية وما انبثق عنها من أحكام؛ كالديمقراطية وحوار الأديان والدولة المدنية وغيرها من الأفكار، إلى جانب تلك الأحزاب والحركات المسماة إسلامية وتعمل للدولة المدنية العلمانية وتضلل المسلمين بقولها بالدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية تضليلا للمسلمين وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ومغازلة لدول الاستعمار الصليبي أملا بالرضا والقبول.

 

لقد أصبح واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار ولكل الدنيا أن دول الكفر الصليبية في الشرق والغرب توسع حربها على الإسلام والمسلمين مستخدمة كل الأساليب والوسائل وكل أدواتها، ومن جنودهم المخلصين في حربهم القذرة هذه حكام بلاد المسلمين، وعلماء فاسدون وكُتاب ومفكرون ضُبعوا بثقافة الكفار، وأحزاب وحركات وصولية نفعية رأسمالية متكسبة ارتضت لنفسها أن تكون جسورا للصليبيين…

 

فعلى الأمة الإسلامية أمام هذه الحرب الشرسة القذرة التي ستتعاظم في ظل هذا الواقع الأليم وغياب خليفة المسلمين، عليها وبسرعة وبدون أي تردد أو خوف، عليها أن تحول عواصفها العاطفية – التي تجتاح العالم بعد كل جريمة صليبية – إلى عواصف عاتية مستمرة من الأعمال السياسية القوية والمركزة، الجماهيرية منها وغير الجماهيرية؛ تتعرض فيها لكل حدث يهم المسلمين أينما كان، بل وتصنع الأحداث، لتزلزل بها الأرض من تحت أقدام الكافر المستعمر وتقف بها في وجه خيانة وتواطؤ حكام المسلمين، وتصنع أجواء تؤثر وتستميل بها قوى الأمة الحقيقية القادرة فعلا على نصرة الإسلام وعلى حماية المسلمين بانحيازها للأمة وقضاياها وعقيدتها وتخلصها من حكامها العملاء وتمكن الأمة من تنصيب خليفة واحد لها يقاتل من ورائه ويتقى به…

 

إن هذا الوقت العصيب لا يُقبل فيه البكاء والعويل والنحيب، ولا يعول فيه على العواطف والغضب ولا يكفي فيه الدعاء على الأعداء أو الدعاء للعاملين لنصرة هذا الدين بالتوفيق والسداد، بل إن هذا هو وقت استجابة الرجال الرجال لنداء الحق وبذل كل الجهود وتسخير كل الإمكانيات وتقديم التضحيات من أجل استرجاع سلطان الأمة وانتزاعه من الطغاة الذي اغتصبوه وإعادة كيان الأمة (دولة الخلافة) لرفع راية الدين وتلبية نداء المستجيرين والمستغيثين وقطع دابر الكفار والمنافقين، وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، ولنتذكر دائما قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ ممدوح أبو سوا قطيشات

2019_03_27_TLK_3_OK.pdf