مع الحديث الشريف – باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور”.

 

   حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه“.

    ها قد عادت الجاهلية بكل رجالاتها وعصاباتها وزعمائها، عادت من جديد تحمل معها أثقال وهموم وقباحات العصر، فمن ذا يستطيع أن ينجو فلا يصيبه منها شيء؟ ومن ذا الذي يعصم منها؟ّ كلنا واقعون فيها بشكل أو بآخر، كلنا نعاني ظلمها وتسلطها، عادت إلينا بوجه آخر وباسم آخر، إنها اليوم الرأسمالية، إنها الديمقراطية الكاذبة الخاطئة، إنها العلمانية التي زينها أهلها لنا كما تزين العروس ليلة الزفاف، فأعجب المسلمين جمالُها الخارجي، ووقعوا في حبها وما فطنوا للجوهر والجمال المعنوي، وكان ما كان، شقاء فوق شقاء.

 

أيها المسلمون:

 

   إلا أن هناك نفر من المسلمين رفض قصة الحب هذه، وراح يبحث وينقب بعقله وقلبه في آيات الله وأحكامه، في سنة نبيه عليه الصلاة السلام، فأدرك أن الفشل حليف هذا العلاقة الفاسدة، فعاش يكشف للأمة المكر ويقدم لها كل نصح، ولكن للأسف لم تستمع له إلا متأخرا.

 

بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى   *  فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

 

    نعم أيها المسلمون: حالة من عدم الاتزان نعيشها اليوم جميعا، ظلم وشقاء يمر علينا ما مرَّ على الذين من قبلنا، فترى الذي في قلبه إيمان يتفطر حزنا وكمدا على هذا الحال، تراه يود أن يخرج من هذه الحياة، يود أن يقف على قبر الميت يخاطبه: يا ليتني كنت مكانك.

 

     اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم