الجولة الإخبارية
2019/04/14م
العناوين:
- · تبديل وجوه في السودان بانقلاب عسكري
- · إعلان موعد انتخابات للإبقاء على النظام في الجزائر
- · الغربيون حذروا حفتر من الهجوم على طرابلس
التفاصيل:
تبديل وجوه في السودان بانقلاب عسكري
اشتدت الاحتجاجات في السودان هذا الأسبوع المطالبة باستقالة البشير إلى أن أدت إلى إعلان قائد الجيش وزير الدفاع عوض بن عوف يوم 2019/4/11 عن قيامه “باقتلاع النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن” وتعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان تجري في نهايتها انتخابات”. وأعلن عن حل مؤسسة الرئاسة والمجلس الوطني ومجالس الولايات وحل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامها. وكان ذلك متوقعا إذا استمرت الاحتجاجات بزخم قوي ولم يستطع البشير ضبطها. وكان البشير في وقت سابق قد هيأ الجيش لاستلام الحكم مكانه، فعين عوض بن عوف رئيس الأركان وزيرا للدفاع ونائبا له وعين عسكريين لرئاسة الولايات. وأعلن النظام المصري الموالي لأمريكا تأييده للانقلاب في بيان أصدرته وزارة خارجيته. وذلك تقليدا لما فعله السيسي لإجهاض ثورة أهل مصر.
وكان حزب التحرير قد أشار في جواب سؤال أصدره أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة بتاريخ 27 جمادى الآخرة 1440هـ، الموافق 2019/3/4م، أشار إلى ذلك بأن أمريكا صاحبة النفوذ السياسي في السودان ستقوم وتطلب إزاحة عميلها البشير إذا لم يستطع ضبط الاحتجاجات فقال: “فإن أول ما تفرضه أمريكا على عملائها هو بذل الوسع في خدمة مصالحها، وقد بذل البشير الوسع في ذلك حتى إنه خان قسمه ففصل الجنوب عن السودان… وحتى اليوم فإن أمريكا ما زالت تدعم البشير فاتصالاتها به وبنظامه كما بيَّنا تدل على ذلك… لكن إذا استمرت الاحتجاجات ولم يقدر البشير على ضبطها في وقت قريب فإنه يسقط من عين أمريكا ومن ثم يصبح عاجزاً عن خدمة أمريكا في مصالحها، وعندها يرجح أن تسعى أمريكا لتغييره، ولعل ترتيب انسحاب بعض رجالها من الحكومة ليركبوا موجة المعارضة وبخاصة حزب الميرغني الموالي لها… لعل كل ذلك يكون سائراً في هذا الاتجاه، أي تهيئة البديل، لأن أي تغيير للبشير يتطلب وجود البديل المقبول لدى الناس، وأمريكا تستعمل هذا الأسلوب مع عملائها، فقد استعملته مع مبارك فلما لم يستطع ضبط الاحتجاجات أمرته بالرحيل فاستقال وكلف الطنطاوي ومجلسه العسكري مكانه… فهو أسلوب معتاد عند أمريكا، فقط إنها تحتاج البديل قبل أن تأمر عميلها بالرحيل، فهي تخشى إن كان التغيير قبل إنضاج البديل أن يصل إلى الحكم رجال صادقون مخلصون يكونون شوكة في حلقها بل خنجراً في صدرها، وإبقاء عميلها بشار حتى الآن هو من هذا الباب…”.
وحذر الحزب من ضياع الدماء من دون أن يتمخض عن ذلك تغيير جذري نحو الخير، وما يحصل هو تبديل عميل بعميل فقال: “فإن الذي يُخشى منه هو أن تضيع تلك الدماء من القتلى والجرحى وتلك الخسائر في الشوارع والمرافق العامة، وتفضي الاحتجاجات في النهاية إلى تبديل عميل بعميل ويبقى الدستور الوضعي قائماً في البلاد يزهق الأنفس ويرهق العباد… وهذا ما نحذر منه وذلك لأن الاحتجاجات حتى اليوم لا تتبنى مطالب الإسلام ولا تطالب بوضع أحكام الشرع موضع التطبيق باتباع قيادة صالحة صادقة تعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة… ومن ثم تبقى الأزمة السياسية هي هي بل قد تكون أسوأ، وتكون الأزمة الاقتصادية هي هي بل قد تكون أسوأ، وقول الله هو الحق المبين ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ وصدق الله العليم الحكيم ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾.”
————
إعلان موعد انتخابات للإبقاء على النظام في الجزائر
أعلن في الجزائر يوم 2019/4/10 عن تحديد يوم 2019/7/4 لإجراء انتخابات رئاسية بعدما تولى رئيس البرلمان عبد القادر بن صالح رئاسة انتقالية حتى ذلك التاريخ ولكن جماهير الناس رفضت توليه وتولي أي من الشخصيات التي تولت مناصب في النظام معتبرين إياهم مفسدين فاسدين مرفوضين. وأعلن نائب وزير الدفاع ورئيس الأركان أحمد قايد صالح وهو الذي يمسك بزمام الأمور عن دعمه للفترة الانتقالية وسيسهر على مسايرة المرحلة في ظل الثقة المتبادلة بين الجيش والشعب طالبا من الشعب الصبر، ولكنه عاد ليقوم بالتهديد والاتهامات بعدما رأى إصرار الناس على رفضهم فقال: “مع انطلاق المرحلة الجديدة واستمرار المسيرات سجلنا ظهور محاولات لأطراف أجنبية، انطلاقا من خلافات تاريخية لضرب استقرار البلاد وبث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد”. وقال: “إن المرحلة الحاسمة تقتضي من أبناء الشعب الجزائري التحلي بالوعي والصبر والفطنة من أجل تحقيق المطالب الشعبية والخروج بالبلاد إلى بر الأمان”. إلا أن قائد الجيش لم يتحل بالوعي والفطنة بالقدر الكافي من أجل تحقيق المطالب الشعبية بإقامة حكم الإسلام الذي يُخرج البلاد إلى بر الأمان، ويمنع تدخل الأطراف الأجنبية من التدخل ويقتل الفتنة في مهدها، فالمشكلة في النظام الحالي وريث الاستعمار، فإن لم يقلع من جذوره بدستوره وقوانينه وأنظمته وسياساته التي تخالف الإسلام وبقياداته المسممة بالثقافة الغربية، والإتيان بدستور مستمد من كتاب الله وسنة رسوله وتبني الأحكام الشرعية كقوانين للبلاد وإقامة أنظمة الإسلام وخط سياسات إسلامية بحتة وتعيين قيادات إسلامية سياسية واعية مخلصة، فلن تتغير الحال في الجزائر ولا في غيرها من البلاد الإسلامية.
————-
الغربيون حذروا حفتر من الهجوم على طرابلس
طالب الاتحاد الأوروبي في وقت سابق على لسان مسؤولة السياسة الخارجية موغيريني، حفتر بوقف عملياته العسكرية صوب طرابلس والعودة إلى المفاوضات. وقد ذكرت وكالة فرانس برس يوم 2019/4/11 أن اختلافا قد حصل بين دول الاتحاد على إعداد بيان منه يستنكر هجوم حفتر على طرابلس إذ تختلف فرنسا وإيطاليا في التعامل مع حفتر بسبب أن لفرنسا استثمارات في النفط في المنطقة الشرقية من ليبيا التي يسيطر عليها حفتر ولإيطاليا استثمارات نفطية في منطقة حكومة السراج. وهكذا تتصارع دول الاستعمار على نهب ثروات البلاد بواسطة العملاء.
وذكرت وكالة رويترز يوم 2019/4/10 أن سفراء غربيين أمضوا الشهر الماضي ثلاث ساعات من المحادثات مع حفتر في معقله بشرق ليبيا لمحاولة ثنيه عن هجوم على حكومة السراج في طرابس. ونقلت عن مصدرين على دراية بالاجتماع طلبا عدم الكشف عن أسمائهم أن حفتر قال لهم “إنه على استعداد للتفاوض مع رئيس الوزراء لكنه قد يزحف صوب العاصمة إذا لم يتم التوصل لاتفاق على تقاسم السلطة” وبعد مرور أسبوعين وفي الرابع من نيسان/أبريل أمر حفتر قواته بالتوجه صوب العاصمة طرابلس في الوقت الذي كان غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة موجودا في العاصمة بذريعة إعداد مؤتمر للمصالحة، وقد توجه بعد ذلك ليجتمع مع حفتر في معقله. مما يشير إلى أن غوتيريش جاء ليضغط على السراج ليقبل بحفتر بتقاسم معه السلطة. وذكرت رويترز أن “الحملة العسكرية التي شنها حفتر تمثل انتكاسة كبرى للقوى العالمية بما فيها فرنسا وإيطاليا وبريطانيا.. وحاولت هذه القوى دفع حفتر في اتجاه التسوية السياسية”.
وذكّرت رويترز بأن حفتر عندما وقع في أسر القوات التشادية في ثمانينات القرن العشرين تدخلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لإنقاذه بعد أن عمل على الإطاحة بالقذافي بعدما اختلف معه. لتذكّر بعمالة حفتر لأمريكا ورفض أوروبا له. ويظهر أن حفتر يقوم بهذه الحملة ليضغط على حكومة السراج لتقاسم السلطة معه. ومعنى ذلك تقاسم النفوذ بين القوى الدولية المتصارعة هناك أمريكا وأوروبا. إذ صرح وزير خارجية أمريكا بومبيو أن “بلاده تعارض الهجوم” لتغطي على الحقيقة ولكنه قال: “إن بلاده تواصل مع شركائها الضغط على القادة الليبيين للعودة إلى المفاوضات السياسية” مما يشير إلى أنها تريد أن تفرض عميلها حفتر على حكومة السراج.
وهذا محزن جدا بأن يكون هذا البلد الإسلامي العريق محل صراع دولي وانحياز قوى محلية لهذا الطرف الاستعماري أو ذاك، يضربون رقاب بعضهم بعضا وهم مسلمون، ولا يفكرون في الانفكاك عن القوى الاستعمارية، ومن ثم الاتفاق على إقامة حكم دينهم الحنيف ودعوة قيادة إسلامية سياسية مخلصة واعية لتولي الحكم وتطبيق الإسلام مجسدا في خلافة راشدة على منهاج النبوة.