Take a fresh look at your lifestyle.

كيف عزّت الأمة الإسلامية بدولة الخلافة؟

 

 

كيف عزّت الأمة الإسلامية بدولة الخلافة؟

 

كان من حصاد حمل الدعوة الإسلامية التي حملها النبي المُهدى سيد الخلق محمد e بعد أن هاجر من مكة إلى المدينة المنورة، إعلانُ أول كيان سياسي تنفيذي يمثل المسلمين متمثلاً بإعلان “الدولة الإسلامية” حيث طبّق الإسلام تطبيقاً كاملاً وشاملاً، وحدد علاقة المسلمين برعايا الدولة الإسلامية من غير المسلمين، وكان من جرّاء ذلك أن ساد العدل والأمن والأمان والرفاهية بين رعايا الدولة الإسلامية فعاشوا في ظلالها حياة العزة والنصر والقوة والتمكين، فهذا رسول الله e قام بإجلاء يهود بني قينقاع من المدينة المنورة من أجل اعتدائهم على امرأة مسلمة وقتل رجل مسلم، كما قام بإجلاء يهود بني النضير من أجل محاولتهم قتله e.

 

وجاء من بعده الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم الذين نهجوا منهج سيدنا محمد e حيث طبقوا الإسلام على الوجه الصحيح…

 

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال كلمته المشهورة حينما أراد قتال المرتدين، والتي سطرت بمداد من ذهب:

 

* “والله لو منعوني عقالاً أو عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله e لقاتلتهم على منعها”.

 

* “والله لأقاتلنّ مَن فرّق بين الصلاة والزكاة”.

 

* “أينقصُ الدين وأنا حيّ؟!”.

 

وقد اشتهر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لو أنّ بغلة عثرت في أرض العراق لظننت أن الله سائلني عنها يوم القيامة، لِمَ لَمْ تسوِّ لها الطريق يا عمر”.

 

وقد روي عنه أنه قال: “نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله”.

 

نعم عندما كانت لنا دولة كنا قوة في الحق يحسب لنا ألف حساب فلا يجرؤ أحد من الظلمة والطواغيت الاعتداء على دين الله تعالى، أو الاعتداء علينا، فإن فكرّوا وزلّوا وقاموا بعدوان على المسلمين، فقد كانوا يلاقون من الرّدّ القوي والمزلزل ما يشرّد بهم من خلفهم، نعم بالخلافة خضعت لنا الرقاب، الخلافة التي كانت لا تغيب عنها الشمس مدّة ثلاثة عشر قرناً من الزمان، ووقائع التاريخ تنطق بذلك.

 

فهذا خليفة المسلمين هارون الرشيد الذي كان يغزو عاماً ويحج عاماً يخاطب السحابة قائلاً: “أمطري حيث شئت فخراجك عائد إليّ”، وكذلك موقفه البطولي من ملك الروم نكفور الذي كان مدوياً ومزلزلاً عندما عزم نكفور عدم دفع الجزية لدولة الخلافة وكان الرد شديداً، حيث قال: “هذا من أمير المؤمنين هارون الرشيد إلى نكفور كلب الروم، الجواب ما تراه لا كما تسمع، والسلام على مَن اتبع الهدى”. وهذا الخليفة المعتصم رحمه الله جيش جيشاً من أجل امرأة مسلمة استغاثت به حينما حاول علج من علوج الروم الاعتداء عليها، صارخة: وا معتصماه…! فكان نتيجة ذلك أن حرر المرأة المسلمة وفتح عمورية.

 

وهذا القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي الذي قال مقولته المشهورة: “والله لن تروع بكَ امرأة مسلمة بعد الآن”.

 

وهذا القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي أبى أن يضحك ومسرى الحبيب محمد e المسجد الأقصى تحت احتلال الصليبيين، وقد عمل جاهداً على تحريره، وكان له شرف ذلك.

 

وهذا السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله الذي وقف موقفاً بطولياً إزاء قضية فلسطين حينما عرض عليه زعيم الحركة الصهيونية آنذاك “هرتزل” بأن يعطيه موطئ قدم في فلسطين مقابل مبلغ كبير من المال وسداد ديون دولة الخلافة، ولكن جاء الردّ مدوياً من السلطان حيث قال: “لعمل المبضع في بدني أهون عليّ من أن أتنازل عن شبر واحد من فلسطين”.

 

نعم إن جيوش المسلمين كانت تدك حصون القسطنطينية وأسوار فينَّا وتخوم روسيا حتى غدا جيش المسلمين الجيش الذي لا يقهر، عند الكفار الحاقدين المجرمين. لهذا كله عزّت الأمة الإسلامية وكان لها النصر والتمكين حينما كانت لها دولة، هذه الدولة التي كانت تطبق شرع الله تعالى، وتذود عن حياض المسلمين وأعراضهم ومقدساتهم وبلادهم…

 

وأخيراً وليس آخراً: على المسلمين اليوم أكثر من أي وقت مضى العمل الجاد مع العاملين المخلصين، مع حزب التحرير من أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي هي وعد الله تعالى، حيث قال سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [سورة النور: 55]، وبُشرى رسول الله حيث قال e: «… ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.

 

اللهم أعزنا بالإسلام وأعزنا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، واجعلنا اللهم من جنودها وشهودها والعاملين لها.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ خالد عبد الكريم حسن – الأرض المباركة (فلسطين)

 

2019_03_26_Art_How_did_the_Muslim_Ummah_recognize_glory_under_the_Khilafah_AR_OK.pdf