Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورا تنكرونها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورا تنكرونها

 

 

 

     نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورا تنكرونها”.

 

    حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها، قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم“.

    إن مما لا شك فيه أن هذا الحديث موجه في الدرجة الأولى للخلفاء الذين حكموا الأمة فيما مضى بالقرآن والسنة، وطبقوا فيها الإسلام، ولكنه عليه الصلاة والسلام أخبر أنهم سيجورون ويظلمون فيأخذوا من الدنيا ما ليس لهم، ويؤثروا أنفسهم على غيرهم، لذلك خص الرسول الكريم الأمة بهذا الحديث الذي بين لها فيه طريقة التعامل معهم. ألا وهي أن تعطيهم حقهم، وأن تسأل الله أن يلهمهم الإنصاف في التعامل معهم وأن يبدلها الله خيرا منهم.

 

أيها المسلمون:

 

    هذا حال خلفاء المسلمين الذين طبقوا الإسلام عندما آثروا أنفسهم ببعض متاع الدنيا، أما وقد آثر حكام المسلمين هذه الأيام أنفسهم بالدنيا كلها، حيث أصبح كل حاكم يتصرف في البلاد التي يحكمها وكأنها مزرعة له ورثها عن أجداده، فالنفط الذي فيها ملك يديه، والثروة وما في باطن الأرض وما على ظهرها له ولأبنائه وأقاربه، إنها تركة عظيمة ورثها وأصبحت مطوَّبة باسمه ولا يحق لأحد أن ينازعه فيها. أما وقد حدث هذا فإن الأمة اليوم مطالبة ليس بالصبر عليه، أو بأن تدعو الله بأن يلهمها العدل معه، بل مطالبة بخلعه وإنزاله من عليائه، لا لأنه استأثر بالمال والبلاد والعباد فقط، بل لأنه قفز على كرسي الحكم بغير وجه حق، واغتصب الحكم والبلاد، وأصبحت من أملاكه الخاصة. ف”على اليد ما أخذت حتى تؤديه” هكذا علمنا رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولن تؤدي يد الحكام ما أخذت طوعا، بل لا بد من أن تضرب، بل تقطع، ولن يقطعها إلا خليفة المسلمين القادم قريبا بإذن الله، الذي سيقود جيشها ليعيد المغصوب إلى أهله، ليعيد الحكم للأمة.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم