Take a fresh look at your lifestyle.

جهود عمران خان لدعم مودي تقوّض من قوة باكستان

 

جهود عمران خان لدعم مودي تقوّض من قوة باكستان

 

 

 

الخبر:

 

في اليوم الوطني لباكستان، الثالث والعشرين من آذار، أرسل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تهنئة للشعب الباكستاني وتمنياته الطيبة له. ورداً على ذلك، تجاهل عمران خان على عجل معاناة أهل كشمير وأشاد برسالة مودي، وقال خان “أرحب برسالة رئيس الوزراء مودي إلى شعبنا، بينما نحتفل بيوم باكستان… أعتقد أن الوقت قد حان لبدء حوار شامل مع الهند لحل جميع القضايا، لا سيما قضية كشمير المركزية”.

 

التعليق:

 

كان خان قد كافأ الهند على غاراتها الجوية العدوانية على باكستان بإعادة الطيار الهندي الأسير لبلاده، وقد استغلت وسائل الإعلام الهندية على الفور رد فعل خان وصورت باكستان كدولة ضعيفة تستسلم بسهولة للمطالب الهندية، وقد عزز هذا الحادث أيضاً من فرص مودي المرجوحة في الفوز في الانتخابات العامة القادمة ضد منافسه غاندي.

 

لقد كان تسليم الطيار للهند من دون الحصول على تأكيدات مكتوبة بشأن احترام السلامة الإقليمية لباكستان (على الأرض والمجال الجوي والطرق المائية) – على الأقل – خطأ فادحاً، والترحيب الآن برسالة مودي أسوأ من رش الملح على الجرح، فلا باكستان آمنة ولا كشمير، من خلال تبرير خان قراره الانهزامي القائم على حساب التفاضل والتكامل السياسي الضعيف، وهنا يكمن سبب فشله.

 

 ومن المعروف أن حملة إعادة انتخاب مودي كانت متعثرة في جانبين من أقوى ركائزه: الاقتصاد والأمن. فبعد خمس سنوات من حكم مودي، أصبح الاقتصاد الهندي في حالة ركود، وفشل في العديد من المحاولات لإنعاشه. وعلى قدم المساواة، كان سجله في الأمن بالسوء نفسه، فقد سبق هجوم بولواما، وهو نتاج صراع كشميري هدد أمن الهند – سبق ذلك هجمات أخرى عدة، وقد فشلت القوات الهندية في منعها. وفي أماكن أخرى من الهند، قام القوميون الهندوس المتعصبون بأعمال ضد المسلمين والنصارى مما أدى إلى انتهاك صارخ للقانون والنظام الداخلي. وبسبب هذين العاملين، أصبحت قاعدة مودي التقليدية فريسة سهلة لحزب المؤتمر، وتراجعت شعبية حزب بهاراتيا جاناتا.

 

أما بالنسبة للجيش الهندي، فهو في حالة سيئة للغاية، ولا يستطيع شن حرب ضد باكستان، فالجيش الهندي يعاني من ارتفاع معدلات الانتحار ومن نقص في الذخيرة ومن النزاعات المستمرة حول الأجور، وبالإضافة إلى ذلك، أدت الاعتداءات الجنسية التي قام بها كبار الضباط ضد أزواج الضباط الصغار إلى إيجاد خلل في الثقة بين الرتب في صفوف الجيش، فكل هذا ساهم في انخفاض الروح المعنوية عند الجيش الهندي.

 

بناءً على ما تقدم، كان يجب على خان أن يعلم أن مودي لم يكن في وضع يسمح له بالتفاوض على أي تسوية بشأن كشمير، لأن حكم مودي محفوف بالمخاطر وليس لديه تفويض كاف لإيجاد حل في كشمير، وبالتالي فإن ذروة السذاجة السياسية أن يطلب خان من مودي مراراً وتكراراً التفاوض حول كشمير، ولم يكن من الحكمة أن يسلّم خان الطيار للهند دون الحصول على تنازلات لباكستان والكشميريين.

 

وكان بإمكان خان أن يستغل بسهولة المعنويات الضعيفة للجيش الهندي في ظل امتلاك باكستان للأسلحة النووية للمطالبة بضمانات صارمة من الهند، مثل الوقف الدائم لإطلاق النار عبر خط السيطرة، وانسحاب الجنود الهنود من كشمير، وعودة الباكستانيين الذين يعانون في السجون الهندية، ووضع حد للدعم الهندي للتمرد الحاصل من بعض البلوش…الخ.

 

ولكن بدلاً من ذلك، استسلم خان ومد مودي بأسباب فوز محتمل له في الانتخابات. والمفارقة هنا هي أن تصرفات خان ستقوّض من أمن باكستان وتضطهد الكشميريين وتذكي نيران العنف الهندوسي ضد الإسلام والمسلمين، خاصة إذا فاز مودي بفترة ولاية أخرى.

 

وباختصار، عمران خان مثل نواز شريف من قبله، خان باكستان وطعنها في الظهر، من خلال تحويل النصر إلى هزيمة ومن خلال التفريط في المزايا الاستراتيجية. وفي عام 1999، فرّط نواز شريف بالنصر الذي تحقق في مرتفعات كارجل لصالح فوز حزب بهارتا جاناتا الهندي في الانتخابات. واليوم، أخطأ خان في تقدير قوة باكستان في أعقاب هجمات بولواما، ومنح حزب بهاراتيا جاناتا فرصة رائعة لإعادة انتخابه ومواصلة تنفيذ تعويذة حلم الهند في إيجاد (الهند الكبرى).

 

يجب أن لا ينخدع مؤيدو حزب إنصاف، حزب عمران خان، والباكستانيون العاديون، يجب أن لا ينخدعوا بخطابات خان وإيماءات السلام الذي يتشدق بها، ويجب عليهم التفكير مليا في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

2019_03_30_TLK_1_OK.pdf