Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب آكل الربا وشاهده وكاتبه

 

مع الحديث الشريف

باب آكل الربا وشاهده وكاتبه

 

 

وَقَوْلِهِ تَعَالَى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ آخِرُ الْبَقَرَةِ قَرَأَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ

 

الشروح

 

قَوْلِهِ: لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ قَالَ: ذَاكَ حِينَ يُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ. وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: تِلْكَ عَلَامَةُ أَهْلِ الرِّبَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُبْعَثُونَ وَبِهِمْ خَبَلٌ. وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاسَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا، لَكِنَّ آكِلَ الرِّبَا يَرْبُو الرِّبَا فِي بَطْنِهِ فَيُرِيدُ الْإِسْرَاعَ فَيَسْقُطُ فَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ الْمُتَخَبِّطِ مِنَ الْجُنُونِ. وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا أَنَّهُمْ لَمَّا قِيلَ لَهُمْ: هَذَا رِبًا لَا يَحِلُّ. قَالُوا: لَا فَرْقَ إِنْ زِدْنَا الثَّمَنَ فِي أَوَّلِ الْبَيْعِ أَوْ عِنْدَ مَحَلِّهِ، فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى.

 

منذ أن حرم الله الربا والخمر والميسر وغيرهما والمسلمون ملتزمون في الابتعاد عن كل ما حرم، ومن كان منهم يخالف ويرتكب إثم كانت الدولة تحاسبه وتردع عنه عقوبة الآخرة بإقامة العقوبات عليه في الدنيا، لكن ومنذ أن هدمت الخلافة أصبحنا مظلومين ليس لأننا لا نحتكم لنظام الإسلام فقط بل أيضا لأننا محرومون من إقامة الحدود فينا، أي أننا مجبرون أن ننتظر عقوبة الآخرة بالإضافة إلى أنه ليس هناك من يردع وهنا يسهل على النفس أن تتمادى في غيها، وهذا ما حدث بالتمام، فالبنوك الربوية زادت والتعامل معها مِن قِبل الأفراد أيضا زاد والأدهى من هذا كله أنهم أقامو بنوكا ولصقوا لها كلمة (إسلامي) ليحللوا عملهم ويدفعوا من تردعه نفسه عن التعامل مع البنوك الربوية وهو جاهل بواقعها للاقتراض منها، ظلموا أنفسهم وظلموا الناس معهم.


اللهم إنا نسألك دخلا حلالا لا تشوبه شائبة، ودولة تحكمنا بشرعك وتقيم فينا حدودك، وتقينا غضبك وسخطك .. اللهم آمين آمين

 

وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.